إعلان

نيويورك تايمز: أمريكا وإيران "معسكر واحد" في أزمة كركوك العراق

06:58 م الخميس 19 أكتوبر 2017

ارشيفية

كتب – محمد الصباغ:

قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن إيران والولايات المتحدة يجمعهما معسكر واحد بسبب المأزق في مدينة كركوك العراقية، مشيرة إلى أنه حينما قاتل الجيش العراقي القوات الكردية خلال هذا الأسبوع للسيطرة على المدينة كان حليفًا أمريكيًا يقاتل أخر بسلاح أمريكي ولم يكن ذلك هو التناقض الوحيد.

وأضافت الصحيفة في تقريرها المنشور مساء أمس الأربعاء، أن الولايات المتحدة أيضًا أدارت ظهرها للأكراد حليفها الحيوي في الحرب ضد تنظيم داعش، وبل وتماشت أهداف واشنطن مع ما تسعى إليه الدولة العدو، إيران.

فبالرغم من أن العملية العسكرية يومي الإثنين والثلاثاء الماضيين في كركوك كانت تحت راية الجيش العراقي إلا أن الجنود على الأرض كان بينهم مقاتلين من مليشيات شيعية موالية لإيران.

وأصر مسؤولون أمريكيون بينهم الرئيس دونالد ترامب على أن الولايات المتحدة لم تتخذ موقفًا مساندًا لأي الأطراف في النزاع، لكن كثير من المحللين بحسب "نيويورك تايمز" أكدوا أن الولايات المتحدة وافقت على الخطة العراقية لدخول الأراضي التي كان يسيطر عليها الأكراد، وأن إيران ساعدت في الوصول إلى اتفاق مع فصيل كردي لسحب مقاتليه من كركوك، مما سمح للقوات العراقية بالسيطرة على كركوك.

وقال ديفيد إل فيليبس، مستشار الخارجية الأمريكية السابق الذي عمل في الشأن العراقي لثلاثين عامًا، لصحيفة نيويورك تايمز: "العبادي لم يكن ليهاجم إلا بعد إطلاع الولايات المتحدة. على الأقل علمت أمريكا بأن الهجوم سيحدث".

أما ماريا فانتابي، المحللة بمجموعة الأزمات الدولية، فقالت إن الولايات المتحدة أعطت الضوء الأخضر للعراق بالتحرك.

وتابعت فانتابي في تقرير نيويورك تايمز، أن هدف إيران كان إدخال المليشيات الشيعية إلى المناطق المتنازع عليها، والتفريق بين الأكراد في الوقت الذي تقوم فيه بزيادة النفوذ الإيراني وسط الحكومة العراقية.

وسواء كان ذلك بقصد أو عن غير عمد، فإن الولايات المتحدة ساهمت في وصول طهران لهذا الهدف مع إعلانها أن هدفها سيطرة الحكومة المركزية على منطقة كركوك المتنازع عليها. وقال مسئول أمريكي سابق إن بلاده رفضت أيضًا الدفاع عن الأكراد لإظهار عدم سعادتها برفض سلطات مسعود بارزاني للطلب الأمريكي بإلغاء الاستفتاء حول الانفصال عن العراق.

ونقلت الصحيفة الأمريكية ردود أفعال كردية حول التصرف الأمريكي، فقال فاهال علي، مدير الاتصالات برئاسة الإقليم يوم الأربعاء، إنهم توقعوا أفضل من ذلك من الجانب الأمريكي بعدما قُتل 1700 مقاتل كردي وهم يساعدون الولايات المتحدة في قتال داعش.

وقال فاهال: "لا أريد استخدام لفظ خيانة. لكن شعرنا بالفعل أن الولايات المتحدة تقاعست". وأضاف أن الأكراد كانوا مستائين من طريقة تعامل الولايات المتحدة مع الأمر، وتابع: "الآن يسلمون العراق هدية لإيران. هذه هي الدبلوماسية التي يمكنني استخدامها في حديثي".

وأشار جوشوا جيلتزر، مسئول مكافحة الإرهاب السابق بمجلس الأمن القومي الأمريكي، إلى أن التهكم على أمريكا واتهامها بمساعدة إيران في هذه الأزمة يأتي في وقت كان ترامب يهدد فيه بالانسحاب من الاتفاق النووي مع طهران واعتبرها دولة راعية للإرهاب.

ولفتت نيويورك تايمز إلى أنه خلال السنوات الثلاث الأخيرة، كانت المليشيات الكردية (البيشمرجة)، حليفًا قويًا للولايات المتحدة الأمريكية ولحكومة بغداد في الحرب ضد داعش، ودائمًا ما أظهرت أنها أكثر تأثيرًا من الجيش العراقي.

لكن بعد أسبوعين فقد من استفتاء الانفصال الذي لم يؤيده أحد تقريبًا، طردت القوات العراقية عناصر داعش من مدينة الحويجة، آخر معاقلهم القوية في العراق وهي آخر المعارك التي لعبت فيها قوات البيشمرجة دورًا. فتحول القتال حاليًا نحو الغرب وتحديدًا مدينة الأنبار بعيدًا عن مواقع البيشمرجة في الشمال العراقي.

وقالت دينيس ناتالي، المتخصصة في شئون الشرق الأوسط في جامعة الدفاع الوطني بواشنطن، إن بارزاني: "كان يمتلك قليل من النفوذ من قبل وحاليًا لا يمتلك أي نفوذ".

وبعد نفي الحكومة العراقية المتكرر لاقتحام مدينة كركوك والاستيلاء عليها، بالفعل دخلت إليها القوات العراقية وبسطت سيطرتها عليها. ولم تكن هذه هي المفاجأة الوحيدة لمسعود بارزاني، بحسب نيويورك تايمز، فالمفاجأة الأخرى كانت أن كثير من قوات البيشمرجة في كركوك والموالين لفصيل كردي معادي لبارزاني (الاتحاد الوطني الكردستاني)، وافقوا على إخلاء مواقعهم ليتقدم إليها الجيش العراقي.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان