مديرا المخابرات الروسية والأمريكية يلتقيان وجهاً لوجه في تركيا
أنقرة- (بي بي سي):
شغل مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز، منصب السفير الأمريكي في روسيا بين 2005 و2008
عقد مديري وكالتي الاستخبارات في روسيا والولايات المتحدة اجتماعاً وجهاً لوجه، لمناقشة التهديدات النووية الروسية، وقضية السجناء الأمريكيين الموقوفين "ظلماً" في روسيا، وفق ما أعلن البيت الأبيض.
وعقد اللقاء بين مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه)، ويليام بيرنز ونظيره الروسي سيرغي ناريشكين، في العاصمة التركية أنقرة يوم الاثنين.
وأعلن الكرملين أن المحادثات تمت "بمبادرة من الجانب الأمريكي". وهو اللقاء الأعلى تمثيلاً على المستوى الرسمي بين البلدين، منذ الغزو الروسي لأوكرانيا.
وقال البيت الأبيض إن "بيرنز الذي تولى منصب سفير الولايات المتحدة في روسيا بين 2005 و2008ـ ويتحدث الروسية، لم يناقش مع نظيره موضوع انتهاء الحرب".
وأعلن في بيان أن بيرنز حمل رسالة بشأن "تداعيات استخدام أسلحة نووية من قبل روسيا"، وخطر "زعزعة الاستقرار الاستراتيجي".
وحذّرت الولايات المتحدة موسكو في الأشهر الأخيرة، من استخدام أسلحة نووية تكتيكية في أوكرانيا، وسط تلميحات من الكرملين عن احتمال القيام بذلك.
واتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الغرب بالسعي لتدمير روسيا، مشددا على أنه سيستخدم جميع "السبل المتاحة" لحماية الأراضي الروسية، الأمر الذي اعتبر تهديداً مستتراً باستخدام الأسلحة النووية.
وأكّد المتحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان - الذي لعب دور الوسيط الأساسي بين روسيا والدول الغربية منذ بدء الغزو في فبراير - عقد الاجتماع بين بيرنز ورئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي سيرغي ناريشكين.
وشدد البيت الأبيض على أن بيرنز لم "يخض أي مفاوضات من أي نوع"، وقال في بيانه إن واشنطن "ستتمسك بحزم بمبدأنا الأساسي: لا شيء بخصوص أوكرانيا بدون أوكرانيا".
وتأتي هذه الخطوة بالتزامن مع لقاء عقده الرئيس الأمريكي جو بايدن نظيره الصيني شي جينبينج، قبل انطلاق قمة مجموعة العشرين في بالي في أندونيسيا.
وذكر بيان البيت الأبيض أنّ الجانبين أكّدا "معارضتهما استخدام أو التهديد باستخدام أسلحة نووية في أوكرانيا". وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية الصينية، أن الرئيس الصيني قال لبايدن إنه لا ينبغي استخدام الأسلحة النووية، وإنه لا يمكن خوض حروب نووية.
وأشار بيان البيت الأبيض إلى أن المسؤولين ناقشوا خلال الاجتماع الأمريكي - الروسي في تركيا، قضية المعتقلين الأمريكيين في السجون الروسية.
وكانت لاعبة كرة السلة الأمريكية بريتني جرينر قد نالت حكماً بالسجن تسع سنوات، بسبب حيازة وتهريب زيت القنب. ونُقلت الأسبوع الماضي إلى سجن جنائي.
ورغم أن استهلاك القنب غير قانوني في روسيا، اتهمت موسكو بأنها تستخدم قضية جرينر كورقة ضغط سياسي.
وعرضت إدارة الرئيس بايدن في أواخر شهر يوليو، تبادل السجناء مع روسيا مقابل ضمان الإفراج عن غرينر، وكذلك عن الجندي السابق في البحرية الأمريكية بول ويلان، الذي تتهمه موسكو بالتجسس.
وسيلتقي السفير الروسي في الولايات المتحدة أنتولي أنطونوف، المسؤولين في البيت الأبيض يوم الثلاثاء، لمناقشة معاملة المواطنين الروس في السجون الأمريكية، وفق ما أعلنت السفارة الروسية.
وعلقت المسؤولة الإعلامية في البيت الأبيض كارين جان-بيار، على نقل بريتني جرينر إلى سجن جنائي، وقالت إن الولايات المتحدة كانت "ثابتة" في موقفها لمحاولة إطلاق سراحها مع المعتقلين الأمريكيين الآخرين.
إجراء اتصالات سرية وعبر القنوات الخلفية، يمثل إحدى المهمات الرئيسية التي يتولاها رؤساء المخابرات، وقد لعب بيرنز دورًا مهمًا بشكل خاص في هذا الشأن مع روسيا - وكان قد كلّف قبل أشهر من الغزو الروسي لأوكرانيا، لتقديم تحذير بشأن العواقب المحتملة.
ولم يكشف بعد عن تفاصيل مضمون المحادثات في أنقرة، وأكد متحدث باسم وكالة الاستخبارات الأمريكية قال إنهم لم يناقشوا نشاطات بيرنز في الخارج - لكن الاجتماع يأتي في لحظة مهمة من الصراع، بعد سقوط خيرسون والسؤال عن كيفية استجابة روسيا بشأن هذه النكسة.
وفي ظلّ الاعتقاد أنّ ناريشكين لا يمثّل في موسكو الوزن الذي يمثّله بيرنز في واشنطن - فهو ليس جزءا من الدائرة المقربة من بوتين، وقد تعرض للإذلال بشكل ملحوظ من قبل الزعيم الروسي في اجتماع عشية الغزو في فبراير - سيأمل القادة الأمريكيون أن يمنح الاجتماع وجهاً لوجه، مدير وكالة المخابرات المركزية لمحة ما عن طريقة تفكير القيادة في موسكو.
فيديو قد يعجبك: