إعلان

​أول تحرك برلماني بشأن إزالة مقابر أثرية في القاهرة

09:25 م الخميس 01 يونيو 2023

مجلس النواب

كتب- نشأت علي:

تقدمت النائبة فاطمة سليم عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة موجه لرئيس الوزراء، ووزير السياحة والآثار، بشأن شروع الحكومة في إزالة عدد من المقابر الأثرية لمواصلة جهود البنية التحتية.

وأكدت البرلمانية، أنه لابد من مراعاة اهمية وخصوصية بعض الأماكن فى مصر بالتزامن مع أي تحركات لإنشاء طرق أو محاور أو مشروعات قومية، ومثال على ذلك ما حدث مؤخرًا بعد الإعلان عن بدء تنفيذ محور الفردوس بالقاهرة ومساره الذي يتداخل مع عدد كبير من المقابر والذي تمت مطالبة أصحابها بنقل رفاتها لمناطق أخرى من أجل إزالتها خاصة أنها ستكون بمسار المحور الجديد وقام بالفعل عدد من المواطنين بنقل رفاة موتاهم إلى مقابر أخرى.

وأضافت، أن المشكلة ليست في نقل قبور المواطنين، بل إن المنطقة التي يمر منها المحور هي منطقة تراثية ذات طبيعة فريدة، فمنذ بداية تواجد المصريين القدماء في منطقة القاهرة وما حولها، وتحديدًا عند تأسيس مدينة الفسطاط على يد عمرو بن العاص، كان يطلق عليها "مدينة الموتى"، أو مقابر القاهرة وكان لها خصوصية خاصة للغاية وبها طبقات تاريخية أقدم من مدينة القاهرة ذاتها، فالقرافة الكبرى تعود إلى عصر الفتح العربي الإسلامي وتتزامن مع تأسيس الفسطاط، أي قبل تأسيس القاهرة ذاتها بما يزيد عن ثلاثة قرون، وتشكل كل منطقة مقابر طبقة تعبر عن إزدهار المدينة وتطور تاريخها العمراني.

ولفتت إلى أن مقابر باب النصر عبرت عن رغبة أهالي الأحياء الشمالية في إيجاد مدافن قريبة منهم، فكانت البداية بقبة بدر الجمالي ثم تكالب الناس على دفن موتاهم في هذه المنطقة، بينما عبرت المساحة الشرقية خارج باب البرقية عن رغبة السلاطين والأمراء في مساحة خلاء يبنون فيها منشآت تخلد ذكراهم وبطبيعة الحال أعيد استخدام مساحات من مدن الموتى مرارًا وتكرارًا.

وأختتمت بأننا اليوم نجد أن هناك مقابر لشخصيات شديدة الأهمية في تاريخ مصر ضمن الإزالة، فعلى سبيل الحصر، مقرر إزالة عدد من مقابر الشخصيات شديدة الأهمية في تاريخ مصر، مثل قبر محمد راتب باشا، قبر قاسم باشا محمد، قبر إسماعيل باشا سليم، قبر الأمير يوسف كمال ولي عهد مصر الأسبق، قبر شاعر السيف والقلم محمود سامي البارودي، قبر أحمد باشا شفيق رئيس وزراء مصر الأسبق، قبر الهلباوي باشا مؤسس نقابة المحامين ومحامي قضية دنشاوي، قبر محمد باشا محمود رئيس الوزراء الأسبق ووزير الداخلية، الإمام ورش بن نافع صاحب القراءة الشهيرة، شاعر النيل حافظ إبراهيم وغيرهم.

وبالتالى فإن إزالة مثل هذه القبور، دون مراعاة لبعدها التراثي والفني والمعماري، يأتي بمثابة اعتداء مباشر على جزء هام من تاريخ مصر وتراثها.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان