الإفتاء: المواجهة الفكرية للمتطرفين أشد خطورة من "الأمنية"
كتبت- عزة صقر:
قال طارق أبو هشيمة، رئيس وحدة التحليل بمرصد الفتاوى التكفيرية والأراء المتشددة بدار الإفتاء، إن حديث الدكتور شوقي علام مُفتي الجمهورية، حول سرعة إصدار قانون استقلالية دار الإفتاء وتنظيم الفتاوى، ضرورى في هذه المرحلة، منوهًا بأن الأفعال التي تصدر عن الجماعات الإرهابية هي بالأساس رأي، أو فتوى، أو فكر يتحول بالتدريج لعنف وتطرف.
وكان الدكتور شوقي علام، مفتى الجمهورية، طالب بالإسراع في إصدار قانون استقلالية دار الإفتاء وتنظيم الفتاوى ومعاقبة من يتصدون للإفتاء بغير علم، لحصار الأفكار التكفيرية والفتاوى المتطرفة، أمس الخميس، خلال ندوة نظمها نادي قضاة مجلس الدولة تحت عنوان "دور دار الإفتاء في مواجهة التطرف والإرهاب".
وأكد أبو هشيمة، في تصريح خاص لـ"مصراوي"، أن الفتاوى المتشددة المنتشرة لابد أن يكون أمامها ردع قانوني، منوهًا بإن الأردن أصدرت قانون لتنظيم الفتوى على ثلاث مراحل وتمت التجربة بشكل ناجح، لافتًا إلى أن المشكلة تكمنْ بعقلية أصحاب الفتاوى المتطرفة فهم يعتمدون على إصدار فتاوى تصطدم بأحاديث النبى وآيات القرآن، والآراء الفقهية.
وأردف: "حديث المفتي حول تفكيك البنية الفكرية للأفكار والآراء والفتاوى المتطرفة يتم عن طريق مرصد الفتاوى التكفيرية، الذي بدوره يجمع الأراء والفتاوى المغلوطة عن المتطرفين في صورة تقارير والرد عليها، مثل انتشار فكرة تحريم تهنئة الأقباط بأعيادهم وبناء الكنائس بأراضي المسلمين".
وكان المفتي قال إن هناك جهودًا كبرى لتفكيك "البنية الفكرية" للفتاوى المتطرفة عبر إعداد أرشيف كامل لكل ما كتبه تنظيم داعش الإرهابي، والرد على جميع الأفكار المغلوطة بالمعلومات والآراء الفقهية السليمة من خلال المحاضرات والندوات ووسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي عبر شبكة الانترنت والفتاوى الموجزة، والأسئلة التي تتلقاها دار الإفتاء والتي وصلت إلى نحو 2400 سؤالًا واستفسارًا يوميا يتم الإجابة عليه.
وتابع رئيس وحدة التحليل: "المواجهه الفكرية أخطر من المواجهه الأمنية، لذا الاعتماد قديمًا على المواجهه الأمنية وإهمال مواجهة الفكر، يأتي بمُحصلة ضعيفة، كإننا نُخاطب أنفسنا ولا تُعالج القضية من جذورها".
واستكمل أبوهشيمة، أن دار الإفتاء استطاعت أن تصل للعالمية بجهودها لمواجهه التطرف ولم تستكفِ بإن يكون لها دور مؤثر داخل المجتمع المصرى فقط، مشيدًا بمبادرة اللجنة الدينية حول عقد مؤتمرات وندوات بداخل محافظات مصر وخارجها لمواجهة الفكر المتطرف وتعريف العالم بتعاليم الدين الصحيحة.
وقال إن اللجنة تُحاول أن تتبع نهج دار الإفتاء والاستفادة من محاولاتها في توصيل أفكارها لدول الخارج.
وكانت اللجنة الدينية أعلنت عن عقدها أولى اجتماعاتها في نوفمبر المقبل مع بعض المؤسسات الدينية على رأسها الأزهر، وذلك للتناقش حول بدأ عقد مؤتمرات وندوات بجميع محافظات مصر ودول الخارج خاصة دول الإتحاد الأوروبى، لمواجهة الفكر التكفيري والرد على المغالطات الدنينة ونشر الفكر الإسلامي الصحيح.
فيديو قد يعجبك: