إعلان

بوليتيكو: بوتين يستهدف إضعاف الغرب عن طريق الولايات المتحدة

01:05 م السبت 21 يوليو 2018

ترامب وبوتين

كتب - هشام عبد الخالق:

حذر مدير المخابرات القومية الأمريكية دان كوتس، الأسبوع الماضي، من أن الولايات المتحدة تتعرض لهجوم إلكتروني من دول أجنبية مثل روسيا، ليردد بذلك كلام مدير المخابرات المركزية السابق جورج تينيت في صيف 2001 حينما قال: "علامات التحذير موجودة، وأعتقد أننا في مرحلة حرجة".

عززت تصريحات كوتس من التحذيرات المشابهة التي أطلقها مسؤولو الأمن الوطني الحاليون والسابقون على مدار العام الماضي، بأن روسيا تمضي قدمًا لشن مزيد من الهجمات في الوقت الذي تقترب فيه انتخابات التجديد النصفي في نوفمبر.

وقالت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية في تقرير لها: "كان الهجوم الروسي عام 2016 على الانتخابات، والذي تم تحديده في لوائح الاتهام المتكررة من قبل المحامي الخاص روبرت مولر، ناجحًا على جميع المقاييس، وفي غضون عامين تقريبًا منذ ذلك الحين، لم تتخذ الولايات المتحدة أي إجراء ذي معنى لتغيير الاتجاه الروسي بأن نتائج الهجوم على الديمقراطية الأمريكية تستحق مخاطرها".

ما يجعل تقاعس الحكومة الأمريكية المستمر عن هذا الأمر شيئًا مذهلًا، هو الحقيقة البسيطة التي مفادها أن الجمهوريين المسؤولين عن السلطتين التنفيذية والتشريعية يجب أن تشعرا بالرعب من كونهمت التاليتين على اللائحة الروسية للاختراق، حيث قوت الهجمات في 2016 من شوكة الرئيس دونالد ترامب وأضعفت حملة هيلاري كلينتون، ولكن لا توجد ضمانة على أن الكونجرس بعد انتخابات التجديد النصفي سيكون للجمهوريين كما هو الحال الآن، بل على العكس فإن دعم الديمقراطيين سيكون أفضل سياسة قد يتبعها قائد أي دولة أجنبية بعد الخريف القادم.

لم يكن هدف بوتين أبدًا، كما تقول المجلة، مساعدة الحزب الجمهوري، أو على الأقل ليس هذا هدفه على المدى البعيد، فتقوية حملة ترامب الانتخابية كان وسيلة للوصول إلى هدفه النهائي: إضعاف الغرب، واستغلال الانقسامات في الديمقراطيات المفتوحة في الغرب لتقويض الشرعية الأمريكية ومكانتنا الأخلاقية، واستطاعت روسيا تحقيق هذا بنجاح كبير في 2016، وهي الاستراتيجية التي ما زالت نتائجها مستمرة حتى الآن، وقال مايك روجر الرئيس السابق للجنة الاستخبارات بالكونجرس: "كان هدفهم هو بث الاستياء وعدم الثقة في انتخاباتنا، أرادوا منا أن نتجادل كثيرًا عندما ينتهي الأمر، وهذا يؤثر على العملية التشريعية اليوم.. هذا ناجح للغاية".

كان الأسبوع الماضي حافلًا بالانتصارات بالنسبة لبوتين، فترامب - خلال أسبوع واحد - هاجم حلف شمال الأطلسي (الناتو)، أهان المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وقوض من قوة رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي وحكومة أقرب الحلفاء الأمريكيين، ووصف أوروبا بـ "العدو"، بالإضافة إلى المؤتمر المثير للجدل مع بوتين، والذي لخصته "بي بي سي" في جملة واحدة: "ترامب يقف جنبًا إلى جنب مع روسيا ضد (إف بي آي) في قمة هلسنكي". كان الأمر سيكون صعبًا على بوتين إذا ما خطط لكل هذا شخصيًا من الكرملين، ولكنه حدث دون أن يخطط له.

فسر المدير السابق لمكتب "إف بي آي" جيمس كومي استراتيجية بوتين قائلا : "لا يتعلق الأمر بالجمهوريين أو الديمقراطيين، فهم يستهدفون الولايات المتحدة - التي آمل أن نكون جميعنا نحبها على قدم المساواة - ويريد الروس تقويض مصداقيتنا أمام العالم، وهم يعتقدون أن تلك التجربة الديمقراطية العظيمة التي نحظى بها خطر عليهم، لذا فسيحاولون إسقاطها بأي شكل من الأشكال، لأننا - على الرغم من كوننا أعداء لبعضنا البعض في الداخل - ما زلنا المدينة المضيئة التي يتطلع إليها الجميع، وهم لا يحبذون هذا".

وتقول المجلة: "إذا سيطر الديمقراطيون على أحد غرفتي الكونجرس أو كليهما، فسيضمن هذا أن تصبح الولايات المتحدة "مشلولة" لعامين آخرين، من وجهة النظر الروسية أو الصينية أيضًا، وأن تستمر أمريكا في النظر لمشاكلها الداخلية وليست الخارجية، والسيطرة الديمقراطية على الكونجرس ستؤدي أيضًا إلى قتال داخلي من شأنه أن يزيد من تفاقم الانقسامات السياسية في أمريكا، ويضعف الدولة خارجيًا، على الأقل في المدى القصير".

قد تقرر روسيا أن مساعدتها لترامب كانت ناجحة للغاية، لدرجة أنه يحقق الأهداف التي يسعى بوتين إليها، فيطمحون في إبقائه بمنصبه بعد 2020، وأفضل طريقة لمساعدة ترامب للحصول على إعادة انتخاب هي أن يصبح الكونجرس ديمقراطيًا في السنتين القادمتين، فالرؤساء الأمريكيون في السنوات الأخيرة الذين يخسرون الكونجرس في انتخابات التجديد النصفي يفوزون بفترة رئاسية ثانية.

وتقول المجلة في نهاية تقريرها: "احتمالات أن تهاجم حكومة أجنبية الانتخابات الأمريكية في 2018 أو 2020، كبيرة للغاية، ويجب أن نهتم بتأمين انتخاباتنا ضد أي تدخل خارجي لعدة أسباب وطنية، فلا يوجد ضمانات بأن أصدقاء اليوم سيكونون أصدقاء الغد أيضًا".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان