اليمن: "أم المعارك".. وبداية الطريق لاستعادة صنعاء
كتبت – إيمان محمود:
تخوض الأطراف المتصارعة في الحرب الأهلية اليمنية حربا شرسة منذ أكثر من سنة أملا في السيطرة على منطقة ذات أهمية استراتيجية في القتال الدائر هناك منذ أكثر من عامين.
وباتت مسألة السيطرة على منطقة "نهم" تعني الكثير في معادلة السيطرة الجغرافية في اليمن، حتى أن قوات الرئيس عبد ربه منصور هادي أسمتها "أم المعارك" تمكن خلالها الجيش اليمني المدعوم من تحالف عربي تقوده السعودية من بسط سيطرته الكاملة على المنطقة والاتجاه نحو العاصمة صنعاء.
وأعلنت قوات الشرعية مساء الأحد، تحرير مديرية نهم بالكامل وانتقال عملياتها العسكرية إلى أرحب شرقي صنعاء التي وقعت في أيدي الحوثيين في سبتمبر 2014.
بينما نقلت بعض المواقع اليمنية عن مصادر ميدانية، أن المعارك لازالت محتدمة في ضبوعة، وأن الجيش الوطني لا يمكنه التقدم نحو أرحب إلا بعد السيطرة على نقيل بن غيلان.
وتحظى منطقة نهم بأهمية استراتيجية بالنسبة لصنعاء؛ فهي تحيط بها من الشمال والشرق، وتبلغ مساحتها 1841 كيلومتر مربع، وتعد البوابة الشرقية الآمنة لها لوعورة تضاريسها الجبلية ومرتفعاتها الشاهقة.
ومن شأن السيطرة عليها بدء العد التنازل لمعارك تحرير العاصمة صنعاء.
وتشهد منطقة نهم منذ ديسمبر من العام الماضي، معارك عنيفة ارتفعت وتيرتها في الفترة الأخيرة مع بدء القوات الحكومية موجة جديدة من العمليات، تسعى من خلالها إلى استكمال السيطرة على هذه البلدة بهدف التقدم نحو تحرير العاصمة صنعاء، المعقل الرئيسي للحوثيين.
ونقلت وكالة "سبأ" الرسمية، عن مصدر في الجيش، إن الجيش الوطني والمقاومة استكملوا السيطرة على منطقة "ضبوعة"، آخر معاقل الحوثيين في مديرية "نهم" باتجاه مديرية أرحب، بمحافظة صنعاء.
وأوضح المصدر أن "السيطرة تمت عقب هجومين مزدوجين للجيش الوطني نفذه اللواء 141 بمساندة اللواء 310 فجر اليوم، وذلك بغطاء جوي من طيران التحالف العربي".
وأضاف أنه بعد السيطرة على "ضبوعة"، تكون المواجهات قد انتقلت إلى منطقة "سشلى" بمديرية أرحب المطلة على مطار صنعاء الدولي، وهو ما أكده مصدر يمني لموقع "الإمارات اليوم".
وأكد المصدر أن الجيش تمكن من أسر أعداد كبيرة من ميليشيات الحوثي وصالح خلال الهجومين في حين فرت أخرى باتجاه أرحب.
وتبعد مديرية أرحب نحو 35 كيلومتر عن مطار صنعاء الدولي، شمالي العاصمة، ويمتلك الحوثيون وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح عدداً من المعسكرات الاستراتيجية فيها، أبرزها "معسكر الصمع".
واستمرت المعارك في مديرية "نهم" الجبلية لأكثر من عام بين القوات الحكومية التي يساندها قوات التحالف العربي بقيادة السعودية من جانب، والحوثيين وقوات صالح من جانب اخر.
ويشكل تحرير تبة القناصين ومنطقة ضبوعة ضربة موجعة للحوثيين باعتبارها تقع على طرق إمداد مهمة بالنسبة لهم باتجاه مناطق مسورة والحول، كما تعد آخر مناطقهم باتجاه أرحب.
وفي مأرب، شدد اللواء الركن أحمد حسان جبران، قائد المنطقة العسكرية الثالثة، على ضرورة التزام المقاتلين أعلى درجات الحذر واليقظة والحس الأمني في مواقعهم العسكرية، وحثهم على الاستعداد لخوض معركة التحرير الأخيرة، التي تستعد لها قوات الشرعية في جبهات عدة، وذلك بعد انفجار عبوة ناسفة في دورية عسكرية تابعة للجيش في صرواح، ما أسفر عن استشهاد جنديين وإصابة 12 آخرين، حسبما أفاد موقع "يمن 24".
وفي الجوف، قال الموقع إن المعارك تواصلت في محيط معسكر السلان بمديرية المصلوب بين الجانبين، حيث تمكنت خلالها قوات الجيش من إعطاب مدرعة تابعة للميليشيات، كانت في طريقها نحو مواقع الجيش في المنطقة، كما دمرت مدفعاً من عيار 23، فيما تواصلت المعارك بين الجانبين في مديريتي المتون وخب والشعف.
فيديو قد يعجبك: