كيف تحافظ مصر على السياحة البريطانية بعد إفلاس "توماس كوك"؟
كتب- يوسف عفيفي:
يبحث القطاع السياحي المصري، عن بديل لشركة "توماس كوك" العالمية؛ بعد إعلان إفلاسها أمس؛ حفاظًا عن السياح البريطانيين القادمين إلى مصر عبر هذه الشركة.
يقول هشام زعزوع وزير السياحة الأسبق، إن تأثير إفلاس "توماس كوك" على المدى القصير "سيئ" على صناعة السياحة في العالم ومصر كونها موردًا ضخمًا للسياح، لكن السوق سينتظم مرة أخرى ويأتي السياح لمصر عن طريق شركات أخرى بديلة.
أوضح زعزوع لمصراوي، أن البديل أمام مصر لاستقطاب السياح الإنجليز هم: الشركات الصغيرة والمتوسطة ومنظمي الرحلات الذين يبيعون منتجات لمنظمي الرحلات الكبار بعد انسحاب توماس كوك من السوق، موضحا أنها فرصة كبيرة لتعويض هذه الحجوزات بعد إلغائها، حيث سيتجه كل من حجز على "توماس كوك" إلى الحجز على هذه الشركات.
ونوه إلى أن الفنادق المصرية لديها القدرة على استقطاب الرحلات الملغاة لمصر عبر توماس كوك من خلال التواصل مع الشركات الصغيرة والمتوسطة بما فيها شركة حسام الشاعر الوكيل الحصري لتوماس كوك في مصر، ولديهم القدرة على استقطاب هذه الرحلات والحصول عليها لمصر.
من جانبه، قال حامد الشيتي، رئيس مجلس إدارة شركة سياحية، إن الدخول في استثمار أو شراء شركة توماس كوك العالمية صعب للغاية، "الشركة أفلست وقفلت وعليها ديون ما يقرب من 2 مليار دولار ومن الصعب سداد هذا الدين".
وأضاف: "الناس فاهمة غلط، لا نملك هذا المبلغ لصرفه في شركة مفلسة وديونها كثيرة ولا يستطيع أحد سدادها".
أوضح الشيتي، لمصراوي، أن السياح الذين حجزوا على توماس كوك قبل إعلان إفلاسها ألغوا الحجوزات، وبحثوا عن شركات أخرى بديلة، ومن يريد اللجوء إلى مصر سيبحث أيضا عن شركة أخرى، موضحا أن إفلاس الشركة فتح بابا كبيرا أمام الشركات الصغيرة والمتوسطة ومنظمي الرحلات بزيادة حجم أعمالها في العالم، وبلا شك سيتحول السياح منها إلى هذه الشركات للسفر والتنقل.
ونوه الشيتي، إلى أن شركة توماس كوك تعمل في جميع أنحاء العالم وتصدر لمصر نحو 500 ألف سائح سنويًا من دول إنجلترا وألمانيا والدول الإسكندنافية.
وأعلنت سلطة الطيران المدني البريطانية، تنظيم مغادرة السائحين التابعين للشركة الإنجليزية، كلاً على حسب تاريخ المغادرة الخاص به، حيث خاطبت الشركة البريطانية الفنادق بأنها ستكون الضامن لكل المستحقات وأنه لا يجب طلب أى مبالغ من السائحين.
وأشاد حسام حلمي، عضو جمعية مستثمري مدينة مرسى علم بجنوب البحر الأحمر، بدخول شركات الطيران لحل أزمة إفلاس توماس كوك البريطانية، ونقل السائحين لبلادهم حسب تواريخ العودة الخاصة بهم قائلا: "هذا هو المطلوب".
وأوضح حلمي لمصراوي، أن السوق الإنجليزي في مرسى علم يحتل المرتبة الثامنة بين الجنسيات الأخرى، ما يجعل تأثير إفلاس الشركة على مصر بسيطا، كونه ليس مرتفعا كباقي الأسواق الأخرى مثل ألمانيا وإيطاليا.
وتابع: التسويق المصري ينتشر في العالم كله، وأمام القائمين على السياحة في مصر، فرصة قوية للحصول على السياح من خلال الشركات البديلة العاملة في السوق الإنجليزي الذين يجلبون بالسياح الأجانب من انجلترا إلى مصر.
ونوه إلى أن السائح الإنجليزي يتميز بالإنفاق العالي، ويأتي لمرسى علم من أجل رحلات الغطس "diving" ويمثلون نحو 95%، مشيرا في الوقت ذاته إلى توقف خط الطيران الذي كان يأتي أسبوعيا من مدينة برمنجهام، بعد إفلاس الشركة.
وكانت شركة توماس كوك، أعلنت فجر أمس، إفلاسها بعد مناقشات بين المساهمين والممولين، والتي لم تسفر عن اتفاق على تدبير التمويل اللازم لتنفيذ خطة الإنقاذ المالى، تاركة عشرات الآلاف من السائحين، يهيمون فى وجهات سياحية مختلفة بالخارج بسبب انهيار الشركة.
وتعد توماس كوك واحدة من كبريات شركات السياحة في العالم، فقد تأسست في عام 1841 ويبلغ حجم مبيعاتها السنوية الآن 9 مليارات جنيه إسترليني، ويعمل في الشركة 22 ألف موظف، من بينهم 9 آلاف في بريطانيا، وتخدم 19 مليون عميل سنويا في 16 دولة حول العالم.
فيديو قد يعجبك: