إعلان

مواجهة ترامب و"سي إن إن".. دعم للصحفي ودعوة لمقاضاة البيت الأبيض

08:31 م الخميس 08 نوفمبر 2018

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

كتب - محمد الصباغ:

شهد البيت الأبيض أزمة كبيرة أمس الأربعاء، بطلها كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومعه صحفي شبكة "سي إن إن" جيم أكوستا، حيث دخل الثنائي في جدال حول قافلة المهاجرين من أمريكا الوسطى نحو الولايات المتحدة، لينتهي الأمر بترامب يهاجم الصحفي ويصفه بالوقح.

لم يتوقف الأمر عند ذلك فقد أوقف البيت الأبيض اعتماد الصحفي كمراسل لديه بعد الجدال، واتهمت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز الصحفي بالسلوك السيئ بعدما زعمت أنه أمسك يد موظفة الرئاسة الأمريكية ومنعها بالقوة حين حاولت الحصول على الميكروفون منه لنقله إلى صحفي آخر بعد الحوار الساخن مع الرئيس الأمريكي.

دعمت جمعية مراسلي البيت الأبيض الصحفي ووصفت وقف أوراق اعتماده بأنها خطوة ضعيفة وغير سديدة، وأبدت اعتراضها الشديد على قرار إدارة ترامب بمعاقبة جيم أكوستا.

كما تطور الأمر إلى دعوة صحفية أمريكية لجيم أكوستا بمقاضاة البيت الأبيض بعد تشويه سمعته واتهامه بوضع يده على موظفة بالبيت الأبيض وتزييف مقطع فيديو للواقعة خلال المؤتمر الصحفي.

المواجهة النارية

بدأ في الساعات الأخيرة من، مساء الأربعاء، مؤتمر صحفي للرئيس الأمريكي داخل البيت الأبيض بعد الانتخابات النصفية بالكونجرس والتي فاز فيها الديمقراطيون بأغلبية مقاعد مجلس النواب، فيما حافظ الجمهوريون على أغلبيتهم بمجلس الشيوخ.

وخلاله حمل صحفي "سي إن إن" جيمي أكوستا الميكروفون ليوجه سؤاله للرئيس الأمريكي، وتحدى وصفه لقافلة المهاجرين من أمريكا الوسطى إلى الولايات المتحدة بأنها للغزاة.

الحوار جاء كالتالي:

أكوستا: أريد أن أتحداك حول أحد تصريحاتك التي أدليت بها خلال نهاية حملة التجديد النصفي. إذا لم تمانع سيدي الرئيس قالت أن قافلة المهاجرين هي غزو...

رد ترامب: أعتبرها غزو.

أكوستا: تعلم سيدي الرئيس أنها لم تكن غزوًا، بل مجموعة من المهاجرين القادمين من أمريكا الوسطى نحو حدود الولايات المتحدة.

هنا رد ترامب ساخرًا وأضحك بعض الحضور، قائلا: شكرًا لأنك أخبرتني بذلك.

أكوستا تابع سؤاله: لماذا تعتبرها كذلك؟

ترامب: لأنني أعتبرها غزوا، نحن لدينا أراء مختلفة.

سأل الصحفي: هل تعتقد أن شيطنة المهاجرين....

قاطعه ترامب مرة أخرى: لا على الإطلاق، أريد منهم القدوم ولكن بشكل شرعي عبر عملية قانونية. أريدهم أن يأتوا، نحن بحاجة إلى أشخاص. هل تعلم لماذا؟ لأن هناك المئات من الشركات انتقلت إلى داخل أمريكا. لذلك نحتاج إليهم.

أكوستا: حملتك كان بها إعلان يظهر اللاجئين وهم يتسلقون الجدار على الحدود.

ترامب: ليسوا ممثلين. هذه حقيقة. هل تعتقد أنهم ممثلين؟ لم يأتوا من هوليوود. هم أشخاص حقيقيون وحدث ذلك منذ عدة أيام.

أكوستا: إنهم بعيدون على مسافة مئات الأميال، ولم يكن ذلك غزوًا.

هنا رد ترامب: بكل صدق: دعني أدير البلاد، وأنت عليك إدارة سي إن إن. وإذا أدرتها جيدًا تصنيفك سيرتفع.

بدأ حينها الصحفيون في رفع أيديهم لإلقاء أسئلة أخرى، وبدأت موظفة شابة بالبيت الأبيض تتحرك نحو أكوستا للحصول على الميكروفون ونقله لصحفي آخر.

لكن الصحفي طلب سؤال آخر، ورفض ترامب ذلك. احتفظ الصحفي بالميكروفون رغم محاولات الموظفة إبعاده عنه.

ترامب: كفى كفى.

أكوستا الذي استمر في الأسئلة قال: أريد أن أسألك بخصوص التحقيق في التدخل الروسي. هل أنت قلق من.....

ترامب: لا أقلق من شيء حيال ذلك لأن الأمر كله خدعة. وهذا يكفي، ضع الميكروفون.

لم يترك الصحفي الميكروفون، وهنا قرر ترامب الابتعاد عن المنصة قليلًا وبدا عليه الغضب. ثم عاد بعد أن حصلت الموظفة على الميكروفون من أكوستا.

وقال ترامب هنا: يجب أن تخجل "سي إن إن" لأن شخص مثلك يعمل لصالحها. أنت شخص فظّ ووقح ولا يجب أن تعمل في سي إن إن.

ثم تابع: الطريقة التي تعاملت بها مع سارة هوكابي (ساندرز) كانت فظيعة، أنت شخص فظّ للغاية. لا ينبغي عليكم معاملة الناس بتلك الطريقة.

هنا حصل صحفي آخر على الميكروفون، فقدم الدعم لزميله وقال: في إطار الدعم لجيم، لقد سافرت معه وهو مراسل مجتهد...

قاطعه ترامب: إذا أنا لست من المعجبين بك أيضًا.

هنا قام أكوستا للحديث والدفاع عن نفسه، قال له ترامب: اجلس مكانك من فضلك. حينما تبث تقارير مزيفة وهو ما تقوم "سي إن إن" به كثيرًا، فأنت عدو الشعب.

مقاضاة البيت الأبيض

انتهى المؤتمر الصحفي، لكن تبعات الجدل الكبير لم تنته، فقد أعلن الصحفي أن إدارة الرئيس الأمريكي أوقفت أوراق اعتماده كمراسل بالبيت الأبيض.

ونشر أكوستا مقطع فيديو عبر حسابه على موقع تويتر، للقوات الأمريكية السرية، وهي تطلب منه تصريح دخول البيت الأبيض. وكتب عبر حسابه على تويتر: "لا ألوم رجل الأمن. أعلم أنه فقط يؤدي عمله".

ووصفت جمعية مراسلي البيت الأبيض وقف أوراق اعتماد الصحفي بأنها خطوة "ضعيفة وغير سديدة". وقالت الجمعية في بيان إنها "تعارض بشدة" قرار إدارة ترامب "بمعاقبة" الصحفي جيم أكوستا.

وأضافت: "إلغاء دخول (الصحفي) إلى مجمع البيت الأبيض هو رد فعل لا يتناسب مع الجرم المزعوم وهو أمر غير مقبول ... ونحن نحث البيت الأبيض على التراجع عن هذا العمل الضعيف غير السديد على الفور".

كان الهجوم قويًا على الجانب الآخر من المتحدثة باسم البيت الأبيض، ونشرت مقطع فيديو مجتزأ من المؤتمر يظهر فيه الصحفي أكوستا وهو يبعد يد الموظفة بالبيت الأبيض التي حاولت الحصول على الميكروفون منه.

وقالت إنهم يدعمون القرار بإلغاء التصريح الخاص بصحفي "سي إن إن"، وتابعت: "لن نتسامح مع هذا السلوم غير السليم والموثق في هذا الفيديو".

لقطة إبعاد اليد لم تستمر للحظات معدودة خلال المؤتمر، لكن المقطع الذي نشرته سارة ساندرز تم إبطاء الحركة وتكرارها للتركيز وإظهار أنها كانت لفترة طويلة.

نشر ساندرز لهذا المقطع أثار غضب عدد كبير من الصحفيين الذين كان أغلبهم شهود على الواقعة ودافعوا عن الصحفي زميلهم، واتهموا متحدثة البيت الأبيض بتعديل الفيديو من أجل إظهار جانبهم من الرواية حول الواقعة.

وكتب مات ديرنيك، نائب رئيس التواصل بشبكة سي إن إن: "عار على المتحدثة باسم البيت الأبيض. نشرتِ مقطع معدّل، هذه هي الأخبار المزيفة. التاريخ لن يتعاطف معك".

وكانت شبكة "سي إن إن" دعمت جيم أكوستا في بيان جاء فيه أن "هجمات الرئيس المستمرة على وسائل الإعلام تخطت حدودها، ولم تعد فقط خطيرة ولكنها أيضًا لا تنتمي للولايات المتحدة بشكل مقلق".

وتابع البيان، أنه في الوقت الذي أوضح ترامب أنه لا يحترم حرية الإعلام فقد أدى يمينًا يلزمه بحمايته، فالإعلام الحر حيويّ للديمقراطية.

وأكدت الشبكة وقوفها إلى جانب مراسلها أكوستا، وقالت: "نحن نقف إلى جانب أكوستا وجميع زملائه من الصحفيين في كل مكان".

وفي مقال رأي بصحيفة نيويورك تايمز طالبت الكاتبة جينيفر روبين الصحفي أكوستا بمقاضاة البيت الأبيض بسبب "تشويه سمعته".

وقالت إن البيت الأبيض ألغى اعتماد الصحفي جيم أكوستا وأضر بسمعته، بعدما اتهموه "زيفًا" بوضع يده على الموظفة بالبيت الأبيض.

وذلك بعد تغريدة لسارة ساندرز قالت فيها أن أكوستا "وضع يده" على الموظفة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان