27 شيخًا في عامين.. من يقتل رجال الدين المسلمين في اليمن؟
كتب – محمد عطايا:
توقفت سيارة تويوتا كورلا بيضاء اللون، بجانب رجل دين مسلم يدعى صفوان الشرجاني، الذي كان يتحرك وسط حشد من الناس في طريق رئيسي، ليشتري علاجا لوالدته. في تلك الأثناء خرج رجل من السيارة ذات الماركة اليابانية، وفتح النيران على الشيخ المسلم، ليسقط مكونًا بركة من الدماء نتيجة إصابته بأربع طلقات أسفل ظهره، ويلقى حتفه في سلسلة لم تنته من الاغتيالات للشيوخ في اليمن، والتي ظلت غامصة إلى الآن.
بحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، قتل 27 رجل دين مسلم خلال العامين الماضيين، بالعاصمة اليمنية المؤقتة عدن، والمناطق المحيطة بها.
في هذا الصدد، قال الصيدلي محمد عبدالله (32 عامًا)، أحد شهود العيان على الحادث لـ"واشنطن بوست": "معظم الناس في الجوار يعرفون صفوان، ويستمعون إلى خطبه بتأثر كبير، وهو ما أدى إلى اغتياله".
وأكدت الصحيفة أن مرتكب تلك الجرائم لا يزال لغزًا غامضا حتى الآن، وسط تكهنات عدة لم تسفر في النهاية عن مرتكب الحوادث الحقيقي.
لم تعلن أي جماعة أو تنظيم حتى الآن مسؤوليتها عن أي من الاغتيالات التي وقعت في اليمن، ولم يلقَ القبض على أي من الجناة.
تزايدت حدة وسرعة الاغتيالات، فمنذ أكتوبر العام الماضي، قتل 15 رجل دين مسلم، بما يتضمنهم اثنين الشهر الماضي، وذلك بحسب ما أعلنته الحكومة اليمنية، وعضو من المجتمع الديني.
استهدف جميع رجال الدين بجانب مساجدهم، ما أدى إلى هجرة الشيوخ عدن والمناطق المحيطة بها، والمتبقي فضل تحجيم دوره، وتقليل نشاطه، ليبقى على قيد الحياة.
وأضافت الصحيفة الأمريكية، أن لرجال الدين في العاصمة المؤقتة، وما يجاورها تأثيرًا كبيرًا، حيث قاموا بسد فراغ السلطة، من توجيه للشعب والعمل على مقاومة فكر تنظيمي القاعدة وداعش، وهو على الأغلب ما جعلهم عرضه للاستهداف.
الناشطة الحقوقية اليمنية، ليلى الشبيبي قالت لواشنطن بوست: "مع كل رجل دين يقتل، يصبح المجتمع اليمني أكثر ضعفًا، حيث أنهم قادة ذو تأثير كبير في أماكنهم، خاصة بعدما حلوا الصراعات وأرشدوا الشعب. وتحولوا إلى متحدثين بلسان مجتمعهم".
صفوان الشرجابي، ينمتي إلى حزب الإصلاح، الذي –بحسب واشنطن بوست- على علاقة جيدة مع المملكة العربية السعودية، وعلى خلاف مع الإمارات العربية المتحدة.
أضافت الصحيفة الأمريكية، أنه منذ عقود طويلة، كانت عدن، مستعمرة بريطانية، وخلال ذلك الوقت عمليات الاغتيال تعد طريقة لكسب النفوذ في الجنوب اليمني.
وأشارت إلى أنه بسبب الحرب الدائرة حاليًا، أصبح الأمن ضعيفًا، ووقعت العديد من عمليات الاغتيالات السياسية للحكومة، من قبل تنظيمي القاعدة وداعش، اللذين استهدفا رجال الدولة.
المجلس الانتقالي الجنوبي، وميليشياته المسلحة، أشارت إليه "واشنطن بوست"، بأنه لاعب جديد كشفت قد يكون مسؤولًا عن عمليات الاغتيال الأخيرة لرجال الدين، مستندة إلى تصريحات أحد المسؤولين الكبار بالولايات المتحدة.
العميد شلال علي شايع، رئيس الميليشيات المنتمية إلى المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي أعلن استقلاله عن حكومة بن دغر، نفى أن تكون قواته متورطة في عمليات الاغتيال تلك، موجهًا التهم إلى "التنظيمات المتطرفة"، وبخاصة حزب الإصلاح.
فيديو قد يعجبك: