جولة مصورة- حكايات العمال والمستأجرين المتضررين من هدم مدابغ مجرى العيون
-
عرض 15 صورة
-
عرض 15 صورة
-
عرض 15 صورة
-
عرض 15 صورة
-
عرض 15 صورة
-
عرض 15 صورة
-
عرض 15 صورة
-
عرض 15 صورة
-
عرض 15 صورة
-
عرض 15 صورة
-
عرض 15 صورة
-
عرض 15 صورة
-
عرض 15 صورة
-
عرض 15 صورة
-
عرض 15 صورة
كتبت- دينا خالد:
تصوير: محمود بكار
ترك مصطفى سعيد، عمله في مدبغة بمنطقة سور مجري العيون وعمل "عربجي" ينقل الخامات والكيماويات لأصحاب الورش المتبقية بالمنطقة، بعد هدم المدبغة التي كان يعمل بها، والتي وافق صاحبها على التعويض المادي، بدلا من الانتقال لمدينة الجلود الجديدة في الروبيكي.
ويقول مصطفى "رفضت الذهاب إلى مدينة الروبيكي لبعد المكان حيث أنني من سكان مجرى العيون ولجأت إلى تجميع أسياخ الحديد من المدابغ المهدومة وبيعها، ونقل الخامات والكيماويات لأصحاب الورش المتبقية للإنفاق على أولادي".
وبدأت الحكومة في هدم مدابغ سور مجرى العيون في سبتمبر الماضي، تمهيدا لنقلها إلى منطقة الروبيكي لصناعة الجلود، بمدينة بدر، والتي تسعى أن تكون مركزا لصناعة الجلود ومنتجاتها.
وتراهن الحكومة على هذه المدينة الجديدة في تحديث وتوطين صناعة الجلود، بدلا من تدهورها في مجرى العيون، لصعوبة التوسع واستبدال المعدات القديمة بماكينات حديثة في المدابغ القديمة، إلى جانب رغبتها في الحد من التلوث البيئي في المنطقة التاريخية.
وبالفعل بدأ عدد من المدابغ في العمل بالروبيكي بمكاينات حديثة متطورة وبعضها بدأ التصدير للخارج.
لكن عمليات النقل من منطقة سور مجرى العيون بمصر القديمة، إلى منطقة الروبيكي، القريبة من مدينة بدر، خلفت عددا من المتضررين بينهم مصطفى، كما يقول لمصراوي، أثناء جولة في منطقة المدابغ.
يقول مصطفى "حالي مثل حال الكثيرين من عمال المدابغ الذين يحاول لك منهم إيجاد باب جديد للرزق، بعد هدم 40 مدبغة في المنطقة وانتقال البعض الآخر منها للروبيكي".
عمال المدابغ يشكون بُعد الروبيكي
ويقول محمد عبد المطلب، حارس مدبغة سيتم نقلها إلى الروبيكي، إن المتضرر الأكبر من نقل المدابغ هم العمال الذين يجدون صعوبة في الانتقال للعمل هناك، لأن متوسط تكلفة المواصلات حوالي 30 جنيها يوميا.
ووافق 30% فقط من العاملين في المدبغة التي يحرسها عبد المطلب، على الانتقال والعمل في الروبيكي، وفقا لعبد المطلب.
"العاملون منهم كبار في السن، والبعض الآخر يقطن في أماكن بعيدة تجعلهم يتنقلون بين 4 مواصلات للوصول للروبيكي"، كما يقول عبد المطلب، لمصراوي.
رغم تضرر عدد من العاملين في المدابغ بسبب بعد المسافة إلا أن الدولة تسعى لتوفير وحدات سكنية قريبة من منطقة الروبيكي لعمال المدابغ المنقولة وتوفير مواصلات عامة لهم.
وقال محمد الجوهري، رئيس مجلس إدارة شركة القاهرة للاستثمار والتطوير العمراني والصناعي والمسؤولة عن إدارة مشروع الروبيكي، لمصراوي في حوار منذ أسبوعين، إن الدوله وفرت 1108 وحدة سكنية بمدينة بدر القريبة من الروبيكي لعمال المدابغ، كما تم الاتفاق مع محافظة القاهرة على تشغيل 5 خطوط أتوبيس نقل عام من كافة ميادين القاهره إلى المدينة لتسهيل الأمر على العمال.
ومن خلال جولة مصراوي داخل المدابغ سور مجرى العيون كان الأمر مختلفا عن الفترة التي سبقت البدء في نقل وهدم المدابغ الكبيرة، فالرائحة النفاذة التي كانت تفوح من على بعد أميال من المنطقة، خفت إلى حد كبير.
كما اختفت الصبغات والكيماويات التي كانت تصبغ أرض المنطقة، فيما تراجعت أصوات الزحام الشديد والضجيج التي كانت تملئ المكان.
ولم تعد الجلود المعلقة في ألواح خشبية في الشوارع متكدسة كما كانت، وسيطر الهدوء على المكان.
وحل مكان هذه المشاهد، أثار هدم المدابغ من ردش وحجارة منتشرة، وأطنان من أنقاض المدابغ المهدومة، فيما خلت شوارع المنطقة من الصنيعية الذين كانوا ينتشرون بها.
المستأجرون في مهب الريح
لم يتضرر العمال فقط في المدابغ بسبب بعد المكان، ولكن تضرر أيضا مستأجرو المدابغ، حيث اشتكوا من عدم حصولهم على تعويض.
وتحول سعد إبراهيم من مستأجر لمدبغة إلى عامل بعدما هدمت مدبغته وحصل مالكها على تعويض.
ويقول إبراهيم، لمصراوي "اتفقت مع مالك المدبغة أن أحصل على 30% من قيمة التعويض الذي قدمته له الحكومة مقابل التنازل عن مدبغته، لكن ما حدث عكس ذلك".
"سلم مالك المدبغة، المكان للحكومة، ووجدنا أنفسنا- مستأجرون وعمال- في الشارع"، بحسب إبراهيم.
فضل إبراهيم العمل، في إحدى المدابغ التي لم تنتقل بعد إلى منطقة الروبيكي رغم علمه بأنها ستهدم قريبا بدلا من إنفاق 30 جنيها على المواصلات إلى المنطقة.
"احصل على 150 جنيها يوميه، ما الذي سيتبقى لي إذا أنفقت 30 جنيها على المواصلات يوميا".
ويقول محسن، مالك مدبغة بالروببيكي، إن مشروع نقل المدابغ من مجرى العيون سيجعل مصر على مصاف الدول المصدرة الجلود وسيطور تقنيات الدباغة، لكنه ظلم العمال.
ويضيف أن عملية النقل قامت بتهميش فئة المستأجرين وهي فئة ليست بقليلة فهي تمثل 75% من مصنعي الجلود في مصر.
"كما ظلمت عملية النقل، العمال الذين كانوا يشترون الجلود من الوافدين على السور ويملحوها، وهي نسبة ليست بالقليلة، حيث كان نقل المدابغ بالنسبة لهم، قطع عيش"، وفقا لمحسن.
ويقول عبد الرحمن الجباس عضو مجلس إدرة غرفة دباغة الجلود، إن الحكومة أغفلت حق المستأجرين، في عملية النقل إلى الروبيكي.
وأضاف لمصراوي أنه "لا يوجد معايير محددة حتى الآن لتوظيفهم في إطار المنظومة الأساسية لمنطقة الروبيكي".
ويقول الجباس إن العمالة النمطية سيستمرون في الروبيكي لأن مكان عملهم محفوظا بالمدابغ الجديدة، ولكن الظلم سيقع على من يعملون بالنقل البدائي كالعربجية وأصحاب المقاهي والمطاعم والكهربائية والسباكين والخراطين، بسبب "تغير الشكل التكويني للمدينة".
ويوضح الجباس أن أصحاب الورش الصغيرة وغير المسجلة، يجب أن يتم حصرهم وصرف تعويضات لهم.
فيديو قد يعجبك: