معارض سوداني: قطر وتركيا تستغلان الخرطوم.. والتقارب "مناكفة" مع السعودية
القاهرة - (د ب أ)
قال رئيس الوزراء السوداني الأسبق المعارض البارز صادق المهدي، الأربعاء، إن السودان يدرك قلق القاهرة بسبب علاقته مع كل من تركيا وقطر، مضيفًا أن البلدين الأخيرين يستغلان حاجة الرئيس السوداني عمر البشير للمال.
وأضاف في حوار مع وكالة الأنباء الألمانية، الأربعاء، إن "نظام البشير يدرك بصورة تامة قلق القاهرة جراء علاقته مع كل من قطر وتركيا ... والأزمة الأساسية تكمن في انطلاق النظامين المصري والسوداني من مرجعيات متصادمة لا يمكن التوفيق بينهما، بغض النظر عن الأحاديث الطيبة المتبادلة بينهما، فالإخوان بمصر بحكم القانون جماعة إرهابية وبالسودان شركاء بالسلطة"
وشدد على أن قطر وتركيا "تستغلان حاجة البشير للمال وتثقلانه بالديون التي قد يضطر من أجل سدادها إلى المضي في سياسة تسليم الأصول، كما حدث بصفقة سواكن، التي تحولت نتيجة لعقدها بقرار فردي منه لمعسكر تركي داخل السودان".
ولفت المهدي إلى أن تقارب البشير مع كل من قطر وتركيا ربما يأتي في إطار "المناكفة السياسة" للسعودية فضلا عن أن الدوحة وأنقرة "تستغلان حاجته للمال". كما أكد على أن "هناك علاقة وثيقة تربط السودان وقطر وتركيا، وهي المرجعية الإخوانية".
وقال :"هناك أحاديث تفيد بوجود توترات بعلاقة نظام البشير بالسعودية والإمارات وأنه منزعج من تراجع دعمهما له، ولذا يقوم بمناكفتهما سياسيا باللجوء لقطر وتركيا ... وعلى أي حال أرى أن هذا النظام تعود على اللعب على كل الأطراف. وفي الواقع، انكشف هذا للجميع، وبالتالي فقد النظام المصداقية لدى مختلف الأطراف ذات المصالح المتضاربة".
واستطرد :"ها هو الآن يحاول الضغط بورقة سحب القوات السودانية من اليمن عبر تصويره لوجود مطالبات شعبية لإعادتها ... والحقيقة هي أن القوات السودانية وغيرها من دول أفريقية أخرى صارت كالمرتزقة: أي أنها تعمل لمن يدفع لها".
ورأى أن الحكومة السودانية نفسها لا تتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية عن الأوضاع في البلاد لكونها بلا صلاحيات فعلية، ووصف التعديل الوزاري الذي شهدته البلاد مؤخرا بكونه "استمرارا لمسلسل القرارات الفردية التي يتخذها البشير ... حيث صار الجميع، سواء وزراء أو مساعدين، أشبه بقطع شطرنج يحركها هو".
وكشف عن "توتر عميق يسود أجنحة السلطة والحزب الحاكم بعد استقدام البشير لقيادات وقوات قبلية كان قد لجأ لها خلال محاولته إنهاء التمرد بدارفور، وتحول هؤلاء لمركز قوى واضح بالعاصمة".
ورفض المهدي بشدة اتهام السودانيين بالتقاعس وعدم إبداء الفاعلية اللازمة للبناء على الاحتجاجات التي شهدتها البلاد في الفترات الماضية، وأكد أن "الحلقة تضيق على هذا النظام وأصبح الآن محاصرا: ظهره للحائط ولا مفر أمامه".
واعتبر أن "قلق البشير من المعارضة والشارع يعكسه إنفاق أكثر من70%من الميزانية على الجوانب الأمنية والعسكرية ليحافظ على موقعه ... وكبحه بالقوة المفرطة لأي مظاهرة أو انتفاضة حتى لا تتحول لثورة ... وبالتالي فالمعارضة، وإن لم تتمكن من إزاحة البشير، فهي جعلته محاصرا ومنهكا".
وشدد على أن "البشير لم يعد أمامه سوى خيارين لا ثالث لهما: الأول خوض حوار حقيقي مع المعارضة برعاية أممية وأفريقية يقود لانتخابات حرة يختار فيها الشعب من يحكمه، والثاني أن يستمر على نفس المسار المنفرد ... وحينها ستعمل المعارضة على مضاعفة العمل المعارض بالشارع وصولا لانتفاضة سلمية كبرى ... لا نعرف متى ستحدث ولكنها قادمة ... فالشعب لن يكون قادرا على تحمل الوضع القائم كثيرا".
ورأى أن رفض البشير الانخراط في أي حوار وطني جاد وقمعه المعارضة ربما هدفه "التحصن بصلاحيات موقعه الرئاسي من الجنائية الدولية" التي أصدرت مذكرة اعتقال بحقه عام 2009 .
ورأى أن "الحديث عن إعادة ترشيح البشير في 2020 هدفه إلهاء الناس عن حالة الفشل الكبير التي يعيشها السودان ... ونحن في تجمع /نداء السودان/ للمعارضة لن نشارك بأي انتخابات مطبوخة من أجله ... هذا إن وصلنا لها بالأساس، فالبلاد تغرق وتحتاج لإسعاف سريع".
ولفت إلى أنه في حال وافق البشير على حوار وطني فإن المعارضة لن تكون انتقامية.
فيديو قد يعجبك: