هل تغير وضع العمال بعد ثلاث سنوات ثورة؟
تقرير - نورا ممدوح:
ثلاثة سنوات مرت على ثورة المصريين في 25 يناير 2011، شهدت تضحيات غير مسبـوقة ومقاومة بطولية للتمسك بمبادئ الثــورة ''عيش.. حرية.. كرامة إنسانية.. عدالة اجتماعية ''.
ثلاثة أعوام مرت شهدت كم من الانتهاكات العمالية غير مسبوق في تاريخ الطبقة العاملة المصرية، حيث ارتفعت وتيرة الاحتجاجات العمالية المطالبة بما اعتبروه الحد الأدنى من الحقوق المشروعة، في ظل التعامل السلبي من الحكومات المتعاقبة.
شارك العمال بقوة في الثورة للمطالبة بالتوزيع العادل للثروة، والتصدي لتعسف رجال الأعمال وفصل اعداد كبيرة من العمال وإغلاق المصانع، والإمتناع عن صرف المرتبات، ولكن رغم تعاقب الحكومات التي جاءت بعد الثورة، لم يشعر العمال بتحسن في المعيشة .
وفي محاولة لرصد الذي وصل إليه حال العمال الآن بعد ثلاث سنوات ثورة، طرح مصراوي هذا السؤال على بعض القيادات العمالية على الساحة
ثورة مستمرة وعدالة اجتماعية ضائعة
قال مالك بيومي، رئيس الإتحاد المصري للنقابات المستقلة، أن الحالة السياسية التي شهدتها مصر على مدى ثلاث سنوات لم تمكن من تحقيق إلا القليل، مؤكدا أنه لم يتم تحقيق طموحات الشعب المصري، نتيجة تدهور الحالة السياسية من نظام لنظام وخاصة نظام الإخوان الذى دمر كل فرص التنمية .
وأشار بيومي فى تصريح لمصراوي اليوم الأربعاء، أن البلاد تعيش في حالة غائمة، وذلك حتى انتخاب رئيس جمهورية وتشكيل البرلمان حتى يتم تفعيل قوانين لصالح العامل المصري فى كل المجالات قائلا'' لابد من إلتقاط الأنفاس حتى يتم تحقيق طموحات العامل المصري ، من تناقص اعداد المفصولين وتشغيل المصانع ''.
وإستكمل بيومي: ''لابد أن تكون النقابات جزء من هذا الحل بتقديمها لمشروعات قوانين مثل الحريات النقابية والإستقلال النقابي الذي لم يظهره الدستور بصورة واضحة''.
وأكد بيومي ،أن الثورة مازالت مستمرة فى معركة من أجل ازدهار الإقتصاد المصري والمستوى الإجتماعى الممثل فى العدالة الاجتماعية والتى سيظل الشعب المصري يطالب بها مهما دفع من ثمن .
وأضاف بيومي '' كل ثورة هتقوم سببها عدم وجود العدالة الاجتماعية وعدم وجود الامن والإستقرار '' ، مؤكدا أنه من الأحرى على من يتطلع لمنصب فى البرلمان أو تمثيل الشعب ان ينظر للعدالة الاجتماعية والحرية والكرامة للعامل.
وحول دعوة البعض للنزول للميادين فى ذكرى الثورة لمطالبة الفريق عبد الفتاح السيسي للترشح للرئاسة، قال على من يريد الترشح للرئاسة، فعليه تقديم برنامج رئاسي جيد، ثم دراسته وإطلاع القواعد العمالية عليه وإتخاذ القرار بشأن ذلك قائلا:'' نحن لا نقاد ولا ننقاد'' .
وأضاف بيومي: '' مازلنا نحمل الجميل للفريق عبد الفتاح السيسي كل العرفان لانه انقذ الشعب من طغاة الإخوان ومازال يحارب فى موقعه كقائد للقوات المسلحة ضد الارهاب ، ولكن هذا لا يكفي ليكون رئيس للجمهورية ولابد من تقديم برنامج عادل لتحقيق العدالة الاجتماعية'' .
الحكومات تتصرف بغباء
قالت فاطمة رمضان، القيادية العمالية ومنسق حركة الإضرابات والإعتصامات بالاتحاد المصري للنقابات المستقلة، انه لم يتم تحقيق أى هدف من أهداف الثورة ، قائلة'' الدستور لا يعطي للعمال حقوقهم ، وقانون العمل الذى طرحه أبو عيطة أسوء من القانون رقم 12 سئ السمعة ، وأنه لم يتم تطبيق الحد الادنى بشكل عادل وتم وضع ضوابط تقضى بعدم تطبيقه على الجميع وانه لم يتم وضعه على اساسي الراتب وهو مايعد مشكلة كبيرة ''.
وأشارت رمضان ، أن العمال مازالوا يعانون من نفس المشاكل التى كانوا يعانون منها قبل قيام ثورة يناير ، قائلة ''يستمر العمال فى إضرابتهم وإعتصاماتهم بالشهور ولا ينظر أى من المسئولين إليهم، وأنه لا أحد يقف فى وجه رجال العمال فى تعسفهم ضد العمال '' .
واستنكرت رمضان دعوات البعض للإحتفال بذكرى ثورة يناير، حيث أنه لم يتم تحقيق أى هدف من أهدافها، أو محاكمة من قتل شباب الثورة، بالإضافة إلى معانة المصابين.
وأضافت '' الحكومات تتصرف مع الشعب بغباء حيث أنهم يتصورون ان صبر الناس ليس له حدود'' ، توقعت رمضان أن هذه الذكرى لن تشهد كثافة فى المشاركين فيها، لانهم منتظرين نتيجة الدستور والاستحقاق الذى أقنعوهم بالتصويت عليه بنعم حتى يتم تحقيق مطالبهم، قائة '' إذا لم يتم تنفيذ ماتم تقديمه من وعود لهم من خلال الدعايا للدستور فإن الشعب المصري سينهض مرة أخرى لانه أكثر وعيا بحقوقه ''
استكمال خارطة الطريق يساوي عدالة إجتماعية
فيما رفض يسري معروف، رئيس اتحاد عمال مصر الديمقراطي، الدعوات التى أطلقها البعض للنزول إلى الميادين فى ذكرى ثورة 25 يناير، للحرق والقتل، قائلا '' نحن ضد أى دعوة لاستمرار الفرقة بين الشعب المصري أو الوقوف فى طريق خارطة الطريق ''
وأضاف معروف: ''لابد من المشاركة فى ذكرى الثورة ولكن اخشى ان يختلط الحابل بالنابل'' مؤكدا أن أفضل السبل هو ترك المشهد للأمن ليتمكن من الفصل فى ذلك، قائلا '' أتمنى ترشح الفريق عبد الفتاح السيسي للرئاسة ، وذلك بعد أن تم وضع الدستور ، ثم إجراء الانتخابات البرلمانية .
وأشار معروف أن أهداف الثورة ستتحقق إذا توقفت الجماعات الرهابية عن ممارسة أفعالها التخربية ، حيث أن الشعب المصري جميعا يريد تحقيق العدالة الاجتماعية والتي لن تتحقق إلا باستكمال خارطة الطريق وتشكيل برلمان لتشريع القوانين وتفعيلها.
دعم السيسي رئيس
فيما أعلن الإتحاد العام لنقابات عمال مصر، عن تنظيم إحتفاليات بجميع المحافظات بالذكرى الثالثة لثورة 25 يناير وترشيح الفريق أول عبد الفتاح السيسي لرئاسة الجمهورية ، ودعم القوات المسلحة فى محاربتها للإرهاب ، و العمل على إنقاذ الصناعة المصرية والاستثمار الأمثل لموارد البلاد الطبيعية وحماية الصناعة من أخطار المنافسة وإعادة صناعة السياحة إلى عهدها السابق .
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: