"سي إن إن" تنقل مأساة أسرة بسبب قطع العلاقات مع قطر
كتبت - إيمان محمود:
في فيللا كبيرة على مشارف العاصمة القطرية الدوحة، اعتاد أفراد الأسرة على التجمع للاحتفال بشهر رمضان المبارك، يستمعون إلى الأغاني الرمضانية ويتناولون الحلوى، ويتجمع القريب والبعيد بحسب التقاليد القديمة، لكن هذا العام، طغى الخوف والقلق على تلك الأجواء بسبب الأزمة الخليجية التي تهدد بتمزيق العائلة.
الدكتورة وفاء اليزيدي، وهي أم قطرية لثلاثة أولاد، اعتنت بهم بمفردها بعد انفصالها عن والدهم البحريني، قالت لـ "سي إن إن" الأمريكية: "أنا في خطر فقدان أطفالي، حلمي طوال حياتي هو أن يكبروا حولي حتى يتزوجوا.. والآن قد أفقد أطفالي في أي لحظة".
ووفقًا للجنة الوطنية لحقوق الإنسان، فإن مئات العائلات القطرية المختلطة مع جنسيات أخرى وجدت نفسها في أزمة بعد أن أعلنت كلاً من مصر والسعودية البحرين والإمارات وغيرها، علاقاتهم مع قطر في الخامس من يونيو الجاري.
وناشدت كل من المملكة العربية السعودية، والإمارات، والبحرين، مواطنيها أيضًا إلى مغادرة قطر والعودة إلى بلادهم، بينما أعلن وزير الخارجية القطري أن هؤلاء المواطنين لهم حرية البقاء في البلاد.
وقالت وزارة الداخلية القطرية إنها "لم تتخذ أي خطوات فيما يتعلق بسكان أراضيها الذين يحملون جنسيات الدول الشقيقة التي قطعت العلاقات الدبلوماسية معها".
اليزيدي عبرت عن مخاوفها من المغادرة حتى لا يفقد أبناءها جواز سفرهم البحريني، مضيفةً: "كل منطقة الخليج دم واحد، ولكن ما صدمني أنهم فعلوا ذلك بنا، هم لا يفكرون بنا كشعب، فقط يفكرون في القضايا السياسية بدلاً من الإنسان".
وفي دول الخليج، تنتقل الجنسية إلى الأبناء عن طريق الأب فقط، ولذلك تتخوف الأم بسبب جنسية أبنائها البحرينيين، حيث أن فقدانهم لجواز السفر قد يترك الأطفال بلا جنسية.
العنود، الابن الأوسط للسيدة القطرية، وهو طالب في كلية الطب بجامعة إيفي الأمريكية في قطر، قال "لقد ربتني أمي بمفردها، إنها أم قوية، ولكن ذلك جعلنا أقرب، والآن بعد 21 عامًا يريدون تفريقنا بناءً على جواز السفر الذي لدينا".
ويشعر العنود بالقلق من أن تتأثر دراسته بترك البلاد، كما يعتقد شقيقه راشد، مهندس الطيران، أن الأزمة الأخيرة يمكن أن يكون لها تأثير مدمر على حياتهم المهنية.
ونقلت "سي إن إن" عن راشد قوله: "كشاب بالغ من العمر 22 عامًا، علي أن أنظر إلي مستقبلي وتعليمي في الوقت الراهن، ولمواصلة تطوير نفسي - ذلك فقط وهذا ما هو مهم حقًا بالنسبة لي، وهذا البلد أعطاني كل شيء للقيام بذلك ثم يقولون العودة إلى البلاد".
ليلتقط العنود أطراف الحديث، قائلاً "هذا ليس صحيح، لا ينبغي أبدًا فصل الأطفال عن آبائهم بالقوة".
وأضاف "لا أفهم ذلك خصوصًا في منطقة تضم أسر متعددة من مناطق وبلدان مختلفة، وهناك أفراد تنتمي عائلاتهم إلى كل دولة من دول الخليج".
وقبل اندلاع الأزمة، كان مواطنو دول مجلس التعاون الخليجي في المنطقة - وهي قطر والإمارات والبحرين والسعودية- يتمتعون بحرية الحركة والحق في الإقامة في الدول الأعضاء، ولا يزال أعضاء مجلس التعاون الخليجي يشيرون إلى بعضهم البعض على أنهم "شعوب شقيقة"، حتى في ظل التداعيات الدبلوماسية.
عائلة اليزيدي ليست الوحيدة في هذا المأزق، فهناك ما يقرب من 6 آلاف و500 مواطن قطري يتزوجون من الإماراتيين أو السعوديين أو البحرينيين، بحسب الأرقام الموثقة لدى الحكومة القطرية.
وقد وثقت منظمة العفو الدولية عدة حالات من الأسر التي أجبرت على الانفصال بسبب الأزمة السياسية الحالية بين دول الخليج.
وقال جيمس لينتش، نائب مدير برنامج القضايا العالمية لمنظمة العفو الدولية، في بيان هذا الأسبوع: "إن هذه التدابير الجذرية لها بالفعل تأثير وحشي، وتفرق أفراد الأسرة عن بعضهم".
فيديو قد يعجبك: