أزمة الكهرباء تتصاعد.. و''غضب ومطالبات وتفاؤل'' بين المستثمرين
كتب - مصطفى عيد:
تصاعدت أزمة انقطاع التيار الكهربائي عن قطاع كبير من الشعب المصري خلال الأيام الأخيرة مع زيادة مدد الانقطاع إلى أكثر من 9 ساعات يوميًا بما أثار حالة من الاستياء، ووعد المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء أن تشهد أزمة الكهرباء تحسنًا ملحوظًا بدءًا من اليوم الأحد بعد اجتماعات في رئاسة الجمهورية.
غضب وغليان واستجابة
وتشهد مدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية حالة من الغضب والغليان الشديدين بين صفوف أصحاب مصانع الغزل والنسيج بسبب تكرار سيناريو قطع التيار الكهربائي لأكثر من 9 ساعات وسط تجاهل المسئولين بالجهات التنفيذية الأمر الذي تسبب في تعطل مصالحهم وتوقف مصانعهم عن الإنتاج.
كما هدد أصحاب المصانع بإغلاقها وتشريد العاملين بها بسبب تكبدهم خسائر مادية فادحة لا يمكن أن يتحملوا تبعاتها وسط خطابات رسمية تقدم بها عضو مجلس إدارة رابطة أصحاب مصانع الغزل والنسيج إلى مجلس الوزراء لعلاج أزمة أنقطاع الكهرباء.
وردًا من الحكومة على تهديدات أصحاب المصانع، أصدر المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء قرارًا أول أمس الجمعة باستثناء مدينة المحلة الكبرى من قرار تخفيف الأحمال باعتبارها مدينة صناعية كبرى وحرصًا على زيادة الإنتاج ومصلحة المواطنين ورجال الأعمال.
كما رصد مصراوي في تقرير نشره اليوم الأحد معاناة قرية كفر هلال الصناعية التابعة لمركز بركة السبع بمحافظة المنوفية من الانقطاع المتكرر للتيار الكهربي والذي يهدد بإغلاق مصانع القرية، التي يبلغ عددها 300 مصنع ومشغل، حيث لا يخلو منزل بالقرية من ماكينات للغزل والنسيج.
توقف الأعمال وتراجع الصادرات
وطالب الدكتور إكرامي الصباغ رئيس إحدى شركات الاستثمار العقاري بضرورة الإسراع في حل أزمة تكرار وطول مدة انقطاع التيار الكهربائي بصورة مستمرة لتفادي الخسائر.
وقال خلال بيان صحفي إن الانقطاعات تتسبب في زيادة ساعات العمل ما يضطر المقاول لدفع أجرة زائدة للعمال ولشركات معدات البناء بسبب انقطاع الكهرباء، وتوقف الأعمال لحين عودتها مرة أخرى ما يزيد تكلفة الإنتاج، ويؤدي لزيادة الأسعار، وهو أمر يعطل عمليات التنمية بشكل عام.
كما ألقى مصدرون باللوم على الانقطاع المتكرر للكهرباء في تراجع صادرات مصر خلال شهر يوليو الماضي بنحو 3 بالمئة، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
حصر الخسائر
ومن جانبه، قال محمد شكري رئيس غرفة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات إن الغرفة تقوم الآن بحصر خسائر المصانع الناجمة عن انقطاع التيار الكهربائي والوقوف على مدى حجم المشكلة بالنسبة للصناعات الغذائية متوقعًا أن ينتهي هذا الإجراء خلال أسبوع.
وأضاف خلال اتصال هاتفي مع مصراوي أن العمل يتوقف ببعض المصانع الصغيرة التي لا تستطيع شراء المولدات اللازمة للاستمرار في عملها مما يعرضها للخسارة، منوهًا إلى أنه سيتم من خلال الغرفة دراسة المشكلة والحلول المناسبة لها خلال الفترة الحالية لأن الموضوع ''مش بأيد حد''.
حالة تفاؤل رغم الأزمة
وقال محمد البهي عضو مجلس إدارة اتحاد الصناعات إنه لا توجد أية شكاوى رسمية حتى الآن للاتحاد بخصوص انقطاع الكهرباء مرجعًا ذلك إلى حالة التفاؤل التي تسود المستثمرين وهي ما يدفعهم إلى تفويض القيادة السياسية في القرارات الهامة لصالح البلاد، وعدم الشكوى خلال المرحلة الحالية.
وأضاف خلال اتصال هاتفي مع مصراوي أن على الحكومة اتخاذ قرارات سريعة لحل أزمة الكهرباء التي تتمثل - في وجهة نظره - في السماح للقطاع الخاص بالاستثمار في قطاع الطاقة عن طريق إجراء تعديلات قانونية خاصة في ظل تحرير سعر الطاقة الذي تقوم به الحكومة حاليًا، مع توزيع الشبكات الطاقة بأسعار مناسبة على المناطق الصناعية.
ولفت البهي إلى أن قرار الحكومة بالسماح باستخدام الفحم في توليد الطاقة سيوفر 20 بالمئة من الغاز الذي تستهلكه البلاد بما يمكن توجيه الفائض إلى توليد الكهرباء، منوهًا إلى أن توقيت اتخاذ الحكومة لقرارات لحل الأزمة أهم من القرارات نفسها.
ونبه إلى أنه لا يعاني بشكل شخصي من انقطاع الكهرباء عن مصنعه وهو ما يوضح أن الأزمة لا تشمل كل المناطق الصناعية، ولكن بعضها فقط.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: