سوريا والسعودية وإيران.. جنرال أمريكي يكشف كواليس سياسة بلاده الخارجية

كتبت- هدى الشيمي:

حذر جنرال أمريكي يعمل في الشرق الأوسط، الإدارة الأمريكية من الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، وقال في شهادة أدلى بها أمام الكونجرس، إن الرئيس السوري بشار الأسد فاز بالحرب الأهلية في سوريا بمساعدة روسيا وإيران.

وذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلي، في تقرير نُشر اليوم على موقعها الإلكتروني، أن الجنرال الأمريكي جوزيف فوتيل قال، أمام الكونجرس، يوم الثلاثاء الماضي، إن خطة العمل المشتركة المرتبطة بالاتفاق النووي الإيراني، والذي يهدد ترامب بالانسحاب منه، كان لها دورًا كبيرًا في التصدي لطموح طهران المتعلق بالبرنامج النووي.

ورأى فوتيل أن "خطة العمل المشتركة ساعدت على التصدي إلى التهديدات الرئيسية التي واجهتها أمريكا في التعامل مع إيران، لذلك إذا انسحبنا منها، سيتعين علينا العثور على طريقة أخرى للتعامل مع برنامج التسليح النووي الإيراني".

وهدد الرئيس الأمريكي بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني الموقع بين أمريكا وإيران ودول العالم الست الكُبرى، إذا لم يُصلح الكونجرس وحلفاؤه الأوروبيين الاتفاق مع طهران.

ويشغل فوتيل منصب قائد القيادة المركزية للجيش الأمريكي، المسؤولة عن الشرق الأوسط وآسيا الوسطى بما في ذلك إيران. وكان يتحدث أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، في نفس اليوم الذي أعلن فيه ترامب إقالته لوزير خارجيته ريكس تيلرسون، وتعيين مايك بومبيو في منصبه.

وأعلن ترامب أنه قرر إقالة تيلرسون لعدة أسباب، أهمها اختلافهما حيال الملف النووي الإيراني، فكل منهما كان له رأيه، ورفض الاستماع إلى الطرف الآخر.

وقال الجنرال الأمريكي فوتيل إنه سيكون هناك بعض القلق في المنطقة، إذا قررت الولايات المتحدة الانسحاب من الاتفاق النووي. وتابع: "وأعتقد أن الالتزام بالاتفاقية في هذا الوقت سيكون من مصلحتنا".

سوريا:

وتحدث فوتيل عن الأوضاع في سوريا في جلسة الاستماع، في الوقت الذي تستمر فيه غارات الجيش السوري على الغوطة الشرقية، والتي تسببت في مقتل أكثر من 1100 مدني.

ويرى فوتيل أن أفضل طريقة لردع روسيا، الحليف المُقرب والأقوى للأسد، سيكون من خلال القنوات السياسية والدبلوماسية.

وأكد الجنرال الأمريكي أن المساعدة التي يتلقاها الأسد من حلفائه إيران وروسيا، ساعدته على الفوز في الحرب الأهلية.

وعندما سأله السيناتور الجمهوري ليندسي جراهام، عما إذا كانت الاستراتيجية الأمريكية في سوريا مازالت تسعى إلى عزل الأسد من منصبه، قال له:" إن هذا الأمر غير معروف، ولكن المؤكد هو أن الولايات المتحدة تركز جهودها على القضاء على تنظيم داعش".

السعودية:

وعندما عرض عليه أعضاء الكونجرس تقارير تُفيد بأن الأسلحة والنفط الأمريكي يُستخدمون ضد المدنيين في اليمن، اعترف فوتيل بأن القيادة الوسطى الأمريكية، قيادة مقاتلة التابعة لوزارة الدفاع، لا تعلم متى تم استخدام النفط الأمريكي والذخيرة الأمريكية في اليمن.

وبعد عرض التقارير، قالت له السيناتور إليزابيث وارين: "بعد تلقى تقارير كهذه عن استخدام الأسلحة الأمريكية ضد المدنيين في اليمن من مؤسسات إعلامية موثوق فيها، أو مراقبين خارجيين، فهل يمكن أن توضح لنا القيادة الوسطى حقيقة الأمر؟". فرد عليها: "لا لا أعتقد ذلك".

وتقول هآرتس إن إجابة فوتيل على السيناتور الأمريكية أصابت الجميع بالدهشة. وقالت وارين إنه: "يجب توضيح أن المملكة العربية السعودية واحدة من الدول التي تتلقى الأسلحة الأمريكية، والدعم الأمريكي. وهذا يعني أننا يجب أن نتحمل المسؤولية هنا. وهذا يعني أننا بحاجة ماسة إلى مساءلة شركائنا وحلفائنا عن كيفية استخدامهم لأسلحة وتعاملهم مع الدعم".