الطوارئ والانسحاب من الاتفاق النووي.. أزمات جعلت ترامب حديث العالم
كتب - هشام عبد الخالق:
لا يكاد يمر عدة أشهر دون أن تظهر مشكلة جديدة تحيط بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وتسلط عليه الأضواء مرة أخرى ويصبح حديث العالم، والتي كان آخرها إعلان حالة الطوارئ الوطنية في الولايات المتحدة الأمريكية، حتى يتمكن من بناء الجدار على الحدود الجنوبية للبلاد مع المكسيك.
حالة الطوارئ وأزمة الجدار الحدودي ليست هي أولى أزمات الرئيس ترامب منذ توليه الرئاسة قبل عامين تقريبًا، بل شهدت فترة رئاسة ترامب عدة أزمات كبرى كان أبرزها الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، ونقل السفارة الأمريكية بإسرائيل من تل أبيب إلى القدس، والانسحاب من اتفاق باريس للمناخ وغيرها.
وفي هذا التقرير يستعرض "مصراوي" أبرز الأزمات التي عصفت بالإدارة الأمريكية في عهد ترامب:
اتفاق باريس للمناخ
أولى أزمات الكبرى التي واجهت ترامب، كانت انسحابه من اتفاقية باريس للمناخ في الأول من يونيو عام 2017.
في ذلك اليوم، قال ترامب في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض: "من أجل القيام بواجبنا المقدس وبدفاعنا عن أمريكا ومواطنيها، ستخرج الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ"، مضيفًا أنه سيبحث إمكانية إبرام اتفاقية أخرى بشروط عادلة بالنسبة لقطاع الأعمال الأمريكي والعمال ودافعي الضرائب.
أثار قرار ترامب العديد من ردود الفعل الغاضبة، كان أبرزها تنديد رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر بالقرار، وإعراب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن أسفها قائلة: "آسفة لقرار الرئيس الأمريكي"، وتصريح المفوضية الأوروبية بأنها "تأسف بشدة لقرار الولايات المتحدة الانسحاب من اتفاقية باريس لمكافحة تغير المناخ".
نقل السفارة الأمريكية للقدس
في ديسمبر 2017، قرر الرئيس دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
لاقى القرار الأمريكي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل تنديدًا دوليًا واسع النطاق، وذلك بعد تبني الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارًا بغالبية 128 صوتًا يرفض اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل.
أقيم حفل افتتاح السفارة في 14 مايو الماضي، وتزامن مع حمام دم في قطاع غزة الذي شهد مواجهات عنيفة بين فلسطينيين وجنود اسرائيليين على طول الحدود. واُستشهد في ذلك اليوم 62 فلسطينيًا بنيران جيش الاحتلال.
وعلى الرغم من أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أعلن أن العديد من الدول ستحذو حذو إسرائيل، لكن هذا لم يتحقق، حيث كانت جواتيمالا هي الدولة الوحيدة التي نقلت سفارتها إلى القدس وأبقتها هناك، أما سفارة باراجواي التي نُقلت إلى القدس في مايو الماضي فقد عادت إلى تل أبيب بعد أربعة أشهر من تلك الخطوة بسبب تغير السلطة.
الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني
في مايو 2018، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الإيراني الذي وقعته ست دول (الصين، روسيا، أمريكا، فرنسا، ألمانيا وبريطانيا) مع إيران في 2015.
بعد الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي، أيدت إسرائيل قرار ترامب وكذلك كلًا من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين القرار، وفي المقابل أصدرت فرنسا وألمانيا وبريطانيا بيانًا مشتركًا، أكدت فيه التزامها بالاتفاق الدولي حول البرنامج النووي الإيراني.
روسيا من جانبها دعت لبذل كل الجهود الممكنة للإبقاء على سريان الاتفاق النووي الإيراني، مؤكدا أن ذلك الأمر سيساعد في منع موجة جديدة من التوتر حول البرنامج النووي لإيران.
أزمة الجدار الحدودي
الأزمة الأبرز في عهد ترامب حتى الآن هي أزمة الجدار الحدودي، والتي تسببت في إغلاق حكومي استمر لمدة 35 يومًا ليكون هو الأطول في التاريخ الأمريكي.
يحاول ترامب الوفاء بوعده الانتخابي وبناء جدار على الحدود الجنوبية للمكسيك، لمنع تدفق المهاجرين من أمريكا اللاتينية والوسطى وغيرها.
يعترض الديمقراطيون وعدد من الجمهوريين على بناء الجدار، ووصفت نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب وزعيم الأقلية الديمقراطية بمجلس الشيوخ تشاك شومر، حالة الطوارئ التي أعلنها ترامب الجمعة، بأنها تمثل "خرقًا عنيفًا" للدستور الأمريكي، وأن تلك الحركة "انتزاع للسلطة من قبل رئيس محبط".
حالة الطوارئ التي أعلنها ترامب، يحاول بها الرئيس الأمريكي تمويل بناء الجدار دون أن يضطر للحصول على موافقة الكونجرس.
وتفادى ترامب حدوث إغلاق حكومي آخر الجمعة، عندما وقع على مشروع قانون الموازنة الذي تقدم به الحزبان ووافق عليه الكونجرس الخميس مما سيحول دون إغلاق جزئي آخر بتمويل العديد من الوكالات الحكومية التي كانت ستغلق يوم السبت في حالة عدم إقرار المشروع.
فيديو قد يعجبك: