صحيفة أمريكية: في الشرق الأوسط.. "شد الحزام" في مواجهة صعوبات الاقتصاد
كتب – محمد عطايا:
ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن موجة التقشف الاقتصادي الذي يمر به الشرق الأوسط، يضغط على الطبقة الوسطى في العالم العربي، ما يدفعهم لاتخاذ إجراءات أثقلت كاهلهم بشكل كبير، ووصفت الأمر بأنه مثل "شد الحزام" في إشارة إلى التقشف الذي يمارسه الأفراد على أنفسهم لمواجهة الأزمة.
ولفتت الصحيفة إلى أن المصريين يعملون في وظيفتين، ويتناولون الطعام بكميات أقل للحد من نفقاتهم. بينما يسحب الأردنيون أطفالهم من المدارس الخاصة لتقليل نفقاتهم. وفي تونس، نظم مئات الآلاف من موظفي الخدمة المدنية إضرابًا لمدة يوم واحد في الشهر الماضي للمطالبة بزيادة الأجور.
يقول توفيق أكليمانديس، المؤرخ وأستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، إنه اعتاد أن يصنف نفسه من الطبقة المتوسطة العليا، لافتًا إلى أن راتبه لم يتغير حتى عندما خسر الجنيه نصف قيمته منذ إطلاق الحكومة خطة لخفض عجز الموازنة، مؤكدًا: "لا يمكن أن تستمر الأمور على هذا النحو لفترة طويلة.
وأضافت الصحيفة الأمريكية أن الشرق الأوسط يواجه مجموعة من التحديات الاقتصادية، بما في ذلك الإصلاحات التي يطلبها صندوق النقد الدولي، والتي منحت 57 مليار دولار من قروض الإنقاذ في السنوات الأخيرة لتحقيق الاستقرار وتحويل الاقتصادات الإقليمية بعد مظاهرات الربيع العربي.
ولفتت إلى أن صندوق النقد الدولي طلب من المقترضين خفض الإنفاق، ما أدى إلى تخفيضات في جداول الرواتب الحكومية، وتقليق الدعم عن السلع الغذائية والطعام وغيرها من السلع اليومية.
ونوهت "وول ستريت جورنال"، بأن تدابير التقشف أثارت بدورها الاستياء والاحتجاجات المتقطعة، وساهمت في الأزمات السياسية هذا العام في الأردن وتونس.
وأضافت أن الاحتجاجات أعادت ذكريات ثورات الربيع العربي، التي أطاحت بعدد من الحكومات.
وقال مسعود رمضاني، رئيس المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، إن الاستياء بين الطبقة الوسطى يجب أن يثير انتباه القادة العرب.
وأضاف السيد رمضان، أنه على مدى عقود، حافظت الطبقة الوسطى على السلام في المجتمع، لافتًا إلى أنه في تلك الأيام يتحولون إلى طبقة فقيرة ستطالب بحقوقها بكل ضراوة.
أوضحت الصحيفة الأمريكية، أن قليلين يتكهنون بالعودة إلى الاحتجاجات الشعبية في الشوارع والعنف الذي أدى إلى ثورات في أنحاء المنطقة في العام 2011.
وأكدت أن الفقر المدقع انتشر في الشرق الأوسط، كما أن الحروب في سوريا واليمن والعراق دفعت العديد من الناس إلى النزوح من ديارهم والضغط على الدول المجاورة.
يقول إسكندر العمراني، رئيس مشروع شمال أفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية بالمغرب، إن الاستياء الاقتصادي يغير المشهد السياسي في المنطقة، مضيفًا: "الناس يشعرون بالضيق الشديد"، مؤكدًا أن "هناك تركيز حقيقي على قضايا الخبز والزبدة، بدلاً من القضايا الأيديولوجية الأكثر منذ بضع سنوات".
وفي الأردن ، أجبرت أكبر الاحتجاجات منذ عام 2011 على استقالة رئيس الوزراء في يونيو. وكانت الاحتجاجات كرد فعل على التقشف المطلوب بموجب برنامج قرض من صندوق النقد الدولي بقيمة 723 مليون دولار تم منحه في عام 2016.
وقال عمر عطعوط ، وهو محام أردني وناشط سياسي، "الناس محبطون ولا يروا نهاية لمشكلاتهم الاقتصادية".
فيديو قد يعجبك: