إعلان

(س/ج): مظاهرات إيران.. هل يقتصر الأمر على الخبز والغاز؟

03:02 م الأحد 31 ديسمبر 2017

الاحتجاجات في إيران- صورة ارشيفية

كتبت- هدى الشيمي:

تحدثت شبكة "سي إن إن" الأمريكية مع عدد من الخبراء حول ما يحدث الآن في إيران، بعد وقوع احتجاجات لليوم الرابع على التوالي في العاصمة طهران وغيرها من المدن والمحافظات، التي تندد بفساد النظام الحاكم، وتطالب بإنهاء حُكم الرئيس الإيراني الإصلاحي حسن روحاني، والمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي.

وأعلن التليفزيون الرسمي الإيراني مقتل شخصين بالرصاص خلال مواجهات في مدينة دورود، غرب ايران.

وقال نائب حاكم محافظة لورستان حبيب الله خوجاستهبور: "لقد حصلت تظاهرة غير مرخص لها مساء السبت، ونزل عدد من الأشخاص إلى الشارع (...) لكن للأسف قُتل شخصان في المواجهات"، واتهم مجموعات معادية وأجهزة استخبارات اجنبية بالوقوف وراء الاضطرابات.

وقالت (سي إن إن) إن التظاهرات التي تشهدها إيران اليوم تعد الأكبر منذ التحرك الأخضر الذي وقع عام 2009، مُشيرة إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استغل الموقف وكتب تغريدات تُدين ما يحدث في طهران، وتطالب المجتمع الدولي بمساندة المتظاهرين.

وأوضحت الشبكة الأمريكية أن هذه التظاهرات تعد الأولى التي يتحدى فيها الإيرانيون المُرشد الأعلى للبلاد بشكل مباشر، ويطالبون بالتخلص منه.

في الأسئلة التالية حاولت سي إن إن توضيح ماذا حدث في إيران، وما المتوقع حدوثه في ظل التوقعات باستمرار الاحتجاجات لفترة.

لماذا اندلعت المظاهرات؟

ذكرت الشبكة الأمريكية أن التظاهرات التي بدأت الخميس الماضي ما هي إلا رد فعل لسوء الأوضاع الاقتصادية، وزيادة الاتهامات بالفساد للمسؤولين الإيرانيين، إلا أن ما زاد الأمر سوءًا كان رفع أسعار بعض المواد الغذائية والوقود.

وبحسب خبراء، فإن أسباب غضب الإيرانيين يتجاوز تلك الأسباب، إذ إن المواطنين توقعوا أن تتحسن حياتهم بمجرد تخفيف العقوبات التي فرضتها الدول العالمية على بلادهم بعد توقيع الاتفاق النووي بين طهران والدول الست الكُبرى.

ورغم تخفيف القيود على عدة قطاعات مالية والطاقة والنقل، إلا أنه لم يتم حذف الكيانات الإيرانية من القوائم السوداء، كما حاولت الولايات المتحدة فرض عقوبات جديدة على ما اعتبرته انتهاكات أخرى تقوم بها طهران، بما فيها إطلاق صاروخ الصيف الماضي.

وترى تريتا بارسي، رئيسة المجلس القومي الإيراني الوطني، وغيرها من الخبراء أن سوء الإدارة الاقتصادية والفساد كانا السببين الرئيسيين في حدوث الاحتجاجات.

وتقول بارسي إن الشعب الإيراني رحب بالاتفاق النووي الذي وقعته البلاد مع الدول الست الكُبرى، وتوقعوا أن يؤدي إلى المزيد من الاصلاحات الاقتصادية، إلا أن ما حدث فيما بعد خيّب آمالهم.

هل يقتصر الأمر على الخبز والغاز؟

بحسب رضا ماراشي، مدير الأبحاث للمجلس القومي الإيراني الأمريكي، فإن الأمر لا يتوقف على الخبز والغاز فقط، إلا أنه يرجع إلى سنوات من شعور الإيرانيين بالظلم السياسي والاقتصادي والاجتماعي.

قال علي رضا نادر، المحلل الدولي البارز وباحث في مؤسسة راند في واشنطن، إن المواطنين فقدوا ثقتهم في روحاني.

وتابع: "ينظر الإيرانيون إلى الحكومة باعتبارها فاسدة للغاية"، وأوضح أنه كان من المفترض أن يحقق النظام الحالي العدالة للشعب بعد ثورة 1979 إلا أنه فشل.

وبحسب كريم ساجد بور، الباحث المتخصص في الشؤون الإيرانية، فإن المطالبة بحصول المرأة الإيرانية على المزيد من حقوقها يعد أحد الدوافع المحركة للاحتجاجات.

وأضاف: "المرأة الإيرانية على درجة عالية من التعليم، ويشاركون في القوى العاملة، أكثر من أي سيدة أخرى في الشرق الأوسط، إلا أنهن يقمعن باستمرار، وما يحدث الآن جزء من نضالهم من أجل كسب حريتهن وحقوقهن".

هل هذه الاحتجاجات مشابهة لما حدث في 2009؟

رغم قوة وكثافة الاحتجاجات التي تشهدها إيران الآن، إلا أنها لم تصل إلى حجم التحرك الأخضر الإيراني التي وقعت عام 2009، وشارك فيها الملايين.

وبحسب ساجدبور، فإن الاحتجاجات الحالية تعتبر تحدياً مباشراً لحكم المرشد الأعلى في إيران.

ماذا يجب أن يُفعل أو يُقال؟

ترى هولي داجريس، المحللة الإيرانية الأمريكية، أن أفضل شيء يجب أن يفعله العالم هو الانتظار لمعرفة ماذا سيحدث فيما بعد في إيران.

وتقول: "يعتقد البعض أن التصريحات التي يدلون بها تعود بالنفع على الشعب الإيراني، ولكنها في حقيقة الأمر تضرهم أكثر من أي شيء آخر".

ماذا سيحدث فيما بعد؟

مثلما حدث خلال أحداث 2009، ستنتشر رسائل وصور المواطنين والإعلاميين والصحفيين، إلا أن الحكومة في المقابل ستسعى بكل الصور والوسائل إلى إحكام قبضتها على وسائل الإعلام، وستضيق الخناق على حرية الخطاب والتعبير.

وبحسب سي إن إن، فإنه مع التضييق على وسائل الإعلام لن يرى العالم سوى صورة مشوهة للأحداث، إلا أن النظام لن يستطيع التعتيم على كل شيء، فربما يظهر مقطع فيديو أو صور تكشف حقيقة الأمر، مثل مقطع فيديو مقتل "ندا آغا سلطان"، الشابة الإيرانية التي قُتلت خلال احتجاجات عام 2009، فأصبحت أيقونة الأحداث.

يرى سجادبور أن الإيرانيين قاموا بثورة عام 1979 بدون ديمقراطية، ولكنهم الآن يطمحون إلى الديمقراطية بدون ثورة.

وقال المحلل السياسي إن الشباب الإيراني يسعى الآن إلى المزيد من التحرر وتحقيق التقدم، موضحا أنهم يعارضون الحكومة التي يعلمون أنها ستفعل أي شيء للحفاظ على السلطة.

وأضاف: "وعلى الرغم من أن الكثير من الإيرانيين لديهم أغراض ثورية، إلا أنني لا أعتقد أنهم على استعداد لاستئناف الثورة على غرار ما حدث في سوريا ومصر وغيرها من دول الشرق الأوسط خلال السنوات الخمس الماضية".

وكتب سجادبور في تغريدة على تويتر، الجمعة الماضي، قائلا: "حتى إذا تم التصدي للثورة الإيرانية، كما المتوقع، إلا أن الأمر لن ينتهي عند هذا الحد". مُضيفا: "استياء الشعب من النظام سيبقى وسيستمر وسيعود إلى السطح مرة أخرى في النهاية".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان