أسباب تدعو العالم للتفاؤل في 2022
كتبت- هدى الشيمي:
رغم استمرار جائحة كوفيد-١٩، واندلاع الحروب في بعض البؤر الساخنة حول العالم، وحدوث توترات بين قوى عظمى مثل الصين والولايات المتحدة، روسيا وبعض حلفاء الناتو بعد حشد قواتها على الحدود مع أوكرانيا، ووفاة الالاف جراء الحروب الاهلية والاشتباكات في اثيوبيا، واليمن، سوريا، أفغانستان، وعدم توقف موجات النزوح ولوذ المدنيين بالفرار هربًا من ويلات الحرب والمجاعات، قالت مجلة فورين بوليسي إن هناك عدة أسباب تدعو إلى التفاؤل بالعام الجديد، استعرضتها فيما يلي:
تطعيم العالم النامي
في عام ٢٠٢١، تم توزيع أكثر من ٤ مليارات جرعة من تطعيمات كوفيد-١٩ في جميع أنحاء العالم، حيث تلقى معظم الأشخاص جرعتين أو حتى ثلاث جرعات.
مع ذلك، يُنظر إلى هذه الحملة باعتبارها أكثر العمليات غير العادلة حول العالم، فبينما يحصل الأشخاص المتوقع أن الفيروس لن يشكل خطورة كبيرة علي حياتهم على الجرعة الثالثة، لا يحصل أعداد غفيرة المعرضين لخطر كبير في البلاد الفقيرة أو النامية على الجرعة الأولي من اللقاح.
ولكن التوقعات تشير إلى أن الوضع سيتحسن بصورة كبيرة العام المقبل.
بحلول شهر مارس، من المقرر وصول ما يصل إلى مليار جرعة إلى أفريقيا، تكفي نظريًا- حسب التقارير- لتلقيح حوالي ٨٠ ٪ من سكان القارة بالكامل.
يتوقع عالم أوبئة بجامعة أكسفورد أن المستشفيات لن تكتظ مجددًا بمرضى كوفيد-١٩، ولن يحصد المرض أرواح اعداد غفيرة كما فعل بالسابق، رغم استمرار تفشي متحور اوميكرون.
وبعيدًا عن كوفيد-١٩، فمن المتوقع أن يشهد هذا العام اصدار أول لقاح في العالم ضد الملاريا، المرض الذى أودى بحياة ما يصل إلى ٦٢٧٠٠٠ شخص في عام ٢٠٢٠.
ستجري موديرنا أيضًا تجارب إكلينيكية في المرحلة الأولى للقاح الايدز، وهو يعتمد على نفس التقنية المستخدمة في تصنيع لقاح ضد كوفيد-١٩.
محاولات لحل أزمة المناخ
سيشهد العام المقبل تسجيل أكبر زيادة في توليد الكهرباء العالمية من مصادر الطاقة المتجددة على الاطلاق. سيتم تشغيل أكبر مزرعة للطاقة الشمسية في العالم في أبوظبي، ولن يقتصر الأمر على طاقة الرياح والطاقة الشمسية فقط، ولكن سيكون هناك أيضًا إعادة تقييم عالمية للطاقة النووية الخالية من الكربون، وهو ما ينجذب إليه العديد من الدول باعتباره أحد الحلول المتاحة لخفض الانبعاثات.
ومن المحتمل أيضًا أن نشهد نقاشًا متزايدًا حول قرارات الاغلاق المبكرة لمحطات الطاقة النووية الحالية في بلدان من بينها الولايات المتحدة وألمانيا.
وأعلنت برلين، اليوم الجمعة، إغلاق نصف محطاتها النووية التي لا تزال قيد التشغيل، قبل عام من التوقف النهائي عن استخدامها المستمر منذ عقود.
ولكن قبل الاعتماد على أي تقنيات جديدة، فإن انبعاثات الكربون العالمية تسير على مسار أفضل بكثير مما كانت عليه قبل عدة سنوات، فقد ظلت المعدلات أقل من الذروة التي وصلت إليها في ٢٠١٨.
عودة الأوضاع الاقتصادية إلى ما كانت عليه قبل الوباء
أوضحت أحدث بيانات صادرة عن صندوق النقد الدولي أن أغنى الاقتصادات في العالم تقلصت بنسبة ٤.٥ ٪ في عام ٢٠٢٠، ولكنها نمت بنسبة ٥.٢ ٪ في عام ٢٠٢١.
بعيدًا عن الانهيار الناجم عن أوميكرون، فمن المتوقع أن تتحقق الاقتصادات نموًا بنسبة ٤.٥ ٪ في ٢٠٢٢. وحسب فورين بوليسي، فإن هذان العامان لن يعوضان الخسائر الاقتصادية التي شهدتها البلاد في عام ٢٠٢٠ وحسب، ولكنه سيعيد أوضاع بعض الاقتصادات المتقدمة إلى ما كانت عليه قبل الجائحة.
غير أن الأوضاع لا تزال ضبابية بالنسبة للبلاد المنخفضة ومتوسطة الدخل، فلا يزال من غير المتوقع أن تملء الفجوة الاقتصادية في الفترة المقبلة.
مع ذلك، قالت فورين بوليسي إن وجود شبكات أمان كبيرة حول العالم، ليس فقط في أغنى البلدان، للاستجابة للوباء يعتبر أمر مثير للإعجاب، كما أنه علامة على أن العالم يتحسن في التعامل مع الفقر والصدمات الاقتصادية بأكثر الطرق المباشرة والفعالة.
عام النمر
في التقويم الصيني سيكون ٢٠٢٢ عام النمر. سيشهد العام المُقبل اكتمال برنامج "تي إكس تو" (TX2) وهو برنامج مدته ١٠ سنوات لمضاعفة عدد النمور في العالم ويضم ١٣ دولة آسيوية.
ويعد هذا البرنامج أحد أهم الجهود المبذولة للحفاظ على أحد أنواع الحيوانات، وقدد حقق نجاحًا ملحوظًا.
ساعد هذا البرنامج على مدى السنوات الست الماضية على زيادة عدد النمور بنسبة وصلت إلى ٤٠ ٪ في ستة بلدان.
ورغم التهديدات التي تواجه التنوع البيولوجي والعجز عن حماية العديد من الفصائل الحيوانية المُهددة بالانقراض، تقول فورين بوليسي إن برنامج النمور علامة على أن الجنس البشري يبذل جهودًا حقيقية لإنقاذ الحيوانات، وأنه يعمل على التعايش مع الفصائل الأخرى وتنميتها.
كذلك أشارت المجلة إلى تباطؤ عملية إزالة الغابات، ما يمكن أن يساعد على انقاذ أنواع أخرى من الحيوانات.
فيديو قد يعجبك: