مصراوي يجيب.. من هو أدمن صفحة المجلس العسكري على فيس بوك؟
كتب - أحمد الشريف:
عندما وصل "العسكر" لسدة الحكم في مصر بعد اندلاع ثورة 23 يونيو والتي قام بها تنظيم الضباط الأحرار، عرفوا جيدا أهمية التواصل مع الشعب عبر "البيانات" التي تعبر عن مواقفهم وتنقل قراراتهم، ولم يكن أمامهم وقتها سوى استخدام "الراديو" بشكل أساسي في إذاعة هذه البيانات باعتبارها الوسيلة الإعلامية الأكثر انتشارا بين الناس في هذا التوقيت.
وبنفس الأسلوب وعندما تولي "المجلس العسكري" إدارة البلاد - بعد قيام ثورة 25 يناير التي أطاحت بنظام الرئيس السابق حسني مبارك - وجد المجلس نفسه مضطرا للتواصل الدائم مع آراء وأفكار المواطنين في صورة "بيانات" ولكن هذه المرة وجد "العسكريون" أن لغة البيانات لأبد أن تكون مختلفة وأن تواكب العصر وفئة الشباب على وجه الخصوص باعتبارهم وقود "ثورة 25 يناير" وقادة الرأي في الشارع المصري.
وكان قرار المجلس العسكري أنه لابد من التواصل مع الشباب وكافة المواطنين عبر موقع التواصل الإجتماعي "فيس بوك" باعتباره السلاح البتار الذي قطع رأس النظام السابق وكان وسيلة للتنفيس عن مشاعر الغضب وكان أيضا الوسيلة الرئيسية للحشد والتظاهر خلال الثورة.
واعتمد "المجلس العسكري" بشكل أساسي على "فيس بوك" للتعبير عن مواقفه من خلال بياناته بعد البيان الأول له الذي ألقاه اللواء إسماعيل عتمان - عضو المجلس العسكري السابق - وأشار فيه إلى أن المجلس العسكري في حالة إنعقاد دائم وانه يعي المطالب المشروعة للشعب المصري وبعدها بأيام قليلة خرج اللواء محسن الفنجري - عضو المجلس - ببيان آخر -وهو الأشهر - الذي قدم فيه التحية العسكرية لأرواح شهداء الثورة.
وحسب مصادر خاصة فإن فكرة إنشاء صفحة رسمية للمجلس الأعلى للقوات المسلحة للتعبير عن موقف وقرار المجلس هي فكرة نابعة من جهاز المخابرات الحربية الذي أثبت قبل الثورة وبعدها أنه يعي مشاعر المصريين ويدرك جيدا اتجاهات الشارع المصري ولذلك فقد تولى الجهاز - عن طريقة مجموعه من أبنائه من الضباط والمتخصصين في مجال الإعلام - مهمة كتابة وصياغة البيانات الخاصة بالمجلس العسكري وأيضا تحديد مواعيد خروجها على صفحة المجلس الرسمية طبقا لأسلوب علمي واستطلاعات لحالة الشارع المصري لتحقيق أكبر تأثير لها.
وظهر في الاسابيع الاخيرة ما يسمى بـ "ادمن الصفحة الرسمية للمجلس الأعلى للقوات المسلحة" والذي لا تعبر اراءه بشكل رسمي عن مواقف المجلس العسكري كما هو حال البيانات التي تنشر على الصفحة الرسمية للمجلس.
ويعتبر ما يصدر عن "الأدمن" من بيانات وتعليقات الاكثر جرأة وصداما مع من يعارض سياسيات المجلس العسكري، وحتى الان لم يخرج اي مسئول من المؤسسة العسكرية ليوضح مدى قبولهم او رفضهم لأراء أدمن صفحة المجلس العسكري.
ولكن وحسب مصادر خاصة فإن صفحة "الأدمن" يكتب بياناتها أحد ضباط جهاز المخابرات الحربية، وهو ضابط واحد فقط برتبة رائد، ذو ثقافة عالية وله أسلوب متحرر وسلس في الكتابة.
وتتم ادارة الصفحة من مبنى جهاز المخابرات الحربية، ولكن - وكما تقول المصادر - فإن البيانات المعتمدة رسميا والتي تدخل في إطار التوثيق هي بيانات الصفحة الرئيسة للمجلس العسكري فقط وليست بيانات "الأدمن".
اقرأ ايضا :
فيديو قد يعجبك: