إعلان

الشرق الأوسط: اعتقال 4 من حراس الرئيس اليمني لتورطهم في عملية النفق

07:03 م الخميس 14 أغسطس 2014

الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح

القاهرة – مصراوي:

كشف السكرتير الصحافي للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح عن اعتقال أربعة جنود من الحراس الشخصية لصالح، إضافة إلى ملاحقة أربعة آخرين، وشخصين من جنسيات عربية، متهمين في محاولة اغتيال صالح عبر نفق تم حفره بالقرب من قصره جنوب العاصمة صنعاء، فيما قتل وجرح 43 شخصا معظمهم جنود، أمس الأربعاء، في انفجار عبوة ناسفة، في محافظة لحج جنوب البلاد، بحسب ما أفاد محافظها أحمد المجيدي “الشرق الأوسط”.

وقال أحمد الصوفي، في تصريح لـ “الشرق الأوسط”: “إن أحد المشاركين في العملية، وهو جندي، كشف المخطط قبل مرحلة تنفيذ التفجير، وهو بمثابة شاهد ملك على هذا المخطط الإجرامي”. وأوضح الصوفي أن “المنفذين للعملية وصلوا إلى عمق قريب من مسجد الرئيس السابق، الذي يقع داخل منزله، وكانت لديهم خطة متكاملة لنسف الجامع بمن فيه من المصلين”، مؤكدا أن “المشتبه بهم تم تسليمهم لوزارة الداخلية ولجنة التحقيقات المكلفة من الرئيس عبد ربه منصور هادي، فيما تتم ملاحقة أربعة آخرين، وأجنبيين من الجنسية العربية”. وفيما لم يتهم أي جهة بعينها قال الصوفي “إن القوى التي تقف وراء العملية كانت تريد إعادة تنفيذ جريمة دار الرئاسية من خلال هذا النفق، الذي يوضح أن المنفذين استعانوا بخبرات عربية، كانت تخطط وتشرف على العملية”. ولفت الصوفي إلى أن عملية حفر النفق تشير إلى أن من يقفون وراءها استفادوا من ثقافة الأنفاق التي أصبحت موضة سياسية بالمنطقة كما يقول، معتبرا أن لجنة التحقيق الأمنية هي المعنية بكشف تفاصيل هذا المخطط، وإعلان الجهة الممولة والراعية والمستفيدة، وذلك يحتاج إلى وقت.

في سياق آخر، قتل تسعة أشخاص وجرح 34 آخرون معظمهم من الجنود، أمس الأربعاء، في انفجار عبوة ناسفة، في محافظة لحج جنوب البلاد، بحسب ما أفاد محافظ لحج أحمد المجيدي، لـ”الشرق الأوسط”. وذكر المجيدي أن “العبوة ربما تكون لغما أو عبوة ناسفة كبيرة، وضعت وسط الطريق العام، الذي يربط محافظة عدن بلحج”، مشيرا إلى أن السلطات رفعت الجاهزية في وحدات الجيش والأجهزة الأمنية، لمواجهة العناصر الإرهابية، التي أضرت بالأمن والاستقرار والسكينة العامة.

وقال المجيدي “إن العناصر الإرهابية تستخدم أساليب العصابات، في استهداف أفراد الأمن والجيش، عبر تنفيذ هجمات غدر جبانة”، مستبعدا أن تسيطر عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي على محافظ لحج، لأنهم عاجزون عن السيطرة على أي منطقة، مشيرا إلى أن “رجال الأمن والجيش، ومعهم المواطنون واللجان الشعبية، سيكونون لهم بالمرصاد”.

ولفت إلى أن “الجيش والأمن في جاهزية قتالية لمواجهة هذه العناصر الإرهابية”.

وكان مصدر أمني في شرطة محافظة لحج أكد إصابة ضابط شرطة برتبة عقيد، في انفجار العبوة الناسفة، إضافة إلى 33 آخرين من منتسبي البرنامج الوطني لنزع الألغام، ومدنيين. وقال المصدر، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الحكومية “إن 8 أشخاص قتلوا وأصيب 34 آخرون من خبراء نزع الألغام ورجال الأمن، والمدنيين، بينهم مدير الشرطة بمديرية تبن العقيد محمد فريد”، موضحا أن “خبراء المتفجرات نقلوا العبوات إلى سيارة لتفكيكها بعيدا عن المواطنين الذين كانوا يتجمعون في المكان إلا أن العبوات انفجرت على متن السيارة”.

وتوعد قائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء الركن محمود الصبيحي منفذي التفجير الإرهابي، وقال “إنهم لن يفلتوا من العقاب والقصاص العادل”. وأكد الصبيحي، الذي زار المصابين في الحادث، أن المؤسسة العسكرية الشريفة ستلاحق الإرهابيين للقضاء عليهم”.

وشهدت محافظة لحج جنوب اليمن، أخيرا، هجمات متتالية لعناصر “القاعدة”، كانت آخرها السبت الماضي، حيث استهدفت مقرات عسكرية وأمنية في المحافظة، وهو ما دعا السلطات إلى شن حملة تمشيط في مدينة الحوطة بحثا عن العناصر التخريبية من الخارجين عن القانون، فيما حلق الطيران الحربي خلال الأيام الماضية على علو منخفض في أجواء المنطقة.

ويحذر مراقبون وصحافيون من انفلات أمني كبير في محافظة لحج المحاذية لمحافظة أبين المعقل السابق لـ”القاعدة”، لوجود تحالف كبير بين الحراك المسلح الذي يطالب بالانفصال عن الشمال، وبين تنظيم القاعدة في جنوب البلاد. ويقول أنيس منصور، وهو من أبناء محافظة لحج، لـ”الشرق الأوسط”: “ما يحدث في لحج هو تحالف مرحلي بين عناصر الحراك المسلح وتنظيم القاعدة، ضد الدولة ومؤسساتها ومقراتها الأمنية”،

مؤكدا أن “هناك انفلاتا أمنيا غير مسبوق في المحافظة، وسط تصارع القوى والقيادات الحكومية على مصالحها الشخصية، تاركة جماعات العنف والإرهاب والتخريب تنشر الفوضى في المحافظة”.

وأشار أنيس إلى وجود “تواطؤ ودعم واضح لقيادات سياسية وشخصيات رسمية، للعناصر الإرهابية والتخريبية”. ويقول “لم تقم الأجهزة الأمنية بدورها كما يجب، وهو ما يزيد من الانفلات الأمني، مما يفرض على الدولة أن تعزز من إجراءاتها الأمنية، بمسانده شعبية وتعاون متكامل للقضاء على ذلك”. وذكر أنيس أن هناك حالة رعب لأفراد الأجهزة الأمنية والعسكرية، بعد عمليات اغتيال لعشرات الضباط والجنود خلال الفترة الماضية.

من جانبه، يرى المحلل السياسي عبد الله عبد الغني الشرعبي، أن هناك اختفاء كاملا للحراك المسلح، في مدن عرف عنها أنها معاقل لهم، ويقول لـ”الشرق الأوسط”: “الحراك المسلح اختفى تمام عن الواجهة في مقابل ظهور (القاعدة) وازدياد عملياتها خلال النصف الأول من هذا العام، وهو ما يشير إلى وجود تحالف بينهما ضد الدولة”، معتبرا أن الحراك المسلح تحول إلى بيئة حاضنة لـ”القاعدة”. وتابع “أغلب المحافظات الجنوبية تشهد أوضاعا أمنية صعبة، رغم وجود عدد كبير من ألوية الجيش والأجهزة الأمنية، وهو ما يشير إلى وجود مخطط لتحويل الجنوب إلى منطقة صراع دائمة، المستفيد منها جماعات العنف والخاسر الأكبر هي الدولة”.

واعترف الرئيس الانتقالي عبد ربه منصور هادي بصعوبة الجوانب الأمنية والاقتصادية، التي تمر بها بلاده. وترأس هادي أمس الاجتماع الثاني للهيئة الوطنية للرقابة على تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، مؤكدا أن “هناك تحديات من قبل جماعات الإرهاب ومن الذين لم يتحرروا من عقد الماضي ومن الأساليب التي عفا عنها الزمن”.

ولفت إلى أن هناك بعض القوى لا تزال تعمل على التحريض ولم ترتفع إلى مستوى المسؤولية من أجل إخراج اليمن إلى بر الأمان، مشددا على الحفاظ على النظام الجمهوري والوحدة والنهج الديمقراطي، وقال “هذه ثوابت لا يمكن القفز عليها من أي أحد سواء قبليا أو جهويا أو حتى مذهبيا، وهو ملك أبنائه جميعا من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال ومن أقصى الغرب إلى أقصى الشرق”.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان