إعلان

لماذا تعتقد الصين أنها ستنتصر في الحرب التجارية مع ترامب؟ - الإيكونوميست

12:19 م الخميس 10 أبريل 2025

مبنى دار الجمارك الصينية في شنغهاي

مصراوي: بي بي سي:

يثير قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برفع الرسوم الجمركية المفروضة على قرابة 60 دولة، قلق الدول والمستهلكين حول العالم، مما جعل القضية تحتل مساحات شاسعة من تغطيات وسائل الإعلام الدولية.

واستُخدم مصطلح "الحرب التجارية" على نطاق واسع لوصف حالة الشد والجذب بين العملاقين الاقتصاديين؛ الصين والولايات المتحدة.

ونشر البيت الأبيض مرسوماً رئاسياً "معدلاً" رفع الرسوم التي ستفرضها واشنطن على الواردات القادمة من بكين من 34 في المئة إلى 84 في المئة، تضاف إلى 20 في المئة مفروضة بالأساس عليها. ومن ثم زادت التعريفة الإجمالية إلى 104 في المئة اعتباراً من الأربعاء.

نشرت الإيكونوميست مقالاً بعنوان "لماذا تعتقد الصين أنها ستنتصر في الحرب التجارية مع ترامب؟"، مشيرة إلى عدم وجود ما يمنع فك الارتباط بين أكبر اقتصادين في العالم، وأن ترامب يبدو أقل اهتماماً بالتوصل إلى اتفاق مع الصين.

ورأت الصحيفة أن المسؤولين الصينيين حرصوا على إظهار عدم خضوعهم للضغوط الأمريكية، والاكتفاء بضبط النفس للحد من إيذاء أنفسهم وتجنب المزيد من التصعيد.

وتحدثت الصحيفة عن شعور قادة صينين بإمكانية الانتصار في هذه الحرب التجارية. واستندت الصحيفة إلى حاجة ترامب إلى الصين لوقف تدفق مخدر الفنتانيل والمساعدة في إنهاء حرب روسيا على أوكرانيا، وكذلك عدم رغبة ترامب في تحمل مسؤولية إغلاق تطبيق "تيك توك" الصيني.

هل ينجح ترامب في حل أزمة "تيك توك" في الولايات المتحدة؟

وقالت الإيكونوميست، إن شركة "تسلا" للمركبات الكهربائية المملوكة لإيلون ماسك أصبحت عرضة للانتقام، لأنها تُجري حوالي خُمس أعمالها في الصين.

واستشهدت الصحيفة باعتقاد مسؤولين صينيين بأن الولايات المتحدة لن تتحمل التضخم والسخط الناجم عن رسوم ترامب الجمركية.

واستعرضت الصحيفة بعض الخيارات المتاحة أمام الصين، مثل إمكانية إجراء تخفيضات في أسعار الفائدة، ومساعدة الحكومات المحلية للمصدرين المتعثرين في إيجاد مصادر جديدة في الداخل وفي الأسواق غير الأمريكية، فضلاً عن إمكانية تخفيض الصين للتعريفات الجمركية على بقية دول العالم.

الصين تبدي استعداداً للاستمرار في الحرب التجارية ضد ترامب، فماذا بعد؟

وأشارت الصحيفة إلى بعض ردود الفعل الصينية المحتملة، مثل تعليق جميع أشكال التعاون مع واشنطن بشأن الفنتانيل، وحظر استيراد الدواجن الأمريكية وغيرها من المنتجات الزراعية، مثل فول الصويا والذرة الرفيعة، والتي تأتي بشكل رئيسي من الولايات المتحدة.

ورأت الصحيفة أن بكين تحتاج إلى دراسة مدى الاستعداد لرؤية الاقتصاد الصيني ينفصل تماماً عن الاقتصاد الأمريكي، وهي الفكرة التي تحظى الآن بدعم متزايد.

"ترامب يفجّر الاقتصاد الصيني"

شاشات تعرض بيانات البورصة في شنغهاي في الصين

كتب غوردون تشانغ في صحيفة التلغراف البريطانية، مقالاً بعنوان "دونالد ترامب فجّر للتو اقتصاد الصين".

وقال تشانغ إن ترامب قلَب التجارة العالمية رأساً على عقب، وترك الرئيس الصيني شي جين بينغ بدون خيارات تُذكر.

وعلّقت الصحيفة على تحليل يشير إلى أن "حرب ترامب التجارية العالمية تُعَدُّ هدية استراتيجية للرئيس الصيني"، وأن الدول المستاءة من الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة، ستبدأ بالتحالف مع الصين ضد الولايات المتحدة، وأن "بكين بسوقها العملاقة تُمثل بديلاً".

ولا يرجّح الكاتب حدوث هجرة جماعية لشركاء الولايات المتحدة التجاريين نحو الصين.

يوضح تشانغ أن "السوق الداخلية الصينية ليست جذابة"، مشيراً إلى أن "الصين لا تنمو بمعدل 5 في المئة الذي أعلنت عنه العام الماضي، وربما لا تنمو إطلاقاً".

ويتحدث تشانغ عن مرور الصين بفترة انكماش اقتصادي، مضيفاً أن سوق الصين الاستهلاكي ليس عملاقاً.

واستَشهد تشانغ بإقدام دول أخرى على فرض رسوم جمركية إضافية على الصين، مثل البرازيل وإندونيسيا وتركيا، فضلاً عن الاتحاد الأوروبي.

وتحدّث عن تأثر الصين بتمويل "طموحات" الرئيس الصيني، مثل تحديث الجيش، ومبادرة الحزام والطريق، وإقامة دولة شبه مراقَبة بالكامل، والتطوير المفرط لقطاع التصنيع.

وقال الكاتب: "لا يستطيع شي (الرئيس الصيني) تحمّل طموحاته، ناهيك عن تحمّل تكلفة زيادة الرسوم الجمركية لفترة طويلة".

ويعتقد الكاتب أن رسوم ترامب الجمركية تغلق أكبر سوق عالمي أمام الصين، وتشجع دولاً أخرى على بناء جدرانها الجمركية مع بكين.

ويقول: "في حين تحتاج الصين إلى استمرار العولمة، يُنهيها ترامب".

"شي إن وتيمو"

3

نشرت صحيفة أكسيوس الأمريكية تقريراً عن مضاعفة الرسوم الجمركية الأمريكية على الطرود القادمة من تطبيقَيْ "شي إن وتيمو"، بعد إغلاق "ثغرة تجارية" سمحت للسلع الرخيصة من الصين بتجنب الرسوم الجمركية.

وكانت الطرود التي تقل قيمتها عن 800 دولار تتمتع بإعفاء "ضئيل" من الرسوم الجمركية الإضافية، وهو ما مكّن تجار التجزئة عبر الإنترنت، مثل تطبيقَيْ تيمو وشي إن، من بيع سلع رخيصة للغاية إلى المستهلكين الأمريكيين.

داخل إمبراطورية شي إن: من المصانع الصينية لأكبر شركة ملابس في العالم

ووقّع ترامب الأسبوع الماضي أمراً تنفيذياً يُنهي ثغرة الرسوم الجمركية المفروضة على الشحنات القادمة من الصين.

وأعلنت وزارة التجارة الأمريكية عن "وجود أنظمة كافية لتحصيل إيرادات الرسوم الجمركية" على الشحنات الدولية منخفضة القيمة.

وبعد الأمر التنفيذي، كان من المقرر فرض رسوم جمركية بنسبة 30 في المئة أو 25 دولاراً أمريكياً للسلعة الواحدة، على الشحنات التي تقل قيمتها عن 800 دولار أمريكي، والمُرسَلة من الصين إلى الولايات المتحدة خارج نطاق النظام البريدي الدولي، وفقاً للبيت الأبيض.

وكان من المفترض كذلك ارتفاع قيمة الرسوم الجمركية إلى 50 دولاراً للسلعة الواحدة بعد الأول من يونيو/حزيران 2025.

لكن البيت الأبيض ضاعف هذه الرسوم ثلاث مرات يوم الثلاثاء، لتصبح 90 في المئة من قيمتها، أو 75 دولاراً (على أن ترتفع إلى 150 دولاراً أمريكياً بعد الأول من يونيو/حزيران).

ونقلت الصحيفة الأمريكية، عن منتقدي الإعفاء قولهم إنه أضرّ بشدة بشركات أمريكية.

أما معهد كاتو لأبحاث السوق الحرة فقد رأى أن إلغاء هذه الإعفاءات يعني "رفع الضرائب على المستهلكين الأمريكيين وزيادة أوقات الشحن بشكل كبير"، وفق ما ذكرت أكسيوس.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان