العلاقات بين مصر وكوريا الشمالية: مصالح مع ناصر ومبارك..وإدانة في عهد السيسي
القاهرة – (مصراوي):
طوال الفترة بين خمسينيات القرن الماضي والسنوات العشر الأولى من حكم محمد حسني مبارك الرئيس الأسبق، كانت العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والتجارية قوية مع كوريا الشمالية، غير أن تاريخ العلاقات القديمة لم يمنع القاهرة من إدانة التجربة النووية السادسة التي أجرتها بيونج يانج الأحد الماضي.
وأجرت كوريا الشمالية، في ساعة مبكرة من صباح الأحد الماضي، تجربة نووية لقنبلة هيدروجينية وصفت بأنها أقوى بعدة مرات من تلك التي أسقطت على ناجازاكي في عام 1945، لتسجل بذلك التجربة النووية السادسة في برنامجها النووي التي أطلقته عام 2006. وأدانت القاهرة التجربة النووية السادسة وأعربت عن قلقها عدم التزام كوريا الشمالية بقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وإجرائها تجربتها النووية السادسة، بما يمثل تهديدا للأمن الإقليمي في منطقة شرق آسيا.
ويعقد مجلس الأمن الدولي، الاثنين المقبل جلسة خاصة لمناقشة عقوبات جديدة محتملة ضد كوريا الشمالية.
وقال الكاتب الصحفي المتخصص في الشأن الأسيوي ومدير تحرير جريدة الأهرام، محمد إبراهيم الدسوقي، إن العلاقات بين القاهرة وبيونج يانج، بدأت من الناحية التجارية منذ عام 1957، وتطورت إلى المستوى القنصلي عام 1961.
وأضاف الدسوقي لمصراوي، الأربعاء، أن العلاقات تطورت بين البلدين وافتتحت السفارة المصرية في بيونج يانج في 26 نوفمبر عام 1963 على مستوى قائم بالأعمال إلى وصل التمثيل الدبلوماسي إلى مستوى السفراء في عام 1965. وخلال حرب أكتوبر 1973، عرض مؤسس كوريا الشمالية كيم إل سونغ على مصر مقاتلات جوية إلى جانب الطياريين الكوريين الشماليين لحماية الجبهة المصرية، وردت مصر العرض بالشكر.
استمرت العلاقة بين البلدين، وفي عام 1983 زار الرئيس الأسبق حسني مبارك العاصمة بيونج يانج حيث التقى خلالها بالزعيم الكوري الشمالي الراحل كيم إل سونج، ووقعا الزعيمان اتفاقاً عاماً للتعاون الاقتصادي والعلمي والفني والثقافي يجدد تلقائياً، ونص الاتفاق على إنشاء لجنة اقتصادية مشتركة على المستوى الوزاري. وذكر موقع وزارة الخارجية المصرية، أن مبارك قام بزيارة ثانية إلى بيونج يانج عام 1990.
ويقول الدسوقي إن نحو 20 اتفاقية موقعة بين مصر وكوريا الشمالية في عدة جوانب منها الاقتصادي والثقافي والأمني والإعلامي، مشيرا إلى أن حجم التبادل التجاري الحكومي بين البلدين يقدر بنحو 48 مليون جنيه، حيث تستورد القاهرة من بيونج يانج ملابس وزيوت وتصدر إليها سخانات مياه.
قرار متعسف"
قبل أسبوع أعلنت واشنطن حجب وتعليق جزءًا من المساعدات المالية إلى مصر وقالت إن السبب هو عدم إحراز تحسن في مجال حقوق الإنسان وإلى جانب القيود المشددة على منظمات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية.
وربطت تقارير صحفية أمريكية ومنها صحيفة نيوريورك تايمز، قرار حجب المساعدات بعلاقات القاهرة مع بيونج يانج.
وذكرت صحيفتا نيويورك تايمز واشنطن بوست أن القرار خطوة ضمن أجندة تستهدف كوريا الشمالية بشكل غير مباشر، تلك الدولة التي تشاطر مصر علاقات دبلوماسية قوية، والتي سيكون من المفيد لترامب أن يضغط أكثر بحبل مصر ليتمكن من خنقها.
إلا أن الكاتب الصحفي المتخصص في الشؤون الأسيوية يرفض هذا الربط ويقول إن هذا القرار "متعسف".
وأضاف الدسوقي، أن مصر كانت أول دولة عربية تدين التجربة النووية السادسة لكوريا الشمالية، كما أنها دائما تصوت في مجلس الأمن على القرارات الصادرة ضد بيونج يانج بسبب تجاربها النووية.
وتابع: "السياسية الخارجية المصرية تكاد تكون متطابقة مع نظيرتها الأمريكية تجاه كوريا الشمالية وهي الحفاظ على الأمن والسلم في العالم ومنها منطقة شبه الجزيرة الكورية، كما أن مصر مؤيدة للحد من الانتشار النووي، بالإضافة إلى مطالبات القاهرة الدائمة بضرورة إيجاد حلا سلميا للأزمة في شبه الجزيرة الكورية.
وكان الملحق العسكري الكوري الشمالي في السفارة الكورية بالقاهرة، قال خلال كلمة له في حضور عدد من السياسيين والملحقين العسكريين لبعض الدول ومنها بلغاريا وتونس والهند وأندونيسيا بمناسبة الذكرى السنوية الـ 85 لتأسيس الجيش الشعبي الكوري في أبريل الماضي، إن العلاقات بين القاهرة وبيونج يانج لها تقاليد وتاريخ عريق ممتد إلى عقود.
وأضاف أنه على يقين بأن علاقات الصداقة بين الجيشين ستشهد مزيدا من التطور في المستقبل، متمنيا للشعب والجيش المصري تحقيق إنجازات في جهودهما لتحقيق أمن واستقرار البلاد وإحراز التقدم الاقتصادي وإحلال السلام والأمن في منطقة الشرق الأوسط في ظل قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي.
فيديو قد يعجبك: