إعلان

فريد زكريا: تراجع النفوذ الأمريكي أعظم قصة عالمية في عصرنا

11:03 ص الجمعة 29 ديسمبر 2017

كتب - سامي مجدي:
قال الكاتب الأمريكي فريد زكريا إن العالم اليوم يشهد تراجع النفوذ الأمريكي، مشيرا إلى أنه لا يقصد تراجع القوة الأمريكية فالولايات المتحدة لا تزال الأقوى اقتصاديا وعسكريا، لكنه يقصد تراجع رغبتها وقدرتها على استخدام تلك القوى لتشكيل العالم.

كتب زكريا في مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست يوم الخميس أن الإدارة الأمريكية الحالية تبدو عازمة على تفكيك الانجازات الكبرى للولايات المتحدة - كما تفعل مع منظمة التجارة العالمية - أو غير مهتمة بوضع الأجندة العالمية.

قال زكريا إن دونالد ترامب سوف يكون أول رئيس في نحو قرن من الزمان ينهي عامه الأول في البيت الأبيض دون أن يعقد عشاء دولة لرؤساء دول أجنبية.
وقال إن هذا التآكل في القيادة الأمريكية للعالم يجعل البلدان الأخرى تتلاءم معه.

أشار الكاتب إلى ما صرح به وزير الخارجية الألماني سيغمار غابرييل هذا الشهر بأن "التغيرات الأكثر أهمية التي تؤثر في عالمنا الغربي والعالم كله في الواقع" تنبع من "الانسحاب الحالي للولايات المتحدة تحت إدارة ترامب من دورها كضامن موثوق فيه للتعددية المتأثرة بالغرب."

قال غابرييل إن هذا التحول "يسارع من تحول النظام العالمي.... ويخاطر بزيادة حرب التجارة وسباق التسلح والنزاعات المسلحة."
بالنسبة لأوروبا، جادل غابرييل فإن الوضع تقريبا وجودي؛ فمنذ نهاية الحرب العالمية الثانية "وأوروبا كانت مشروعا أمريكيا في صالح الولايات المتحدة المفهومة بوضوح. بيد أن الإدارة الأمريكية الحالية ترى أوروبا الآن بطريقة بعيدة جدا، حيث تعتبر الشركاء السابقين كمنافسين."

جادل وزير الخارجية الألماني أيضا بأن أوروبا يجب أن تتولى مصيرها بأيديها وتنأى بنفسها عن السياسة الخارجية الأمريكية.
أشار الكاتب الأمريكي أيضا إلى كلمة ألقتها وزيرة خارجية كندا كريستيا فريلاند في يونيو الماضي والتي شكرت فيها الولايات المتحدة على إشرافها على النظام الدولي على مدى سبعة عقود، الأمر الذي يعني ضمنا أن القيادة الأمريكية لهذا النظام وصلت إلى نهايتها، بحسب فريد زكريا.

في غضون ذلك، عكست كلمة الرئيس الصيني شي جينبينغ - كما يقول زكريا - في المؤتمر التاسع عشر للحزب الشيوعي في أكتوبر اعترافه بهذه الحقائق. قال شي إن "الوضع الدولي للصين ارتقى كما لم يكن من قبل. وأن البلد تطلق مسار جديد لبلدان نامية أخرى لإنجاز عملية التحديث." وأعلن شي أن "حقبة جديدة.... تشهد انتقال الصين أكثر إلى وسط المسرح وتحقق مساهمة أكبر للبشرية."

وفي كلمات سابقة أشار شي بشكل جريء إلى أن الصين سوف تصبح الضامن الجديد لنظام التجارة العالمي، حسبما ذكر الكاتب في مقاله.

قال زكريا "هذه القصة العالمية لعصرنا."

وأضاف أن خالق ومؤيد وفارض النظام الدولي القائم (الولايات المتحدة) ينسحب إلى عزلة ذاتية. فيما أوروبا، الداعم الكبير الاخر والمدافع عن عالم مفتوح يحكمه القانون، غير قادرة على العمل بشكل حازم على المسرح العالمي بدون رؤية أو هدف واضح ولا تزال مهووسة بمصير مشروعها القاري.

قال فريد زكريا إن مجموعة من القوى الأصغر غير الليبرالية - تركيا وروسيا وإيران والسعودية - تتقدم في مناطقها لملء فراغ السلطة. لكن وحدها الصين لديها وسائل القوة والبراعة الاستراتيجية للتشكيل المحتمل للفصل التالي من قصة عصرنا.

لفت الكاتب إلى ما ذكره قبل عقد من الزمان ب"عالم ما بعد أمريكا" الذي جاء مع تراجع الولايات المتحدة و"صعود البقية." هذا العالم بالفعل يأت بثماره لأن دولا أخرى تزدهر لكن التغيرات تتسارع بشكل كبير جراء القرار الأحمق الذي اتخذه ترامب ويعتبر هزيمة للذات بتنازل الولايات المتحدة عن النفوذ العالمي - الأمر الذي استغرق بناءه 70 سنة.
وقال إن الرئيس قد يغرد "محزن!"

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان