- إختر إسم الكاتب
- محمد مكاوي
- علاء الغطريفي
- كريم رمزي
- بسمة السباعي
- مجدي الجلاد
- د. جمال عبد الجواد
- محمد جاد
- د. هشام عطية عبد المقصود
- ميلاد زكريا
- فريد إدوار
- د. أحمد عبدالعال عمر
- د. إيمان رجب
- أمينة خيري
- أحمد الشمسي
- د. عبد الهادى محمد عبد الهادى
- أشرف جهاد
- ياسر الزيات
- كريم سعيد
- محمد مهدي حسين
- محمد جمعة
- أحمد جبريل
- د. عبد المنعم المشاط
- عبد الرحمن شلبي
- د. سعيد اللاوندى
- بهاء حجازي
- د. ياسر ثابت
- د. عمار علي حسن
- عصام بدوى
- عادل نعمان
- علاء المطيري
- د. عبد الخالق فاروق
- خيري حسن
- مجدي الحفناوي
- د. براءة جاسم
- عصام فاروق
- د. غادة موسى
- أحمد عبدالرؤوف
- د. أمل الجمل
- خليل العوامي
- د. إبراهيم مجدي
- عبدالله حسن
- محمد الصباغ
- د. معتز بالله عبد الفتاح
- محمد كمال
- حسام زايد
- محمود الورداني
- أحمد الجزار
- د. سامر يوسف
- محمد سمير فريد
- لميس الحديدي
- حسين عبد القادر
- د.محمد فتحي
- ريهام فؤاد الحداد
- د. طارق عباس
- جمال طه
- د.سامي عبد العزيز
- إيناس عثمان
- د. صباح الحكيم
- أحمد الشيخ *
- محمد حنفي نصر
- أحمد الشيخ
- ضياء مصطفى
- عبدالله حسن
- د. محمد عبد الباسط عيد
- بشير حسن
- سارة فوزي
- عمرو المنير
- سامية عايش
- د. إياد حرفوش
- أسامة عبد الفتاح
- نبيل عمر
- مديحة عاشور
- محمد مصطفى
- د. هاني نسيره
- تامر المهدي
- إبراهيم علي
- أسامة عبد الفتاح
- محمود رضوان
جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع
"لقد تأخر الأمر كثيرًا".. بتلك المقولة المُلهمة اختتم الفيلسوف الفرنسي الراحل ميشيل فوكو سلسلة محاضراته الأخيرة عن "جرأة قول الحقيقة" في "الكوليج دو فرانس" في مارس سنة 1984، ليموت بعدها بأسابيع عن عمر ناهز السابعة والخمسين عامًا.
وبصرف النظر عن مغزى تلك المقولة عند ميشيل فوكو وعلاقتها بتطور مرضه، وإحساسه باقتراب الموت المحتوم، وأثر ذلك على محاضراته ومشروعه الفكري وخياراته في الحياة؛ فهي تصلح لأن تكون لسان كل مّن يكتشفون في لحظة استنارة وجودية بعد نقد الذات بشجاعة، أن الأمر قد تأخر كثيرًا، ويجب سرعة البدء بالتغيير والإصلاح والسير في الطريق الصحيح.
وفي حقيقة الأمر، فإن أغلب البشر المعاصرين، قد صارت الحيرة والتردد والعجز عن اتخاذ قرارات شجاعة وحاسمة، طابع حياتهم الشخصية والعملية، بسبب إرهاق وصعوبة وتعقد الحياة من حولهم.
وصاروا بهذا يشعرون دائمًا بعدم الرضا، وأنهم متأخرون عن شيء ما.
متأخرون عن خطوة يجب أن يهزموا فيها ترددهم، ويخطوها بثقة.
متأخرون عن قرار يجب أن يتخذوه بشجاعة، بعد تفكير طويل.
متأخرون عن عادات وسلوكيات مُعوقة يجب أن يقلعوا عنهما ويتخلصوا منها.
متأخرون عن هجرٍ سياقات وعلاقات لا يجدوا أنفسهم أو راحتهم فيها.
متأخرون عن الدخول في سياقات وعلاقات، تشعرهم بالسعادة والرضى، وتحيي فيهم ما مات من أمنيات وأحلام .
متأخرون عن مشروع يجب عليهم أن يبدأوه، ويحققوا ذواتهم ونجاحهم من خلاله، أو مشروع يجب عليهم أن ينهوه ويعترفوا بخساراتهم وفشلهم فيه.
متأخرون عن أن يُميتوا بداخلهم أشياءً وذكريات كثيرة يتحتم أن تموت لكي يحيوا أصحاء وسعداء، ويولدوا بموتها من جديد.
ويقيني الشخصي ألا سبيل لنجاة البشر من وطأة هذا الشعور بالتأخير، وعدم الرضا عن الذات، إلا بامتلاك الإنسان لشجاعة الوجود، وشجاعة نقد الذات والاعتراف بما في فكره وخياراته وحياته من أخطاء وجوانب قصور، ليقول بعد ذلك بحسم قبل فوات الأوان: كفى هدرًا، لقد تأخر الأمر كثيرًا، والحمد لله لا يزال في العمر متسعٌ للإصلاح والتغيير لكي أحيا وأكون كما أريد.
إعلان