هل ساهمت نائبة الكونجرس المُسلمة في فوز نتنياهو بالانتخابات الإسرائيلية؟
كتبت- هدى الشيمي:
استغل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الهجوم الشرس الذي تشنه السياسية الديمقراطية إلهان عُمر على السياسات الإسرائيلية، من أجل التأكيد على ثقل المسؤول الإسرائيلي في واشنطن وعلى أنه يحظى بدعم لم ولن يحصل عليه غير من المسؤولين الآخرين، وكان ذلك أحد الأسباب التي ساعدت على فوزه في الانتخابات، التي عُقدت الثلاثاء الماضي.
أظهرت النتائج النهائية للانتخابات الإسرائيلية، حصول حزب ليكود بزعامة نتنياهو على 36 مقعدا في الكنيست المكون من 120 عضوا، مما يضعه في موقع الصدارة في المفاوضات لتشكيل ائتلاف يميني.
قال موقع "ذا فيدراليست" الأمريكي إن قلة قليلة من الإسرائيلين يعرفون من هي نائبة الكونجرس الديمقراطية إلهان عُمر، ولكن قبل بضعة أسابيع، في الفترة التي سبقت الانتخابات الإسرائيلية تحديداً، تحدث عنها نتنياهو بشكل مُباشر.
واجهت عمر انتقادات واسعة بعد تلميحها، في تغريدات كتبها بفبراير الماضي، بأن لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (أيباك) تستخدم المال لحشد دعم سياسات موالية لإسرائيل، وهو ما اعتبره نواب من الحزبين الجمهوري والديمقراطي إنها عبارات مشحونة باستعارات "معادية للسامية" عن اليهود.
قال نتنياهو، خلال المؤتمر السنوي للجنة العلاقات العامة الإسرائيلية الأمريكية (أيباك)، : "خذوها مَن بنجامين هذا: الأمر لا يخص البنجامين" في إشارة إلى عملة الدولار الأمريكي التي تحمل صورة الرئيس الأمريكي الأسبق بنجامين فرانكلين.
وتابع المسؤول الإسرائيلي :"سبب ذلك ليس أنهم (الأمريكيين) يريدون أموالنا، ولكن لأنهم يشاركوننا القيم نفسها، لأن أمريكا وإسرائيل تشتركان في حب الحرية والديمقراطية، لأننا نعتز بالحقوق الفردية وسيادة القانون".
وبعد انتقاد رئيس الحكومة الإسرائيلي لها، استخدمت عُمر منصة التواصل الاجتماعي تويتر للرد عليه، وكتبت سلسلة من التغريدات التي أشارت فيها إلى أن الانتقادات الموجهة إليه نابعة من رجل يواجه اتهامات بالرشوة وجرائم أخرى في 3 قضايا فساد منفصلة.
يرى الموقع الأمريكي أن التحدث المُباشر عن عُمر، وهي أول نائبة مُسلمة من أصول صومالية تصل للكونجرس، كان الهدف منه هو الوصول إلى اليهود الأمريكيين وليس هؤلاء الموجودين في دولة الاحتلال، ولكنه في الوقت نفسه غير شيئا عميقا فيما يتعلق بالعلاقات الأمريكية الإسرائيلية.
حسب ذا فيدراليست فإن هناك تغيير كبير يطرأ على الحزب الديمقراطي، الذي يُخفف من علاقاته مع أكبر حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وإلهان عُمر وجه هذا التغيير.
على الجانب الآخر، عمل ترامب كل ما في وسعه لدعم وتأييد دولة الاحتلال، وأشار الموقع إلى اعتراف الرئيس الأمريكي بالقدس المُحتلة عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إليها، واعلانه سيطرة إسرائيل على مُرتفعات الجولان المُحتلة.
لفت الموقع إلى أن إدارة ترامب تبعث رسائل واضحة للفلسطينيين أنهم قد يخسرون التسوية التي توصلت إليها إدارة سلفه باراك أوباما، ومن خلال تحركاتها على مدار العامين الماضيين أجهضت آمال الشعب الفلسطيني بتأسيس دولة مُستقلة.
فيديو قد يعجبك: