بلومبرج: مُباحثات تيلرسون أثمرت عن مُقترحات لحل الأزمة القطرية
كتبت- رنا أسامة:
قالت شبكة "بلومبرج" الإخبارية إن الجولة المكّوكية التي أجراها وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون إلى الخليج، هذا الأسبوع، أثمرت عن بعض المُقترحات التي من شأنها أن توفّر أساسًا لحل الأزمة القطرية، وذلك نقلًا عن ثلاثة مسؤولين مُطلعين.
وبحسب المسؤولين الذين طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم، فإن الدبلوماسي الأمريكي، لم يُقدّم اقتراحًا ينطوي على حل ملموس للخروج من الأزمة، إلا أن مُباحثاته الحسّاسة في الكويت والمملكة العربية السعودية وقطر كانت "إيجابية".
وأضافوا أنه من المُرجّح إجراء جولة جديدة، أوائل الأسبوع المقبل، تضم الولايات المتحدة وبريطانيا والدول الأربع المُقاطعة لقطر، التي وافقت على دراسة مُقترحات تيلرسون.
وقطعت دول السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها الدبلوماسية وروابطها التجارية مع قطر في 5 يونيو الفائت، ووعدت بعقوبات إضافية على جارتها الغنيّة بالغاز بعد رفضها المطالب الـ13 الممنوحة لها كشرط لإنهاء النزاع، على خلفية اتهامات لها بدعم وتمويل الإرهاب والتدخّل في الشؤون الداخلية لهذه الدول. وتنفي الدوحة تلك الاتهامات بشدة.
ووقّع تيلرسون، الذي يزور الدوحة للمرة الثانية هذا الأسبوع، مذكرة تفاهم مع نظيره القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، تحدد الخطوات التي ستتخذها واشنطن والدوحة على مدى الأشهر والسنوات المقبلة لوقف تدفقات تمويل الإرهابيين.
واعتبرت الدول الأربع المُقاطعة لدولة قطر ذلك الاتفاق بأنه "غير كافٍ" لحل الأزمة.
وقال اثنان من المسؤولين المُطلعين على مُحادثات تيلرسون، إن وزير الخارجية الأمريكي قدّم خيارات لدول الخليج لإنهاء الأزمة تحت مِظلة الوساطة الكويتية.
وأشارا إلى أن الاتفاق الذي وقّعه مع الدوحة أنعش الأسهم القطرية التي تكبّدت خسائر فادحة منذ اندلاع الأزمة في يونيو الماضي.
ومن المقرر أن يعقد تيلرسون مُحادثات مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، اليوم الخميس، بعد أن أنهى مُباحثاته في مدينة جدّة مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد محمد بن سلمان دون التوصّل إلى حل للأزمة الحالية المستمرة منذ أكثر من شهر.
كما اجتمع مع وزراء خارجية الدول الأربع مصر والسعودية والإمارات والبحرين، إضافة إلى وسيط كويتي. ومن المتوقع أن يعود إلى واشنطن فى وقت لاحق اليوم.
وأشارت "بلومبرج" أن الأزمة الخليجية وضعت الولايات المتحدة بين "شقيّ رحى"؛ فهي حليف مشترك للدول أطراف النزاع؛ حيث تستضيف قطر المقر الإقليمي للقيادة المركزية الأمريكية في قاعدة "العُديد" العسكرية، وفي الوقت ذاته تربطها علاقات وثيقة مع السعودية في مجال مكافحة الإرهاب.
وقالت "بلومبرج" إن الاتفاق الأمريكي- القطري أظهر أن الولايات المتحدة باتت "راسخة بُعمقّ" الآن في جهود الوساطة، وكأنّها هي من تقود تلك الجهود، لا الكويت، الأمر الذي تنفيه وزارة الخارجية الأمريكية مرارًا وتكرارًا.
ورجّح الباحث في شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أليسون وود، أن يقود ذلك الاتفاق مع قطر إلى "تغيير طبيعة المناقشات".
وقال إنه "يُجبر السعودية على أن تكون مُحدّدة بشكل أكثر وضوحًا في مظالمها ضد قطر، والطريقة التي يُمكن أن تُعالج بها تلك المظالم بشكل بناء".
فيديو قد يعجبك: