سرقة مجوهرات بقيمة 140 مليون جنيه استرليني في بريطانيا خلال 5 سنوات
لندن (بي بي سي)
كشف تحقيق لبي بي سي عن أن ما قيمته نحو 140 مليون جنيه استرليني من المجوهرات الآسيوية تعرض للسرقة، في بريطانيا خلال السنوات الخمس الماضية.
وغالبا ما تُشترى المجوهرات الذهبية كهدية زواج، من جانب العائلات البريطانية من أصل آسيوي، وتورث عبر الأجيال.
وحصلت بي بي سي على معلومات، من 23 إدارة للشرطة، وكشفت الأرقام عن أن منطقة لندن الكبرى شهدت النصيب الأكبر من السرقة، حيث سرق فيها ما قيمته 115.6 مليون استرليني، تلتها منطقة مانشستر الكبرى، وسرق فيها ما قيمته 9.6 مليون استرليني.
وسُجل ما يقرب من 28 ألف حالة سرقة، للمجوهرات الآسيوية في بريطانيا، منذ عام 2013.
وكشفت المعلومات، عقب طلب لإتاحة المعلومات قدمته بي بي سي إلى 45 من إدارات الشرطة في بريطانيا، عن أن ما قيمته 141.3 مليون استرليني، مما يسمى بالمجوهرات الآسيوية قد سرق في انجلترا، منذ عام 2013 ، بينما لم تقدم إدارات الشرطة في اسكتلندا، ويلز، وأيرلندا الشمالية أية معلومات.
ولم تستطع بعض إدارات الشرطة تقديم معلومات، مثل شرطة مقاطعة غوينت وشرطة نورث ويلز، لكنها حذرت، في وقت سابق، من أن العائلات الآسيوية تستهدف بشكل خاص في مناطقها.
وتعد تلك هي المرة الأولى، التي يكشف فيها رقم شامل عن حجم السرقات، التي تعرضت لها المجوهرات الآسيوية في بريطانيا.
وكانت إدارات الشرطة الخمس، التي شهدت مناطقها أكبر قيمة للسرقة خلال عام 2017 / 2018، هي:
· شرطة العاصمة: 21.2 مليون استرليني، 3300 حادث سرقة.
· شرطة كنت: 1.6 مليون استرليني، 89 حادث سرقة.
· مانشستر الكبرى: 1.5 مليون استرليني، 238 حادث سرقة.
· شرطة إسكس: 495 ألف استرليني، 52 حادث سرقة.
· شرطة تيمز فالي: 310 ألف استرليني، 102 حادث سرقة.
سرقة "ميراث العائلة"
تعرض الزوجان المتقاعدان شهيد وسيدة سيد، اللذان يعيشان في شمالي انجلترا، لحادث سطو مسلح عنيف في منزلهما، في ديسمبر/ كانون الثاني من العام الماضي.
وهاجم رجلان مسلحان بقضبان حديدية الزوجين، وضرباهما، وأصيب شهيد بأزمة قلبية.
واستولى اللصان على الأساور والقلائد والخواتم، التي توارثتها العائلة عبر أجيال، وكانت تحتفظ بها سيدة لأحفادها.
وتقول سيدة: "أغلب المجوهرات كنت ورثتها عن أبويَّ، وبعضها أهداها لي زوجي، لذا فإن لها قيمة معنوية كبيرة عندي".
وشعر الزوجان بالذعر، بسبب الهجوم. وقالت سيدة: "في الليل، حين أغلق كل الأبواب والنوافذ وأذهب للنوم، لا زلت لا أشعر بالأمان".
ويقول شهيد إنه يستغرب لماذا استُهدفوا، على الرغم من أنهم ليسوا أغنياء، ولا يعيشون في منطقة باهظة التكاليف.
وتقول سيدة: "حتى لو رزقت بأموال، سأخشى أن اشتري مجوهرات، أو أن احتفظ بها في المنزل".
"سهولة بيع المسروقات"
وقال ضباط شرطة إنه في بعض عمليات السطو، كان الضحايا يملكون كميات كبيرة من الذهب، لكن الأمر لم يكن كذلك، في كل الحالات.
في شيشاير، شكلت الشرطة فريق عمل متخصص، للعمل مع أفراد المجتمع، بعد سلسلة من عمليات السطو، المرتبطة بالمجوهرات الآسيوية.
وتعقب الضباط مجموعة من المجرمين، الذين كانوا ينشطون في مناطق شمالي غرب انجلترا، وشمالي ويلز وميدلاندز. وقادت العملية إلى عدد من الإدانات القضائية.
ويقول أرون دوغان، رئيس قسم مكافحة الجريمة في شرطة شيشاير، إن أحد التحديات، التي تواجه الشرطة، هي إمكانية تخلص اللصوص من الذهب بسهولة.
ويضيف دوغان أنه يجب على التجار، الذين يشترون الذهب وخصوصا المجوهرات الآسيوية المستعملة، أن يطرحوا أسئلة أهمها: من هو الشخص الذي يقف أمامي ليبيع هذا الذهب؟
ويقول: "من المثير للسخرية أنك، في أغلب الأحوال، تجد أن بيع خردة المعادن أصعب من بيع المجوهرات المستعملة، في هذا البلد".
يقول سانجاي كومار، التاجر المتخصص في بيع المجوهرات الآسيوية في غربي لندن، إن المجوهرات تتمتع بأهمية ثقافية.
ويضيف: "لقد تلقى الناس نصيحة من أبائهم وأجدادهم، بضرورة شراء الذهب. إنه استثمار. إنه جالب للحظ. إنه شيئ نفعله نحن كآسيويين، ولذا فإن الناس يتبعون التقاليد والثقافة".
وينصح كومار زبائنه بالتفكير بحرص، بشأن كيفية حفظ مجوهراتهم، والتأكد من أنها مؤمن عليها.
فيديو قد يعجبك: