أوبك+ تعود للتفاوض بعد حرب أسعار النفط.. فما الجديد؟
كتبت- ياسمين سليم:
تعود مجموعة أوبك+، التي تضم أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" وحلفاؤها، إلى طاولة الاجتماعات يوم الخميس المقبل، بعد خلاف استمر طوال الشهر الماضي، ودفع أسعار النفط العالمية للتراجع لأرقام غير مسبوقة.
وتجتمع أوبك وحلفاؤها يوم الخميس لبحث تقليص محتمل لمعروض الخام العالمي من أجل إنهاء حرب أسعار بين السعودية وروسيا، وفي ظل ضغوط من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من أجل خفض الإنتاج ورفع الأسعار.
وهبطت أسعار النفط بنحو الثلثين هذا العام بعد أن تسبب فيروس كورونا المستجد في تقليص الطلب على النفط، كما أن روسيا والسعودية المنتجين الرئيسيين للنفط رفعا إنتاجهما لتبدأ حرب أسعار بين البلدين.
ويتداول خام برنت الأمريكي اليوم عند 33.23 دولار للبرميل، بعدما كان يتداول في بداية العام بين 60 و70 دولارًا.
ويعني الاتفاق على تقليص الإنتاج أن أسعار النفط ستعود للارتفاع مرة ثانية بعد الهبوط الحاد.
وكان من المقرر أن يعقد الاجتماع اليوم إلا أنه تأجل إلى الخميس "لإتاحة مزيد من الوقت للتواصل مع جميع المنتجين بمن فيهم أوبك+ وغيرهم"، بحسب مصدر تحدث لوكالة رويترز.
وقال المصدر إن الرياض تريد تجنب تكرار نتائج اجتماع مارس الذي انهارت فيه محادثات النفط بين أوبك والحلفاء بسبب رفض روسيا خفص الإنتاج.
وكان اجتماع عقد في مارس الماضي بين "أوبك +" لبحث خفض إضافي في إنتاج النفط للحد من تراجع الأسعار بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد، وانخفاض الطلب على النفط.
وخلال الاجتماع اقترحت أوبك على موسكو وشركائها خفضًا جماعيًا إضافيًا بـ 1.5 مليون برميل يوميا، للحفاظ على أسعار سوق النفط مستقرة، لكن روسيا رفضت هذا الاقتراح.
وفتح رفض موسكو الباب لحرب أسعار، بعدما قررت السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم رفع إنتاجها اليومي من البترول وكذلك خفض أسعارها.
ضغوط أمريكية
لكن السعودية عادت لتدعو لاجتماع طارئ بين أوبك وحلفائها ومنتجين آخرين هذا لكبح الإنتاج وإنهاء حرب الأسعار، التي دفعت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للتهديد بفرض رسوم على واردات النفط.
وقال ترامب أمس إنه سيفرض "رسوما ضخمة جدا" على واردات النفط إذا ظلت أسعار النفط كما هي ولكنه أضاف أنه لا يتوقع أنه سيحتاج لذلك لأن لا روسيا ولا السعودية ستستفيد من استمرار حرب الأسعار بينهما.
وخلال مؤتمر صحفي قال ترامب "إذا استمرت أسعار النفط كما هي.. سأفعل ذلك.. نعم رسوم ضخمة جدا".
ويتوقع ترامب أن تتوصل السعودية وروسيا إلى اتفاق لخفض الإنتاج بمقدار 15 مليون برميل يوميا.
وأضاف "سأستخدم التعريفات إذا اضطررت لذلك. ولكن لا أعتقد أنه سيتعين علي ذلك لأن الروس لن يستفيدوا من ذلك ولن تستفيد السعودية من ذلك..النفط والغاز مصادر الدخل الرئيسية لهما ولذلك من الواضح أنه أمر سيء جدا بالنسبة لهما".
ويبدو أن السعودية وروسيا سيأخذان بنصيحة ترامب، فبحسب بيان صحفي للكرملين اليوم قال إن موسكو مستعدة للتعاون مع كبار مصدري النفط الآخرين للمساعدة على جلب الاستقرار إلى أسواق الخام العالمية.
وقال كيريل دميترييف الرئيس التنفيذي لصندوق الاستثمار المباشر، الصندوق السيادي الروسي، لتلفزيون سي.إن.بي.سي في وقت سابق اليوم إن السعودية وروسيا "قريبتان جدا جدا" من اتفاق لخفض إنتاج النفط.
فيديو قد يعجبك: