المجرة الأكثر توهجا في العالم تدمر نفسها
لندن – (بي بي سي):
تتسم إحدى أكثر المجرات توهجا في الكون بوجود "ثقب أسود" ضخم في مركزها، ونتيجة لذلك، تدمر تلك المجرة نفسها رويدا رويدا.
هناك مجرة هي الأكثر توهجا في هذا الكون بين المجرات التي نعرفها حتى الآن، والتي تبعد عن كوكب الأرض بنحو 12.5مليار سنة ضوئية.
وتعرف هذه المجرة باسم "W2246-0526"، وهي تتعرض للتدمير بسبب وجود ثقب أسود قوي وضخم جدا يقع في مركز تلك المجرة.
وقد بلغت قوة هذا الثقب درجة كبيرة، حتى أنها تؤدي إلى أن الطاقة الناتجة عنه تجعل الغازات بداخل المجرة تتحرك بشكل مضطرب في كل مكان في المجرة.
وقد اكتشف ذلك التوهج اللامع بشدة لهذه المجرة في عام 2015، وذلك من خلال استخدام بيانات وفرها جهاز استكشاف تابع لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا. ويعرف ذلك الجهاز باسم "مستكشف الأشعة تحت الحمراء عريض المجال".
وتوصلت دراسة حديثة نشرت نتائجها في دورية "رسائل الفيزياء الفلكية" إلى أن تلك المجرة تدمر نفسها نتيجة ذلك الثقب الأسود.
ويقول روبرتو أسيف من جامعة "دييغو بورتاليس" بمدينة سانتياغو في تشيلي: "تتسم طاقة وقوة حركة جزيئات الضوء الكامنتان في الغازات (التي تملأ المجرة) بالقوة الكبيرة لدرجة أنهما تدفعان الغازات في جميع الاتجاهات".
وتصدر المجرة قدرا كبيرا جدا من الطاقة، حتى أن الباحثين شبهوها بأنها قدر من الماء يغلي، وكأنها توقد بواسطة مفاعل نووي في مركزها.
ويحدث هذا بسبب ذلك الثقب الأسود الضخم جدا الذي يقع في وسط المجرة، والذي يتمتع بقوة جاذبية كبيرة تجذب كل المواد والغازات بالقرب منه.
لكن ليس كل المواد تمتص داخل ذلك الثقب الأسود، وبدلا من ذلك تتجمع تلك المواد لتشكل ما يعرف بـ "قرص التنامي"، وهو عبارة عن هالة لامعة مكونة من غازات ومواد أخرى.
إنه ذلك القرص الذي يجعل المجرة تحترق بشكل كثيف جدا، لتبلغ درجة توهجها أكثر من توهج 300 تريليون شمس مجتمعة، وهو الذي يتسبب في مثل هذه الاضطرابات التي تعم كامل المجرة.
وليس من الواضح حتى الآن ما إذا كانت الغازات التي تندفع بقوة وباضطراب في جميع أنحاء المجرة ستغادر تلك المجرة في نهاية المطاف، أم سيبتلعها ذلك الثقب الأسود.
وإذا كانت تلك الغازات ستغادر المجرة، فسوف يتمكن علماء الفلك من رؤية "قرص التنامي" بكل تفاصيله المحجوبة، فهناك ذرات ترابية تحجب عنه الرؤية في الوقت الراهن.
فيديو قد يعجبك: