السيسي: علينا أن نلملم الجراح.. والشعب سيحقق ما يتمناه في المستقبل القريب
القاهرة- أ ش أ:
كشف الرئيس عبد الفتاح السيسي عن أنه يتم التفكير فى إنشاء مجلس أعلى للاستثمار يرأسه رئيس الجمهورية، وسيتم تشكيله قبل المؤتمر الاقتصادى فى مارس المقبل ، حتى يأخذ وضعه الطبيعي ، وتصل رؤيته لكل الناس ، كما سيتم الاعلان قريبا عن إنشاء مجلس تخصصى للتنمية الاقتصادية تابع للرئاسة.
وأكد الرئيس علي ضرورة استمرار سياق الوعى الجمعي والتكاتف والمثابرة في العمل من أجل تحقيق الأهداف القومية للأمة المصرية ، مشيرا الي أن الشعب المصري لا يعرف التذبذب أو التردد أو الاحباط ، بل إنه يسير على خط واحد.
وقال السيسي ـ في حوار مع رؤساء تحرير صحف الأهرام والأخبار والجمهورية تنشره بعددها الإثنين، أنه يريد أن يطمئن الشعب المصري بأن المستقبل القريب سيشهد تحقيق ما يتمناه وما وعد به من الانطلاق من عنق الزجاجة الي حياة كريمة وتقدم للوطن في جميع المجالات الاقتصادية والسياسية وغيرهما.
وأضاف أن تحقيق المهام والأهداف التي وضع إنجازها نصب عينيه منذ توليه مسؤولية وأمانة حكم مصر العظيمة لن يكتمل إلا بوقفة كل المصريين معه ودعمه ومساندته ، وأن يكون الشعب كله كتلة واحدة متماسكة.
وتابع أنه لابد أن يكون التحرك نحو تحقيق الأهداف والمصلحة العليا للوطن وللشعب قائما علي تصور مبنى على حماية الوطن ، مشيرا الي أنه ومعه جميع المصريين يحملون أمانة نهضة وتقدم ورقي وحماية مصر.
وقال الرئيس ـ ردا علي سؤال حول رؤيته لوضع مصر الآن بعد مرور ٢٠٠ يوم على توليه مسؤولية الرئاسة ـ " لا أشعر بأى شكل من أشكال الإحباط ، الحقيقة أنا فرحان بالمصريين ، وكلما أجد ضغوطا تزداد من الداخل أو الخارج ، أراها دليل نجاح ، ليس لى وإنما نجاح لمصر ، فقط .. أريد أن يستمر سياق الوعى الجمعي ، وعلينا أن نتحدث لغة واحدة لكى نحقق المهمة ، مش عايزين نتذبذب أو نتردد أو نحبط ، وإنما نسير على خط واحد ، أريد للناس أن تطمئن ، إحنا ماشيين كويس ، ولما قلنا فى سنتين سنعبر عنق الزجاجة ، كنت أضع هذا هدفا لنا جميعاً وسوف نحققه بفضل الله".
وأضاف " انني أقول أن المهمة لن تكتمل إلا بوقفة كل المصريين معي ، وأن يكون الشعب كله كتلة واحدة ، هذا سياق ليس فيه إسقاط على أحد ، ولا هجوم على آخر ، مهمتى أن ألملم جراح مصر ، فالبلد جرحت على مدى سنين ، وهذه مسئوليتنا جميعاً ، قوى سياسية وإعلام وشباب ، علينا أن نلملم الجراح ، وأن نعيد اصطفاف الناس ، حتى المعارضين يجب عدم انتقادهم ، كفانا عنفا وتمزقا ، فمصر كادت تضيع ، وعلينا ألا نختلف".
وردا علي تساؤل بأنه فى إطار السعى للاصطفاف الوطني ، أليس هناك شباب منفعل فى الجامعات ، لم يرتكب جرائم عنف أو يسفك دماء ، وتظاهر، وتم القبض عليه؟ ، قال الرئيس عبد الفتاح " أكيد هناك أبرياء ، وقد كلفت لجنة واثنتين ، مرتا على السجون بالكامل ، وهناك لجنة من شباب الإعلاميين تمر على السجون لترى بنفسها ، وكلفت وزير الداخلية بإجراء مراجعة شاملة ، وسيخرج كل بريء".
وأضاف " إننى أفكر طوال الوقت ، وأفكر وأتحرك ، ولابد أن نتحرك وفق تصور مبنى على حماية وطن ، لست وحدى من يحمل هم الوطن ، كلنا شايلين وطننا مع بعضنا البعض ، أشعر بالهم لأن ٣ أرباع موازنتنا تذهب للدعم وفوائد الدين والأجور ، بينما لا يتبقى إلا ١٣٥ مليار جنيه للإنفاق على الصحة والتعليم والخدمات والمرافق وباقى وزارات الدولة".
وتابع " فى بداية مظاهرات الجامعة قلت لا أمانع أن يتكلم الطلاب ، يقولون ما يريدون لكن بلاش نهدم الجامعات أو نخربها ، هل فى هذه الحالة سيأتى سائح أو تأتى استثمارات ؟ ، إذن نجيب منين؟.
وتطرق الرئيس عبد الفتاح السيسي ـ خلال حواره مع رؤساء تحرير صحف الأهرام والأخبار والجمهورية ـ إلى وضع الدولة بعد ثورة يناير ، فقال " فى السنوات الأربع الأخيرة كانت الدولة بغير دماغ مستقرة ، ولم تكن أذرع الدولة أو بالأحرى مؤسساتها منسجمة معاً فى إيقاع عمل متناغم ، الناس قبل عام ٢٠١١ كانت تحلم بالتغيير ، وجاءت ثورة يناير وغيرت ، لكن حدثت تداعيات أخري ، كان لابد من استيعابها بسرعة والصبر عليها ، وهذا الأمر ينطبق على كثير من أجهزة الدولة ومؤسساتها.
وأضاف " لابد أن تعلموا أن ماكينة الدولة لا تتحرك بين يوم وليلة ، فيجب لكى تنضبط وتستجيب ويشعر العاملون بها بالنجاح ويسعدون به أن تأخذ وقتا ، أنا لا أدافع عن أجهزة الدولة ، وإنما أسأل هل بعد ٤٠ عاماً مما جرى لهذه الأجهزة ، ثم بعد ٤ سنوات مضت على ثورة ٢٥ يناير ، يمكن أن نتصور أن التراكمات لم تؤثر سلبياً على الأوضاع الراهنة ، لقد كنت صريحاً جداً مع الشعب ، وقلت إن الأزمة التى تواجهها مصر فى كل المجالات أكبر من أى رئيس ، لكنها ليست أكبر من الشعب المصري ، هناك معاناة ، ويجب أن نتحملها سوياً".
وتابع " ماكينة الدولة لا تتحرك بين يوما وليلة على طريق الاصلاح والبناء ، فهذا يحتاج الى وقت وصبر ، مثلا أنت فى الأهرام إذا أردت أن تضبط صحيفتك بشكل جيد يحتاج ذلك منك بالطبع إلى وقت حتى يتفهم زملاؤك وتستقر روحهم المعنوية وأن يشعروا بالنجاح ، ثم يسعون هم إلى النجاح وتنجحون معا ، أليس هذا ما يحدث ، لذلك أقول أن أجهزة الدولة بعد أربع عقود من التجريف وزاد عليها ما حصل بعد 25 يناير 2011 تحتاج الى وقت وصبر".
وانتقل الحوار مع الرئيس عبد الفتاح السيسي الي زيارته مؤخرا الي الصين وتصوره للإنجاز الأكبر لهذه الزيارة ، وتكليفاته للحكومة خلال الاجتماع الوزارى أمس للإسراع بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه؟ ، فقال الرئيس السيسي " نتائج الزيارة جيدة ، ولدينا واجب عمل هو أن نجهز أنفسنا لاستكمال الموضوعات ، وأن تتحول مذكرات التفاهم إلى اتفاقات ونوفر المناخ المناسب لها وننفذها".
وأضاف " أما الدرس فهو أن معجزة الصين هى معجزة الإنسان ، المعجزة هى الإنسان وليس مجرد الاستراتيجية والتخطيط ، الشخصية الصينية هى سر النجاح فى مسيرة الصين على مدى أكثر من نصف قرن ، وهذا هو ما أعول عليه ، عندما استدعى واستنهض همة المصريين ، لهذا قلت إن حفر القناة يجب أن يتم فى سنة وكذلك مشروع الطرق ، حتى يستعيد المصريون ثقتهم بأنفسهم وبقدراتهم".
وتابع " هذه كانت أول زيارة لى إلى الصين ، وكانت أول إطلالة لى على البلد ، وقلت لنفسى ما الذى أريد أن آخذه معى من هذا البلد ، ووجدت أنه دور الشخصية الصينية فى بناء بلدها وصنع المعجزة ، لقد زرت مدينة شنجدو فى ختام زيارتى وهى عاصمة إقليم شيسوان ، هذا الإقليم تعداده ٩٠ مليون نسمة ، أى نفس تعداد سكان مصر ، ودخله يصل إلى ٥٠٠ مليار دولار سنوياً ، ورغم هذا يأتى فى المرتبة الثامنة بين الأقاليم الصينية الأكثر دخلا ، أى أن كل ١٠٠ مليون صينى ناتجهم القومى ما بين ٦٠٠ إلى ٧٠٠ مليار دولار ، وهذا أمر لابد أن نتوقف عنده".
ومضي الرئيس " أنا شفت بلداً كانت ظروفها أصعب من ظروفنا ، لكنها استطاعت خلال مدة زمنية أن تنهض وأن تنافس على المرتبة الأولى بين الاقتصادات الأكبر فى العالم ، هذا ليس أمراً بسيطاً ، وعلينا أن ندرس كيف نجح ١٣٠٠ مليون صينى أن يحولوا المحنة إلى منحة ، هذا نضال أمة فى بناء مستقبلها ، من خلال رؤية وضعها ماوتسى تونج ، وسار عليها قادة الصين الذين خلفوه ، اشتغلوا ولم يهدأوا ، وأصبح هناك سباق يؤدى إلى هذا التقدم وهذه المعجزة".
وتدخل محاور صحيفة الأهرام قائلا : كان لدينا فى مصر تجربة سابقة على تجربة الصين هى تجربة محمد علي ، وتجربة مواكبة لها هى تجربة عبد الناصر؟! ، فرد الرئيس عبد الفتاح السيسي قائلا " نعم .. لكن تم اجهاضهما ، فلو كنت تقود عربة ، وهناك من يترصدك ويضيق عليك ، فقد تصطدم بحائط".
وعما اذا كان الاجتماع الوزارى الذى عقده الرئيس السيسي أمس مع رئيس الوزراء وعدد من الوزراء الذين كانوا يرافقون سيادته فى رحلة الصين قد تركز على نتائج الزيارة ، قال الرئيس السيسي " بالفعل ، وقد حضر الاجتماع أيضا وزير الإسكان ، لنبحث فى الأراضى التى ستخصص للمشروعات مع الصين ، والحقيقة إحنا كنا متحركين من قبل الزيارة ، وأرسلنا وفداً وزاريا قبلها بعشرة أيام ، ولو كان الأمر يحتاج كنت استبقيت الوفد المرافق لى فى الصين ليكمل المباحثات ، وفى الاجتماع الوزارى طلبت أن نرسل إلى الصين لتحديد موعد اجتماع اللجنة الرباعية المشتركة التى تضم رئيس لجنة الاصلاح والتنمية ووزير التجارة من جانبهم ، ووزيرى التجارة والاستثمار من جانبنا ، وهى لجنة مكلفة ببحث المشروعات وآليات تمويلها ، وقد أرسلنا لهم فعلاً وقلنا إننا مستعدون لاستقبالكم أو أن نأتى لكم".
وردا علي ما اذا كان انشغاله بقضايا الاستثمار والاقتصاد سينعكس على تشكيل مجالس معنية بذلك داخل الرئاسة؟ قال الرئيس عبد الفتاح السيسي " فى الحقيقة نحن نفكر فى إنشاء مجلس أعلى للاستثمار يرأسه رئيس الجمهورية ، وسيتم تشكيله قبل المؤتمر الاقتصادى فى مارس المقبل ، حتى يأخذ وضعه الطبيعي ، وتصل رؤيته لكل الناس ، وأيضا سنعلن قريبا عن إنشاء مجلس تخصصى للتنمية الاقتصادية تابع للرئاسة".
وعما اذا كان قد تحدث مع وزير الإسكان ـ الذي حضر الاجتماع الوزاري أمس ـ بشأن شكاوى الطبقات المتوسطة من ارتفاع أسعار وحدات الإسكان المتوسط؟ ،قال الرئيس " عايز أقول إن هناك هامش ربح محدودا فى هذه الوحدات، توجه حصيلته إلى الإسكان الاجتماعى لذوى الدخل المحدود ، وكنت أراجع الموقف مع وزير الإسكان ، ووجدت أن عدد المتقدمين للإسكان الاقتصادى أكثر من عدد الوحدات المعروضة ، فرق الثمن أو هامش الربح نمول به إسكان الغلابة ، ولابد أن أخلى بالى ونخلى بالنا منهم ، ونحاول ايجاد أساليب تمويل مختلفة ، فلا يكفى أن تضع الدولة مبلغا سنويا للإسكان الاجتماعي ، لأننا لن ننشيء وحدات ضيقة مساحة ٤٠ متراً ، إنما سننشيء إسكانا يليق بالناس وسنموله بفارق السعر عن الوحدات الاقتصادية لذوى القدرة الأكبر".
وعاد رئيس تحرير صحيفة الأهرام لتوجيه سؤال الي الرئيس عبد الفتاح السيسي مفاده أنه خلال لقاء سيادته مع رؤساء الجامعات الصينية ، قالوا له إن عدد المبعوثين المصريين فى الصين ٢٠٠ طالب ، فقال الرئيس لهم : كنت فاكرهم ٢٠٠ ألف ، فكيف يفكر الرئيس في مسألة البعثات؟ .. فرد الرئيس السيسي قائلا " لقد ضاعفت ميزانية البحث العلمى مرتين من حصيلة صندوق (تحيا مصر) ، وأنا أسعى إلى مضاعفة عدد المبعوثين ، نحن نريد أن نعرف إلى أين وصل العالم وننقل الخبرة لمصر ، ولو نقدر مضاعفة العدد ١٠ مرات ، نحن المستفيدون علميا وثقافيا ، فحجم الوعى سيزداد ، نحن أصحاب مصلحة فى ارسال النجباء من الشباب المتميز للدراسة بالأخص فى العلوم التطبيقية ، وكنت أفضل أن الإعلام ينظم مسابقات ، تحضرها شخصيات من النخب ، لاختيار أفضل عالم ، أو أكثر فلاح انتاجية ، أو عامل مبتكر ، أو طالب نابه ، مثلما ينظم مسابقات أفضل الأصوات الغنائية ، فأليس هذا أفضل من مسابقة أفضل راقصة؟".
وحول صندوق (تحيا مصر) الذي كان الهدف أن تصل حصيلته إلى ١٠٠ مليار جنيه ، لكنها لم تتعد ٥ إلى ٦ مليارات جنيه ، وأليس هناك تقصير من الميسورين ورجال الأعمال؟ .. قال الرئيس " نعم هذا صحيح ، لكن مش حاخد من جيب حد غصب عنه ، ولا بسيف الحياء ، القيم الدينية تمنعنى من هذا ، وهذه استراتيجية ثابتة ، نحن سننشط الصندوق فى الفترة المقبلة ، والإعلام له دور كبير فى هذا ، ونحن خصصنا مبالغ من الصندوق لإنشاء قرى لذوى الإعاقة تضم أندية ودور ضيافة ، وضاعفنا ميزانية البحث العلمى من مخصصات الصندوق ، وإنني أقول لرجال الأعمال : اعملوا ، واستثمروا ، بلدكم فى حاجة إليكم".
وما اذا كان يفكر فى إنشاء آليات أو مجالس جديدة بمؤسسة الرئاسة؟ قال الرئيس عبد الفتاح السيسي ـ في حواره مع رؤساء تحرير صحف الأهرام والأخبار والجمهورية ـ " المجالس التى أنشئت وآخرها المجلس الجديد للتنمية الاقتصادية هى جزء من هذا الكيان ، نحن نريد أن نصل ما انقطع فى المؤسسة خلال السنوات الأربع الماضية ونعيد بناءها ، دون أن تكون فيها أخطاء ، لكنى أخشى أن كثرة الآليات تعرقل العمل ، فمجلس الوزراء به مجموعات عمل وزارية متخصصة ، ولا أريد تعارضا ، ولابد أن تعلموا أن المشوار طويل ، ونحن نعمل بكل جهد ، وما نشعر به الآن هو من أعراض السنين الماضية ، ولسه حنعانى منها ، لكنها الآن ليست أعراض مرض ، إنما أعراض استشفاء".
وعما اذا كان راضيا عن أداء الحكومة وهل يشعر بالرضا عن أداء جميع الوزراء بلا استثناء؟ رد الرئيس عبد الفتاح السيسي " فى ظل الظروف الراهنة ، الأداء جيد ، لكننا نحتاج أكثر من كده بكثير ، نحتاج إلى طاقة عمل مبدعة مخلصة ، وإنني لست راضيا عن أداء بعض الوزارات".
ونوه الرئيس ـ ردا علي سؤال ـ بأن المصلحة العامة اذا اقتضت اجراء تعديل وزارى قبل اجراء الانتخابات البرلمانية فسيتم ذلك ، وأشار الي أن حركة المحافظين تأجلت أكثر من مرة ولكنها ستتم فى يناير إن شاء الله ، وستكون واسعة.
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي " إن الشعب المصرى واع ، ويدرك الأحوال وحجم التحديات والجهد الذى نبذله ، لذا لا يطالب بمطالب فئوية ولا يتعاطف معها".
وبشأن تقييمه للوضع الأمني ، خاصة فى سيناء؟ قال الرئيس " عملية سيناء الكبرى تتم بعيدا عن الأنظار منذ ٢٥ يوما ، هناك أسلوب جديد وشامل فى التعامل مع الإرهاب ، اجراءات تأمين الحدود تمضى قدما ، تم اخلاء ٥٠٠ متر فى رفح ، ثم ٥٠٠ متر أخرى على خط الحدود مع قطاع غزة ، فالعمل اليومى يتم بصورة شاملة فى سيناء ، وكذلك فى حدودنا الغربية مع ليبيا ، والعمل بالكامل يتم داخل الحدود المصرية ، أيضا عملية تأمين حدودنا البحرية تمضى قدما".
وأشاد الرئيس عبد الفتاح السيسي بالمهمة المقدسة التي تضطلع بها القوات المسلحة وهي حماية الوطن وسيادته وترابه الوطني وأمنه القومي ، وقال " لى الشرف أن انتمى لهذه المؤسسة التى حمت مصر مرتين ، والآن تحميها للمرة الثالثة فى معركة التنمية ، الجيش المصرى أسطورة فهو الذى شال البلد ، وأعادها إلى خريطة العالم".
وحول كيفية انتقال انضباط وسرعة ايقاع القوات المسلحة إلى الأجهزة المدنية؟ قال الرئيس السيسي " الأجهزة المدنية لم تأخذ بعد مكانها الطبيعي ، ويمكن أن تكون بنفس الروح والهمة ، لو أن المسؤول حتى على المستوى الصغير نزل من الصباح الباكر ليتابع رجاله فى عملهم ويشجعهم ويحفزهم".
ودخل الحوار الي المشروعات الكبري ورؤية الرئيس لخريطة مصر والقناة الجديدة ومحور تنمية القناة ومشروع الطرق الضخم ، ومشروع استصلاح مليون فدان ، والمثلث الذهبي ، والعاصمة الجديدة ، والمدينة المليونية فى العلمين ، وثمار هذه المشروعات ، فقال الرئيس عبد الفتاح السيسي " سنرى آثار ما نتكلم عنه بعد سنتين ، وسيشعر كل مواطن (العامل والفلاح والإنسان البسيط وغيرهم) بثمارها ، وتقولون لى : كيف تقف بجانب الفلاح ؟ ، أقف معه بعلم ، أريد أن تكون منتجاته مصنفة عالميا ليزداد عائده من الأرز والقمح مثلاً ، على سبيل المثال لدينا ٢٦٢ شونة ، والشونة هى أرض خلاء توضع بها الغلال ، وتكون معرضة للقوارض والطيور والحشرات والتخريب ، بدأنا بتحديث ١٠٠ شونة منها ، وسنسلم ٦٢ شونة فى إبريل ، تقوم بتطويرها شركات مدنية تحت إشراف القوات المسلحة ، وهناك ٢٥ صومعة غلال سيتم تطويرها بعد سنة ، وطاقة الشونة تصل حتى ١٠ آلاف طن ، بينما الصومعة ٦٠ ألف طن".
وأضاف أن هناك عملا كبيرا يتم ، غير المشروعات القومية الكبري ، وأضاف " عندنا تحدى الكهرباء لمنع انقطاع التيار فى الصيف المقبل ، ولقد تعاقدنا فعلاً على محطات سابقة التجهيز سيتم تحميلها وتركيبها فى مصر ، هذه المحطات تتكلف ٢٫٦٥ مليار دولار ، ووقود تشغيلها يتكلف ٣ مليارات دولار سنوياً ، أى المجموع يعادل ٤٠ مليار جنيه ، هذا غير مشروعنا الطموح الذى بحثناه مع الجانب الصينى لإضافة ١٨ ألف ميجاوات طاقة كهربائية ، ليس فقط لتغطية العجز ، وإنما للوفاء باحتياجات المشروعات التنموية فى المرحلة القادمة ، فهل تعلمون كم تتكلف هذه المحطات؟ تتكلف ما بين ٣٠ إلى ٣٥ مليار دولار ، ونحن نبحث مع الصين تمويلها مع فترة سماح تصل إلى ٧ سنوات والسداد على مدة تصل إلى ٣٠ عاما".
وتابع الرئيس " هناك جهد كبير يتم بخلاف المشروعات الكبري ، فنحن نقيم ٢٨ كوبرى على مزلقانات القطارات وستنتهى خلال ٦ شهور ، سنسلم قريباً ما يقرب من ألف تاكسى مجهزة بالعدادات والغاز ، كمرحلة أولى فى القاهرة والمدن الكبري ، مقابل سحب السيارات القديمة مع هامش نقدى بسيط ، أيضا سنسلم الشباب ٥٠٠ سيارة نقل ثلاجة حمولة ٧ أطنان خلال ٤٥ يوماً ، تستخدم لنقل اللحوم والخضر والفاكهة ، وأيضا كمنافذ موازية متنقلة توزع اللحوم والخضراوات بأسعار مناسبة ، أيضا سنوزع ٣ آلاف فدان من أراضى مزرعة الأمل بالإسماعيلية".
وحول موقف تدشين المشروعات الكبري؟ قال الرئيس عبد الفتاح السيسي " مشروع استصلاح المليون فدان سيتم إطلاقه خلال الربع الأول من العام الجديد ، وكان لابد لى أن أتأكد قبل إطلاق المشروع من وجود معدات حفر آبار يبلغ عددها من ٤ آلاف إلى ٦ آلاف بئر ، لأن معداتنا لا تكفى سوى لحفر ألف بئر ، وتعاقدنا لشراء هذه المعدات من أمريكا والصين ، وقلنا لشركات القطاع الخاص ان تشترى ولا تخشى شيئا، ووزارة البترول تدبر معدات وكذلك القوات المسلحة".
وبالنسبة للعاصمة الجديدة ، قال الرئيس السيسي " العاصمة الجديدة ستقام بين طريقى السويس والعين السخنة ، وسنطرح مسابقة خلال أسبوع لتصميمها ، وبالنسبة للعلمين ، نحن نعمل فى التصميمات وهى مرتبطة بمشروع المليون فدان ، لأن منها ٢٠٠ ألف فدان فى الساحل الشمالى الغربي ، وسنقوم بتدشين مدينتى الإسماعيلية الجديدة ورفح الجديدة ومشروع الاستزراع السمكى فى مطلع العام الجديد ، وسيتم افتتاح المدينتين مع افتتاح القناة الجديدة فى أغسطس المقبل".
وأضاف " بالنسبة لمحور تنمية قناة السويس ، فالشركة تعمل فى وضع التصميمات والمخطط العام ، وسيتواكب معه رفع كفاءة موانينا ومطاراتنا ، وسنقيم ٧ أنفاق تحت القناة ، ٣ فى بورسعيد منها نفق للسكك الحديدية ، و٣ فى الإسماعيلية منها نفق للسكك الحديدية ، ونفق للسيارات فى السويس بجانب نفق الشهيد أحمد حمدي ، وسوف تصل ٤ ماكينات فى شهر سبتمبر القادم ، لتنتهى بعدها بسنة ، أما المزارع السمكية ، فسنقيم ٢٥٠ مزرعة بالتعاون مع الصين فى كفر الشيخ وسيناء وستتم خلال سنة ، ومشروع الطرق بأطوال ٣٢٠٠ كيلو متر ومنها الطريق الدائرى الاقليمى سينتهى فى أغسطس المقبل ، الحركة ستختلف وشكل مصر سيعاد رسمه".
وتابع " مشروع قناة السويس كان يتطلب ٥ سنوات وطلبت أن ينفذ فى عام ، وأثناء وجودى فى الصين ، كنت أتصل يوميا بالفريق مهاب مميش واللواء كامل الوزير لأطمئن على سير العمل وكفاءة التنفيذ ، وبإذن الله ستجدون معى فى أغسطس القادم واقعا مختلفا ، وسنجد مشروع حفر القناة ، قد أصبح قناة جديدة مفتوحة للملاحة ، إنه عمل شاق وكبير ، وبالمناسبة ، أنوه بأن مشروع استصلاح المليون فدان سيتكلف ٢٨٠ مليار جنيه ، لأنه ليس مجرد استصلاح أرض وحفر آبار ، وانما مساكن ومدارس ومستشفيات وخدمات فى كيانات ومجتمعات عمرانية تضم أيضا مصانع للمنتجات الزراعية".
وبالنسبة لأزمة الكهرباء ، أشار الرئيس عبد الفتاح السيسي الي أن أزمة الكهرباء الحالية ليست الأولى التي تمر بها مصر ، وأنها تعرضت لأزمة في بداية الثمانينات من القرن الماضى واستطاع المهندس ماهر أباظة وزير الكهرباء وقتها شراء محطات جديدة لأن الموارد كانت متاحة والتمويل كان موجودا بعكس الآن.
ووجه الرئيس رسالة إلى المواطن بأن لا يبخل بأفكاره ، ودعا كل صاحب فكرة تفيد البلد فى أى مجال من المجالات ألا يبخل بها ويرسلها إليه سواء برسالة بريدية أو على الموقع الالكترونى للرئاسة الذى سينطلق خلال أيام وسيتم الاعلان عنه لتشجيع المبادرات الشعبية وللتواصل معه.
وأشار الي أن أغلى نصيحة جاءته من سيدة بسيطة قالت لسيادته فيها : خليك دائما على صلة بنا ، وأضاف " إن أغلى نصيحة تلقيتها بعد تحملي مسؤولية وأمانة الرئاسة جاءتني من سيدة بسيطة رقيقة الحال تعمل فى أحد المنازل قالت لي فيها : " من فضلك خليك دائما على صلة بنا" ، وتابع الرئيس ـ وهو متأثر ـ إن هذه السيدة قالت له فى رسالتها " لو أنت عايزنا نأكل نصف رغيف سنأكل نصف رغيف " ، وأضاف ـ بتأثر شديد ـ "قد تكون هذه السيدة لا تجد ما تأكله أصلا".
واستفسر الرئيس من رؤساء تحرير الصحف الثلاث (الأهرام والأخبار والجمهورية) ـ الذين أجروا معه هذا الحوار ـ عن أحوال المؤسسات القومية فى ضوء لقائه الأخير مع رؤساء مجالس إداراتها ، ثم قال " لقد قصدت أن أجلس مع رجال الصحافة والإعلاميين مرات عديدة ، لأن الإعلام هو الضمير الحى للوطن ، ودائما أقول لهم : خلوا بالكم من بلدكم ، لأن الإعلام هو الذى يشكل الرأى العام الحقيقي ، ولو استمر فى أداء دوره على النحو المنشود ، فسنتمكن من اجتياز المرحلة دون مشاكل".
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: