"فداء بشري في سحر أسود".. صدمة بولاية هندية بعد قتل امرأتين
نيودلهي - (بي بي سي)
اعتقلت الشرطة في الهند ثلاثة أشخاص في ولاية كيرالا، جنوبي البلاد، بتهمة قتل امرأتين، في ما يعتقد أنه فداء بشري.
وعثر الثلاثاء، على رفات المرأتين، اللتين يعتقد أنهما قُتلتا في حادثتين فصلت بينهما شهور.
وقالت الشرطة إن المتهمين، وهم زوجان ورجل آخر، "عذبوا الضحيتين بقسوة شديدة"، قبل قتلهما. وأضافت أن المتهمين اعترفوا بالجريمة، وأن التحقيق متواصل.
ولم يصدر تعليق من المتهمين على المزاعم، لأنهم لا يزالون قيد احتجاز الشرطة.
وقد تصدرت هذه الجريمة الشنعاء عناوين الصحف الوطنية، وصدمت سكان كيرالا، التي تعتبر الولاية الأكثر تقدمية في الهند.
وكشفت الشرطة عن أسماء المتهمين وهم: باغافال سينغ، "المعالج" بالطب الهندي القديم المعروف باسم "أيورفيدا"، وزوجته ليلى، ومحمد شافي، المعالج الروحي من منطقة إيدوكي.
وأمرت محكمة في مدينة كوتشي، الأربعاء، بإيداعهم الحبس لمدة ثلاثة أسابيع.
وقال مدير شرطة كوتشي إن الجريمتين وقعتا خلال أربعة أشهر، ويعتقد أنهما كانتا ضمن طقوس دينية، بهدف تحقيق "مكاسب مالية".
وأضاف أن دوافع جريمة القتل تعتمد على "فرضيات أولية"، وأنهم يجرون التحقيق بناء على اعترافات المتهمين.
ولا يزال "السحر الأسود" يمارس في بعض مناطق الهند، إذ يعتقد الناس أن طقوسه يمكن أن تجلب الرفاهية، وتساعد النساء العاقرات على الإنجاب، وتشفي المرضى، وحتى تتسبب في هطول المزيد من الأمطار.
وتقول الشرطة إن المتهمين أغروا الضحيتين، اللتين كانتا تبيعان تذاكر اليانصيب في كوتشي، بوعود بكسب أموال، ثم قتلوهما وقطعوا جثتيهما.
واستخرجت الثلاثاء رفات بشرية، يعتقد أنها للمرأتين، بالقرب من مقر إقامة سينغ في منطقة باثانامثيتا.
وأرسلت عينات من الحمض النووي للتحليل، بعدما لم يتمكن أقارب المرأتين من التعرف على الجثتين المقطعتين، عند استخراجهما من الحفرة.
وقال رئيس وزراء الحكومة المحلية، بيناراي فيجايان، إن الجريمة "صدمت الضمير الإنساني"، وإن اختطاف الناس وقتلهم لأسباب خرافية جريمة "تفوق الخيال في ولاية مثل كيرالا".
من هما الضحيتان؟
كشفت الشرطة عن اسم الضحيتين، وهما بادمام وروسيلي.
وتنحدر بادمام (57 عاما) من منطقة دارمابورام بولاية تاميل نادو المجاورة، وكانت تعيش في كوتشي. أما روسيلي (49 عاما) فهي من منطقة ثريسور، وكانت تعيش في بلدة كالادي النائية.
وتقدم ابن بادمان ببلاغ في سبتمبر أيلول بشأن اختفاء والدته.
وقالت اختها بالانياما لبي بي سي إن بادمام كانت تعيش في مسكن من غرفة واحدة في كوتشي منذ فبراير شباط.
وأضافت بالانياما: "كانت بادمام تعيش وحدها، ولكنها كانت تتصل بي هاتفيا كل ليلة".
ولكن بعدما انقطعت أخبار بادمام لعدة أيام، قررت بالانياما زيارتها، "ولكن عندما ذهبت إلى هناك وجدته (المسكن) موصدا"، مضيفة أن هاتف أختها كان مغلقا أيضا.
وتعقبت الشرطة هاتف بادمام لتصل إلى منطقة باثانامثيتا التي تبعد نحو 113 كيلومترا من كوتشي. ووجد المحققون أنها تلقت العديد من المكالمات من أحد المتهمين، وهو شافي.
ويقولون إن بيانات هاتف شافي كشفت أنه كان يتواصل مع سينغ الذي يسكن في المنطقة نفسها. وأضافوا أن سينغ اعترف بالجريمة أثناء التحقيق معه.
وتقول الشرطة إن تحقيقاتها كشفت أن سينغ وزوجته اقترفا جريمة أخرى بمساعدة شافي، في يونيو حزيران، عندما قتلوا روسيلي.
ووصف المحقق بي براداش الجريمة بأنها "غريبة جدا"، وقال في مؤتمر صحفي: "نحاول التأكد بدقة من الزمن الذي وقعت فيه كل جريمة، وإذا كان هناك ضحايا آخرون".
فيديو قد يعجبك: