كيف يمكن أن تتحول ناقلة تحمل أطنانا من النفط إلى شبح؟
كتب – محمد عطايا:
منذ أيام، اختفت ناقلة نفط في مياه الخليج العربي، كانت متجهة نحو إيران، دون أن يعرف حتى اللحظة السبب الحقيقي وراء عدم ظهورها على أجهزة التتبع والمراقبة الخاصة بكل سفينة.
شبكة "أسوشيتيد برس"، زعمت أن ناقلة النفط المختفية إماراتية، إلا أن السلطات في أبو ظبي نفت تلك الادعاءات، وأكدت أن لا علاقة لها بالناقلة المختفية في مضيق هرمز.
وأكد مسؤول إماراتي في تصريحات لفضائية "العربية"، أن ناقلة النفط المفقودة لا تتبع للإمارات وأنها غير مملوكة لأبو ظبي.
وكذلك نقلت قناة "الحرة" الأمريكية عن مسؤول في وزارة الخارجية الإماراتية، قوله إن "الناقلة النفطية التي اختفت قبالة هرمز ليست مملوكة للإمارات، ولا تحمل أفرادا إماراتيين ولم تصدر نداء استغاثة"، مُشيرًا إلى أن "الجانب الإماراتي يراقب الوضع مع شركاء دوليين".
فيما أكدت وكالة "أسوشيتيد برس"، أن ناقلة النفط "ريا" التي ترفع العلم البنمي، اختفت في ساعة متأخرة من مساء السبت.
وبحسب مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، فإنه يعتقد أن إيران احتجزت ناقلة النفط التي اختفت أثناء عبورها مضيق هرمز.
وأوضح لوكالة "أسوشيتد برس"، أن ناقلة النفط "ريا" موجودة حاليا داخل المياه التابعة لإيران قرب جزيرة قشم، حيث تتمركز، حسب قوله، قاعدة لقوات الحرس الثوري الإيراني.
حتى اللحظة لم تصدر الهيئات المختصة أي بيان رسمي بعد يكشف سبب اختفاء الناقلة أو تبعيتها لأي دولة.
اختفاء السفن ليست حادثة مألوفة خاصة في ظل التطور التكنولوجي الكبير، نظرًا لاحتواء الشاحنات على أجهزة تتبع تبث بيانات تساعد على تتبع حركتها في المياه الإقليمية والدولية.
وخلال الفترة الماضية اختفت بعض ناقلات النفط في منطقة الخليج العربي، إلا أنه بحسب الخبراء فإنها كانت عبارة عن عمليات اختباء وتهرب من العقوبات الأمريكية لشراء النفط من إيران.
كيف تختفي ناقلة نفط؟
بحسب موقع "actuarial eye"، نقلًا عن شركات ائتمان شهيرة، اختفت حوالي 7 سفن في الفترة ما بين 2002 إلى 2013، دون سبب محدد، حيث لم يعثر لها على أي أثر.
وفي الآونة الأخيرة، اختفت عدد من ناقلات النفط في منطقة الخليج العربي لفترة مؤقتة عن أجهزة المراقبة، إلا أنها ظهرت مرة أخرى محملة بالنفط.
بحسب الخبراء، فإن هناك حالتين لاختفاء سفينة أو ناقلة نفط عملاقة قد تتخطى حمولتها مئات الأطنان، إما أن تطفئ أجهزتها، أو أن يتم قرصنتها سواء عسكريًا، أو إلكترونيًا.
ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن بعض ناقلات النفط الصينية، خلال الفترة الأخيرة، اختفت ليومين أو ثلاثة عن أجهزة المراقبة، ثم عادت مرة أخرى محملة بالنفط الإيراني.
أوضحت الصحيفة الأمريكية، أن السفن التي تعبر تلك الأيام في الخليج العربي، ومضيق هرمز، تختفي في لحظة ما، وتظهر بعدها محملة بالبضائع، في محاولة للمراوغة من تنفيذ العقوبات الأمريكية على قطاعي النفط والبتروكيماويات الإيراني.
تتحدى السفن التجارية الدولية، العقوبات الأمريكية بالاختفاء عن أعين أجهزة المراقبة والملاحة الدولية، للتعاون مع إيران، دون علم واشنطن. وفي هذه الحالة تكون السفينة كالشبح المختفي عن الأنظار، لا يمكن تحديد موقعه.
سمير مدني، الشريك المؤسس لمؤسسة TankerTrackers.com، وهي شركة تستخدم صور الأقمار الصناعية للتعرف على الناقلات التي تتصل بالموانئ الإيرانية، قال في تصريحات لـ"نيويورك تايمز": "إنهم يخفون نشاطهم، حتى لا يعرف أحد بوجودهم في إيران، ومن ثم التهرب من العقوبات الأمريكية".
وقالت الصحيفة الأمريكية إن المعاهدة البحرية الموقعة بين المجتمع الدولي، وتشرف عليها الأمم المتحدة، تتطلب من السفن التي تتخطى حمولتها 300 طن، أن يكو بها نظام تعريف آلي، ما يسمح لمراقبة حركة الشحن.
في حالات أخرى مشابهة لما حدث منذ أيام، يمكن أن يعود اختفاء السفينة إلى نوع من القرصنة سواء عسكرية أو إلكترونية، وذلك بحسب إيرينا تسوكرمان الباحثة الأمريكية في الشؤون الأمنية.
وأضافت تسوكرمان، في تصريحات لـ"مصراوي"، أنه من المحتمل أن تكون ناقلة النفط التي تحمل علم بنما، تم تعطيل أجهزة بث البيانات، حتى لا ترسل معلومات عن مكانها أو سرعتها أو حمولتها، لتختفي بشكل تام عن المراقبة.
وأكدت أنه يتوقع أن يكون تم اختراق السفينة عسكريًا، وحينها أصبح هم المعتدي الأساسي وقف أجهزة التتبع والبث، أو تم قرصنتها إلكترونيًا لإيقاف عمل الأجهزة، ومن ثم اختفاء الناقلة.
فيديو قد يعجبك: