أداء باهت لشركات العقارات بالربع الأول.. هل يكون هدوءاً يسبق العاصفة؟
كتب - مصطفى عيد:
قدمت شركات العقارات المقيدة بالبورصة أداءً باهتا خلال الربع الأول من العام الجاري، مع عدد المشروعات المحدود الذي تم إطلاقه، في الوقت الذي يتوقع فيه محللون أن يشهد القطاع نشاطا ملحوظا خلال الفترة المتبقية من العام مع إطلاق مشروعات جديدة.
وبحسب نتائج أعمال أبرز شركات القطاع العقاري في الربع الأول، شهدت أرباح بعضها زيادة محدودة مقارنة بنفس الربع من العام الماضي بنسب تتراوح بين 0.5 و15%، بينما تراجعت أرباح البعض الآخر بين 23 و42%.
كما شهدت مبيعات بعض الشركات مثل مدينة نصر للإسكان والتعمير، وبالم هيلز، وطلعت مصطفى القابضة تراجعا ملحوظا في مبيعاتها، بينما ارتفعت مبيعات شركة سوديك بنسبة 9%، وبورتو جروب بنسبة 7.3%.
وكانت شركة أوراسكوم للتنمية مصر "نجم الربع" بحسب ما وصف بنك الاستثمار فاروس في تقرير أصدره أمس الثلاثاء عن أداء قطاع العقارات، حيث ارتفعت مبيعاتها بنسبة 115% مقارنة بنفس الربع من عام 2017.
واتفق كل من فاروس في تقريره مع عمر المناوي محلل العقارات بشركة سي آي كابيتال، في أن أداء شركات العقارات في الربع الأول كان هادئا.
وقال المناوي لمصراوي، "أداء القطاع العقاري كان ضعيفا خلال الربع الأول ولكنه كان متوقعا بسبب محدودية عدد المشروعات أو المراحل الجديدة التي تم إطلاقها خلاله".
وقال فاروس: "الزيادة المعتادة لمبيعات الشركات في الربع الأول مقارنة بنظيره في 2017، وتراجعها مقارنة بالربع الرابع منه كانت حاضرة بشكل ملحوظ مع بعض الاستثناءات مثل بالم هيلز وطلعت مصطفى ومدينة نصر للإسكان".
ويشهد الربع الأخير من كل عام عادة إطلاق الشركات مشروعات عقارية جديدة، بحسب فاروس.
وأشارت بعض الشركات في تقارير لها عن نتائج أعمال الربع الأول من 2018، إلى أن تراجع تعاقداتها أو إيراداتها يعود إلى المقارنة بالربع الأول من 2017 الذي كان استثنائيا.
وقالت مدينة نصر في تقريرها: "إن انخفاض الأرباح والإيرادات كان متوقعا من الشركة لاختلاف قوى الطلب بالسوق العقاري في 2018 عنها في الربع الأول من 2017".
وأضافت أنه "كان هناك طلب متزايد على العقارات خلال الربع الأول من 2017 مدفوعا بانخفاض قيمة الجنيه المصري بعد تحرير سعر الصرف أمام العملات الأجنبية في نوفمبر 2016، مما أدى إلى خلق طلب إضافي على العقارات كملاذ استثماري آمن للأفراد في مواجهة الانخفاضات المتتالية في القوة الشرائية للعملة المحلية".
وتأثرت مبيعات مجموعة طلعت مصطفى بتراجع مبيعات الشق التجاري والإداري من الوحدات خلال الربع الأول من العام، مقارنة بنفس الفترة من 2017 والتي شهدت طرح المرحلة الأولى من منطقة الكرافت زون بمدينتي، وفقا لبيان الشركة.
بينما كان الطلب الملحوظ على عروض بالم هيلز بمشروعها في القاهرة الجديدة خلال الربع الأول من 2017 سببا في تراجع مبيعاتها خلال الربع الأول من 2018 مقارنة بنفس الفترة من العام السابق، بحسب بيان من الشركة.
وأرجعت سوديك تراجع إيراداتها خلال الربع الأول من 2018 إلى أنها حققت إيرادات استثنائية خلال الربع الأول من العام الماضي والذي قامت خلال بتسليم حوالي 35% من وحدات العام بأكمله.
وقالت إنه "نظرا لقلة إطلاق وحدات ومشروعات سكنية جديدة خلال الربع الأول من 2018، اعتمدت المبيعات المتعاقد عليها على الوحدات والمشروعات غير السكنية التي شكلت 78% من صافي المبيعات المتعاقد عليها خلال الفترة مع إطلاق مشروع إيستاون ديستريكت القاهرة الجديدة التجاري، والمقرر الانتهاء منه في 2021".
لكن في المقابل يرى أحمد رمضان محلل أول قطاع العقارات ببنك الاستثمار بايونيرز، أن قلة المشروعات الجديدة التي تم طرحها خلال الربع الأول من العام لا يعتبر مبررا لتراجع التعاقدات البيعية وأرباح بعض الشركات وتسجيل البعض الآخر نسبة زيادة محدودة في الأرباح.
وأشار رمضان لمصراوي، إلى أن كثرة المشروعات التي طرحت في الفترة الأخيرة هي السبب وراء تراجع تعاقدات الشركات خاصة في ظل المنافسة الشديدة بينها لجذب العملاء خاصة مع ارتفاع الأسعار.
وقال رمضان إن الأسباب الرئيسية وراء تراجع ربحية الشركات أو تسجيلها نسبة زيادة محدودة في أرباحها تعود إلى الأسعار المرتفعة لمواد البناء، إلى جانب شراء أراضي المشروعات بأسعار مرتفعة، وزيادة تكلفة القروض التي يعتمد عليها الكثير من الشركات في تنفيذ أعمالها مع ارتفاع أسعار الفائدة.
هل تنطلق الشركات فيما بقى من 2018؟
يتوقع كل من فاروس والمناوي أداءً أفضل للشركات خلال الأرباع اللاحقة من العام الحالي خاصة فيما يخص المبيعات مع المشروعات أو المراحل الجديدة المتوقع طرحها خلال ما تبقى من العام.
وأطلقت شركة أوراسكوم للتنمية مشروعات جديدة في الجونة ومكادي هايتس في أبريل الماضي، كما أطلقت شركة بالم هيلز المرحلة الأولى من مشروعها الأكبر "بادية" في مايو الجاري.
وتوقع المناوي وفاروس أن تشهد مجموعة طلعت مصطفى أداءً قويا في النصف الثاني من العام مع إطلاق مرحلة تجارية جديدة في مدينتي، وإطلاق مشروعها في العاصمة الإدارية الجديدة.
كما توقع أداء قويا لإعمار مصر خلال الفترة المتبقية من العام الجاري بسبب مشروعها في الساحل، ومشروع إعمار سكوير.
وتوقع فاروس أن تستعيد سوديك عافيتها صيف هذا العام بعد زيادة بنك أراضيها في الساحل الشمالي من خلال التوقيع على مشروع تطوير مشترك جديد تبلغ مساحته 1.3 مليون متر مربع وهو ما يعزز أرقام الربع الثالث.
بينما يرى رمضان أن مبيعات الشركات ستواجه تحديا كبيرا خلال الفترة المقبلة مع زيادة المعروض من الوحدات السكنية في المشروعات المختلفة وهو ما تزيد معه صعوبة إقناع المستهلك خاصة مع ارتفاع الأسعار المتوقع.
وتوقع رمضان أن ترتفع أسعار العقارات بين 30 إلى 40% في صيف 2018 مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي تأثرا بالزيادة المتوقعة في أسعار الوقود والكهرباء وتأثيرها على أسعار مواد البناء.
بينما يرى المناوي أن أسعار العقارات سترتفع بشكل عام خلال 2018 بنسبة بين 10 و15% مقارنة بعام 2017.
فيديو قد يعجبك: