لماذا تشن إسرائيل غارات في سوريا الآن؟
كتبت – إيمان محمود:
في إعلان غير مسبوق، أقرّ جيش الاحتلال الإسرائيلي أن طائراته أغارت على أهداف عدة تابعة للجيش السوري، وهي المرة الأولى التي يعلن فيها بشكل صريح عن قيامه بغارة في سوريا.
وجاء هذا الإعلان غير المسبوق بعد أن دوت صافرات الإنذار في مناطق عدة في الأغوار الشمالية، بعد تعرض الطائرات الإسرائيلية المغيرة لصواريخ مضادة أطلقت عليها من قلب الأراضي السورية دون أن توقع أي أضرار، بحسب بيان الجيش.
وقال الجيش الإسرائيلي: "أغارت طائرات سلاح الجو على عدد من الأهداف في سوريا" لكنه لم يوضح طبيعة هذه الأهداف، وأضاف أنه خلال العملية تم إطلاق عدد من الصواريخ المضادة للطائرات على الطائرات الإسرائيلية.
وقال الناطق باسم الجيش إنه تم إطلاق عدة صواريخ مضادة للطائرات من داخل سوريا عقب المهمة، واعترضت منظومات الدفاع الإسرائيلية واحدًا من هذه الصواريخ.
وأوضح المتحدث أنه تم اعتراض الصواريخ بواسطة منظومة أرو "السهم" المضادة للصواريخ، مضيفًا أن الطائرات الإسرائيلية "عادت إلى قواعدها بسلام".
لكن القيادة العامة للجيش السوري قالت في بيان إنها "أسقطت طائرة إسرائيلية وأصابت أخرى فوق الأراضي الفلسطينية المحتلة"، وفق بيان نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا".
وجاء في بيان الجيش السوري، "أقدمت 4 طائرات للعدو الإسرائيلي، عند الساعة 2,40 فجر اليوم على اختراق مجالنا الجوي في منطقة البريج عبر الأراضي اللبنانية، واستهدفت أحد المواقع العسكرية على اتجاه تدمر في ريف حمص الشرقي".
وأضاف "تصدت لها وسائط دفاعنا الجوي، وأسقطت طائرة داخل الاراضي المحتلة، وأصابت أخرى وأجبرت الباقي على الفرار".
وأكد موقع "والا" العبري، اعتراض الدفاعات الأرضية للصاروخ الذي أطلق على طائرة حربية إسرائيلية قصفت أهدافا داخل الأراضي السورية، وأن ذلك تسبب بتشغيل نظام الإنذار في وادي الأردن، وهو ما تسبب بحالة من الذعر لدى سكان مدينة القدس
المحتلة ومنطقة غور الأردن لسماعهم دوي انفجارين قويين في المنطقة.
ورغم أن الجيش الإسرائيلي لم يوضح في بيانه الرسمي أسباب تنفيذ هذه الغارات، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أكد أن تلك الغارات تستهدف قوافل تنقل أسلحة متطورة إلى حزب الله اللبناني.
وأضاف نتنياهو، في تصريح صحفي أمس، في تعليقه على الغارات شنها داخل الأراضي السورية، "سياستنا ثابتة على المبدأ وكلما توافرت لدينا معلومات نقل أسلحة متطورة إلى حزب الله وكلما توفرت لدينا المعلومات الاستخباراتية والإمكانات العملياتية سنتصرف".
وأوضح: "هكذا تصرفنا في السابق وهكذا سنواصل التصرف وعلى الجميع أخذ ذلك بعين الاعتبار"، وفقا لما نقلته قناة "روسيا اليوم" الإخبارية الروسية.
وكانت السلطات الاسرائيلية قد تعهدت باستخدام كل السبل الضرورية للحيلولة دون وصول الاسلحة الاسرائيلية إلى مسلحي حزب الله في لبنان.
وأعلنت قيادة الجيش السوري في يناير الماضي، عن تعرض مطار المزة العسكري غرب العاصمة دمشق لقصف من الطيران الإسرائيلي، واعتبرت أن القصف الإسرائيلي "اعتداء سافر" محذرة من تداعياته، لكن وزير الدفاع الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان،
قال إن جيش بلاده يحاول منع تهريب أسلحة متقدمة ومعدات عسكرية وأسلحة دمار شامل إلى حزب الله.
وفي سياق متصل، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، أمس، بأن موسكو استدعت السفير الإسرائيلي لديها، جاري كورين، وطالبته بتقديم إيضاح حول الغارة الإسرائيلية الأخيرة على سوريا، مشيرة إلى أن استدعاء السفير في موسكو يعتبر إجراء نادرًا.
وأفادت صحيفة “يديعوت أحرنوت” على موقعها الإلكتروني، بأن نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوجدانوف، استدعى “كورن”، دون أن تذكر مزيدا من التفاصيل.
فيديو قد يعجبك: