دعوات مسلمات أمريكيات لوقف ارتداء الحجاب باسم تضامن الأديان
كتبت- هدى الشيمي:
في مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية طالبت محررتان هما اسرا نعماني، وهالة عرفة النساء بالتوقف عن ارتداء الحجاب، كنوع من تضامن الأديان، وحاولوا تأكيد صحة موقفهم بالآيات القرآنية، والحجج التاريخية.
تقول الصحيفة إن ثلاثة رجال دين اجتمعوا الأسبوع الماضي، حاخام يهودي، وقس، وإمام مسجد ودخلوا مركز خديجة الإسلامي في أوتا الأمريكية، وكان هناك مجموعة كبيرة من النساء ترتدين الحجاب لدعمه في يوم "ارتداء الحجاب" العالمي، بحسب ما ورد في صحيفة واشنطن بوست الأمريكية.
بالنسبة لهؤلاء النساء المولودات في مصر والهند - كاتبات المقال- ، الاجتماعات في المسجد تعد عملية تذكير مأسوية للجهود التي يبذلها المسلمين المتحفظين الذين يحاولون السيطرة على الاجتماعات الإسلامية المعاصرة، والذين يحاولون هذه الأيام نشر أيدولوجية الإسلامي السياسي، وأكدوا رفضهم لتعريف الحجاب بأنه مجرد رمز للالتزام يجب على النساء المسلمات ارتدائه، ويروا أن مركزها كان إيران، أو السعودية، وحركة طالبان الأفغانية، وتنظيم الدولة الإسلامية "داعش".
كما أكدوا أن الحجاب لا يعني غطاء الرأس مثلما يروج له البعض، ولكنه يعني بالعربية الستار، أو الاختباء وعزل وحماية شخص ما، أو شيء ما، فلم يكن معناه في القرآن غطاء رأس، موضحين أن "غطاء الرأس" يعني بالعربية "طرحة"، والرأس يجب تغطيتها، لذلك مهما كانت الكلمات المستخدمة للتعبير عن الأمر فإن الحجاب لا يعني أبدا غطاء الرأس، وطالبوا وسائل الإعلام بالتوقف عن نشر تلك تفسيرات بشأن الأمر.
ولدت هالة من مصر، واسرا من الهند في الستينيات، وكبرتا بدون وعي بضرورة تغطية رأسيهما، ولكن مع بداية عام 1980، بعد الثورة الإيرانية عام 1979، ومع زيادة قوة المملكة العربية السعودية، كانا يتعرضان للمضايقات لإجبارهما على تغطية شعريهما عن الرجال والصبيان، وكان هناك فتيات ورجال والذين يعرفون بسخريتهم من باقي الفتيات ولؤمهم الشديد، أخذوا خطوة أكثر قسوة وهي السخرية من الفتيات المرتديات الحجاب بطريقة غير لائقة، مثل ارتدائه على سراويل ضيقة، وتعاملوا معهم كعاهرات.
منذ القرن السابع وحتى اليوم، وجد علماء الدين من المغرب مثل فاطمة مارنيسي، وليلي أحمد وزكي بدوي من هارفرد، والعراقي عبد الله الجدوي، والباكستاني جافيد غاميدي، وجدوا أن النساء المسلمات غير مطالبين بارتداء الحجاب، أو تغطية رؤوسهم.
- رفض الحجاب:
رفضت السيدتين ما يرمز إليه الحجاب باعتبارهما ادوات لجذب الرجال، وعوامل إلهاء جنسي، مما يظهرهم كضعاف، ويمنعهم من الخروج بشعرهن في الشوارع.
- تفسيرات هامة للقرآن:
مطالبة النساء بتغطية رؤوسهم يعتمد على تفسيرات آيات القرآن، مشيرين إلى أن الحجاب يعني حاجز وليس من الضروري أن يكون بين النساء والرجال، ولكنه من الممكن أن يكون بين الرجلين.
في العام الخامس للهجرة من مكة إلى المدينة، عندما دخل مجموعة من الضيوف منزل النبي محمد، نشرت اية قرآنية تنص على طريقة التعامل مع نساء وزوجات النبي، قالت "وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب، ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن"، أما كلمة حجاب فظهرت ثمانية مرات فقط في القرآن، وتعني ستار، أو اخفاء، أو فصل، أو منع، أو عدم القدرة على الإيمان، أما استخدام كلمة حجاب بمعناها المتداول، فلم يظهر إلا في اية دعت نساء وبنات النبي للحجاب وتغطية أنفسهم.
- استعادة الدين:
في عام 1919، خرجت السيدات المصريات في مسيرات مطالبات بحصولهن على حق التصويت في الانتخابات، فخلعن الحجاب، معتبرينه نوع من الثقافة أو التقليد العثماني، وليس إشارة دينية، فتحول الحجاب إلى جزء من مخلفات الماضي.
مرت سنوات طويلة، وأعلن الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر في نهاية عام 1960، وبعد مصالحته مع جماعة الإخوان المسلمين والذين حاولوا اغتياله في عام 1954، أن المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين طالبوه بفرض الحجاب على السيدات والفتيات المصريات، ولم يفهم الشعب تلك الكلمة، وعندما شرحها لهم عبد الناصر، انفجر الشعب من الضحك، ولم يصدق ذلك، وكفتيات مسلمات نشأت في عائلات إسلامية حاولوا استعادة دينهم من التفسيرات المتشددة، مثلما يحدث مع الشباب المسلم حاليا، والذي يمر بحالة من التشدد ويجبروهم على تقبل وجه واحد من الإسلام.
توضح السيدتان أنهم كأمريكيتين تؤمنان بحرية الاعتناق، ولكنهم يرغبان في توضيح مسألة ارتداء الحجاب في الجامعات، ووسائل الإعلام، والإشارة إلى أن من يتعرف على الحجاب لا يتعرف على الاسلام، ولكنه يواجه أيدولوجية الإسلام السياسي، والتي يمارسها الدعاة الدينين في إيران والسعودية، وطالبان، وافغانستان، وداعش.
فيديو قد يعجبك: