ماكرون يزور مرسيليا قبل الانتخابات الرئاسية الفرنسية
باريس- (أ ف ب):
يكشف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الخميس خطة واسعة النطاق لدعم مرسيليا، خلال زيارة للمدينة الكبرى الواقعة على البحر المتوسط تندرج في سياق الانتخابات الرئاسية المقبلة التي يتوقع أن يترشح فيها لولاية ثانية.
وبين انعدام الأمن وترهل المدارس ونفاد أموال البلديات والفقر، تعاني ثاني أكبر مدن فرنسا من مشكلات تبرر تبني خطة" لمرسيليا يعلنها الرئيس بعد الظهر وتنص على تقديم مساعدات حكومية لها.
غير أن الزيارة التي تستمر ثلاثة أيام، وهي الأطول التي يخصصها ماكرون لمدينة واحدة، تندرج أيضا في سياق انتخابات الربيع المقبل الرئاسية التي سيخوضها حتما، ولو أنه ينفي قطعا أن يكون باشر حملة انتخابية، مؤكدا ردا على سؤال في مرسيليا "لا أبدا، ليس هذا هو الموضوع".
ورغم ذلك، عنونت صحيفة "لو فيغارو" اليمينية "في مرسيليا، ماكرون يختبر حملته الانتخابية" فيما اعتبرت "لو باريزيان" أن "المعركة من أجل الإليزيه انتقلت فعليا إلى مرسيليا" التي يزورها الرئيس بمواكبة وفد كبير يضم عدة وزراء.
وكتبت صحيفة "لا بروفانس" المحلية "قبل ثمانية أشهر من الانتخابات الرئاسية، قد نجد أن من الفطنة والمناسب إن نظرنا إلى الأمور عن مسافة، قيام رئيس من شبه المؤكد أنه سيكون مرشحا لخلافة نفسه بهذه الزيارة".
ورأى المدير العام لمعهد إيفوب لاستطلاعات الرأي فريديريك دابي "هذا أمر اعتيادي بامتياز: رئيس نعرف أنه سيترشح لولاية جديدة يخوض حملته بدون الإقرار بالأمر".
وفي اليوم الثاني من زيارته، يعود الرئيس إلى الأحياء الشمالية الشعبية التي جابها الأربعاء لتناول الوضع الأمني وارتفاع مستوى الجرائم على ارتباط خصوصا بتهريب المخدرات.
التلاميذ إلى المدارس، زار ماكرون مدرسة تعاني من ترهل تجهيزاتها، على غرار العديد من مدارس مرسيليا.
وسيكشف في قصر فارو بعد الظهر عن خطة "مرسيليا على نطاق واسع" التي تنص على سلسلة من التدابير والمشاريع التي لم يكشف عن قيمتها غير أنه من المتوقع أن تزيد عن مليار يورو.
وسيعلن ماكرون بصورة خاصة أن الدولة ستكون لها مساهمة كبرى في خطة الإصلاح الواسعة النطاق التي باشرتها بلدية المدينة لترميم 200 من مدارس المدينة الـ472.
وتعاني مدارس مرسيليا، وبعضها مبان مسبقة الصنع أقيمت في بعض الأحيان منذ سنوات، من مشكلات عدة مثل وجود جرذان في الصفوف وانهيار السطوح وحشرات في أسرّة المهاجع، ما حمل رئيس بلدية المدينة اليساري بونوا بايان على الإعلان أن "المدارس لا تليق بالجمهورية".
كل التربية أحد المحاور الثلاثة الرئيسية للخطة الواسعة النطاق التي وصفت بأنها "تاريخية"، من أجل السماح لمرسيليا البالغ عدد سكانها 900 ألف نسمة مقابل 1,6 مليون نسمة للمدينة ومحيطها، بالتعويض عن تأخيرها.
والمحوران الآخران هما النقل المشترك في المدينة التي لا يوجد فيها سوى خطّين لقطار الأنفاق، وإعادة تأهيل المساكن غير الصحية بعد حوالى ثلاث سنوات على انهيار مبنيين في وسط المدينة، ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى وسلط الضوء على مشكلة ترهل المباني.
وعلى الصعيد السياسي، رأى دابي أن مرسيليا "مدينة ترمز إلى كل ما ساهم في صعود ماكرون: فشل اليسار واليمين" منذ أربعين عاما.
في حملة انتخابية
وقال ماكرون الأربعاء "الكثير من الأمور التي سنطلقها لن تعطي نتائج على الفور، إنني مدرك لذلك ... سنبذل أقصى ما بوسعنا، لكن لا يمكنني أن أقول لكم أننا سننجح".
ويبدي بعض السكان والمسؤولين المحليين تشكيكا، مذكرين بأنه تم الإعلان عن خطط كثيرة من أجل مرسيليا منذ عقود، بدون تسجيل تحسن يذكر في المدينة.
وقال بلال البالغ 32 عاما ويعمل في جمع النفايات "سوف نراكم اليوم، وبعد ذلك لن نراكم مجددا، لذلك نطلب منكم القيام بشيء من أجل أحياء مرسيليا الشعبية".
وندد رئيس حزب "فرنسا المتمردة" (يسار متطرف) جان لوك ميلانشون النائب عن المنطقة والمرشح المعلن منذ الآن للانتخابات الرئاسية، بـ"جولة وعود" يقوم بها الرئيس الذي "يخوض حملة انتخابية"، مؤكدا أنه "لن يتم إنفاق يورو واحد من هذه الوعود قبل الانتخابات".
وبعد مأدبة عشاء الخميس مع رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي، يخصص ماكرون يوم الجمعة للبيئة، مع افتتاح المؤتمر العالمي للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة المنعقد في مرسيليا حتى 11 أيلول/سبتمبر.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: