كاتب بريطاني: الهيمنة الأمريكية بدأت تتلاشى وترامب رجل محاصر
كتب - محمد عطايا:
تسارعت الأحداث في الشرق الأوسط، بعد استهداف الولايات المتحدة قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، التابع للحرس الثوري الإيراني، في بغداد.
ظهرت العديد من الأصوات الرافضة داخل الولايات المتحدة، للضربة الأمريكية التي أودت بحياة القائد الإيراني البارز سليماني، مؤكدين أنها لن تجعل واشنطن أكثر أمنًا.
بينما يرى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أنه وفر الحماية لمئات الأمريكيين المدنيين والعسكريين بقتل سليماني، الذي كان يخطط لتنفيذ سلسلة من الهجمات ضد المصالح الأمريكية.
انتظرت إيران أيام قلائل حتى انتقمت من الولايات المتحدة بقصف قواعد عسكرية عراقية تضم قوات أمريكية، أمس الأربعاء، بعشرات الصواريخ، ولكنها فشلت عن إلحاق أي أذى بالجنود أو العتاد الأمريكي.
التصعيد الأخير بين واشنطن وطهران، وحديث ترامب الأخير بعد الهجوم الإيراني مباشرة، وصفه الكاتب الصحفي البريطاني، سيمون جينكينز، بأن ترامب أصبح يصدر أصوات "عواء انهيار الإمبراطورية الأمريكية"، في إشارة إلى أن إدارة ترامب لم تستطع إدارة الأزمة مع إيران.
وأكد في مقاله بصحيفة "الجارديان" البريطانية، أنه بدأ يستشعر نهاية الهيمنة الأمريكية على العالم، بالنظر إلى الأحداث الأخيرة، وخطاب ترامب يوم الأربعاء، للتعليق على الهجوم الإيراني، الذي استعان فيه بحلفائه في حلف شمال الأطلسي "ناتو"، الذي سخر من أعضائه مرارًا.
ووصف مايك لي، حليف ترامب الجمهوري، المؤتمر الصحفي بأنه "أسوأ إحاطة إعلامية رأيتها على الأقل فيما يتعلق بقضية عسكرية خلال تسع سنوات من عملي في مجلس الشيوخ".
وقال جينكينز، إن جميع الإمبراطوريات التي شكلت القوى العظمى في الماضي، تلاشت، ليس بسبب قوة أكبر تفوقت عليها، ولكن لأسباب داخلية تتعلق بخداع النفس، لافتًا إلى أن الولايات المتحدة أصبحت تفعل ذلك بعدما منحت لنفسها حقًا للتدخل في مسارح متنوعة مثل أمريكا الجنوبية والشرق الأقصى وشرق إفريقيا ومجموعة من الدول الإسلامية.
وأضاف أن المبررات التي تمنحها الإدارة الأمريكية لنفسها متعددة وتختلف بين الانتقام والردع والدفاع عن النفس، وغرس الديمقراطية.
غالبًا ما كانت نوايا الولايات المتحدة "نبيلة" للتدخل في الدول، ولكن كان التنفيذ الأمريكي -بحسب الكاتب البريطاني- يتم بالقوة العسكرية، مؤكدًا أن الرئيس الأمريكي دائمًا ما يغتر بقوة جيشه المفرطة.
واستطرد، أن الغرب استند خلال عشرات السنين على "أكاذيب" للتدخل في شؤون الدول الإسلامية، من إدعاء أن الإرهاب يهدد وجود الديمقراطيات الغربية، أو أن التدخل المباشر يمكنه أن يعالج تهديدات كبرى لأمن الدول وأمن الولايات المتحدة.
وأكد الكاتب البريطاني، أن التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية للدول ذات السيادة أمر غير أخلاقي، ومحظور على وجه التحديد بموجب الفصل الأول من ميثاق الأمم المتحدة.
يبدو أن الأمر أصبح ليس "زرع زهور الديمقراطية في الحقول المغمورة بالدم"، بل -بحسب الكاتب البريطاني- كيفية العمل لخلاص تلك الدول (التي تدخلت بها القوى الغربية) من "الجحيم في أرضهم".
وقال إن حديث ترامب في خطابه الأخير حول إيران، وفرض مزيد من العقوبات عليها "كان مثل المشهد الأخير في عرض أوبرا مأساوي"، مؤكدًا "بدا ترامب رجلًا محاصرًا".
فيديو قد يعجبك: