هل أصابت "عدوى" الثورات السودان والجزائر؟
لندن – (بي بي سي):
تنوعت وجهات نظر الصحف العربية بشأن الاحتجاجات في الجزائر والسودان، فبينما يحذر بعض الكتاب من "بكتيريا" الثورات، يقول آخرون إن ربيع العرب "لم يمت".
"أوهام" الربيع العربي
ويقول حمد الماجد في "الشرق الأوسط" اللندنية إن "الحراك الجماهيري في الجزائر ضد إعادة انتخاب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة، والحراك الشعبي الآخر في السودان لاجتثاث نظام (جثم) على صدر شعبه ثلاثين عاماً، نموذجان يمثلان حالة ازدراء بتجربة ما يُسمى الربيع العربي القاسية الدموية المريرة، وليس من لازم كلامي الإشادة بالربيع العربي أَو الحض عليه أو تحبيبه للنفوس، إطلاقاً، فالكل رأى بأم العين الحقائق الدامغة والويلات والثبور وعظائم الأمور التي جَرَّتها ثوراتُ الربيع العربي على سوريا وليبيا واليمن".
ويضيف الكاتب أن "الاستجابة للحراك الجماهيري الخطر في الجزائر حول إشكالية التمديد لبوتفليقة لولاية خامسة، وتنازل البشير عن الحكم، يعدّان إجراءً وقائياً ناجحاً، ليس في حماية هاتين الدولتين من الانزلاق إلى مسار الثورات الخطر فحسب، بل أيضاً لحماية بقية الدول المحيطة، لأن في الثورات بكتيريا خطرة ومعدية".
ويقول يوسف الديني في نفس الصحيفة إن "من الأوهام التي يتم إشاعتها بشكل عاطفي مشبوب باحتجاجات الجماهير، الاعتقاد بأفضلية مخرجات أي مرحلة لتلك الاحتجاجات، أو ما يعرف بمخرجات (الثورة) على الوضع السابق في البلدان العربية، كما رأينا ونرى من يتحدث عن لحظة (الربيع العربي) - وهي لحظة لم تقرأ بشكل جيد بعد - بكل كوارثه وتناقضاته وفوضويته، مفضلاً أي استقرار سياسي أو اقتصادي لم يتأثر برياح (الربيع)".
"ربيع العرب لم يمت"
ويرى الياس خوري في "القدس العربي" اللندنية أن "المحزن هو أن الشعب الجزائري يثور ضد جثة وضد انتخابات شكلية، ربما هذا ما دفع رئيس الحكومة الجزائرية أحمد أويحيى إلى تهديد الجزائريين بالمصير السوري".
ويقول الكاتب إن "الجزائريين يعرفون أنهم لا يواجهون بوتفليقة المريض والكهل، بل يواجهون منظومة الاكتهال التي فرضتها الطغمة العسكرية المالية، في نظام اوليغارشي متخشّب".
ويضيف "في السودان والجزائر لم يمت ربيع العرب، فهذا الليل العربي الطويل المنصوب فوق جراحنا وآلامنا، ليس قدرنا. قدرنا يبدأ حين نمزق الصورة والإطار ونحطم مرآة الانحطاط والاستبداد".
وقال عبدالله بن بخيت في "الرياض" السعودية في مقاله المعنون "ما الذي يحدث في السودان والجزائر؟" إنه "مع بداية الاضطرابات في تونس ومصر وسوريا واليمن تسللت نظرية المؤامرة بعد ابتهاج لم يدم طويلاً. نفس الذين امتدحوا التدخل الأمريكي في ليبيا انقلبوا إلى نظرية المؤامرة عندما جاءت الأحداث على غير ما يشتهون".
ويضيف الكاتب أن "نظرية المؤامرة هي نظرية الأسطورة، تفسير الأحداث الصعبة على العقل بتصديرها على الغيبيات الساذجة، إضفاء الغموض على العدو، اختراع متسبب يتحرك في الظلام، يطل برأسه بين فترة وأخرى ليتأكد أن كل شيء يسير على ما يرام. فالناس عموماً يميلون إلى أن يكونوا ضحية غدر الآخرين... التحليل المنطقي للأحداث سوف يؤدي إلى إدانة الذات وكشف كثيرا من الزيف المتراكم كحقائق وإسقاط امتيازات يتمتع بها النافذون".
أما ماهر مقلد فيتحدث في "الأهرام" المصرية عن دور جامعة الدول العربية إزاء التطورات الأخيرة في السودان والجزائر قائلا إن "ما يمر به الوطن العربي من أزمات يتجاوز حدود العقل، وتعقيدات أو تناقضات الدول العربية على حد وصف الأمين العام لا تعطى مجرد الضمانات الدنيا لانتظام العمل لا الحديث عن تحقيق النتائجفالأزمة القطرية مستمرة والسودان في طريق غير واضح المعالم، والجزائر بين اختبارات صعبة ومع هذا تستعد الجامعة للقمة المرتقبة في تونس بنفس الطموح والهمة أملا في بسط أرضية الحوار التي دونها تنعدم السبل".
ويضيف الكاتب أن "مجرد التقاط صورة للقادة العرب هو عمل بالغ القيمة فالصورة لا تأتى إلا بعد اجتماعات ومناقشات والتصافح بالأيدي يختصر المسافات البعيدة ويجدد الأمل في العمل على رأب الصدع وتحديد الأولويات".
فيديو قد يعجبك: