إعلان

منحنى جديد في الحرب.. ماذا يعني تزويد الغرب لأوكرانيا بالدبابات؟

08:59 م الأربعاء 25 يناير 2023


كتب- محمد صفوت:

اقتربت الحرب الأوكرانية من إتمام عامها الأول دون مؤشرات على نهاية لها في القريب العاجل، يبدو أن الغرب قرر الانخراط بشكل أكبر خلال المرحلة المقبلة من الحرب، إذ أعلنت المملكة المتحدة قبل أيام اعتزامها إرسال 14 دبابة "تشالنجر" في خطوة لم تكن مقترحة قبل عدة أشهر.

وأعلن الرئيس الأمريكي مساء اليوم، عن اعتزام بلاده إرسال 31 دبابة من طراز "إبرامز إم 1" إلى أوكرانيا بعد محادثة هاتفية مع قادة أوروبا، وذلك بعد القرار الألماني بإرسال دبابات "ليوبارد 2" إلى أوكرانيا، وموافقتها على إعادة تصديرها من الدول الشريكة إلى كييف. كما تدرس فرنسا إمكانية إرسال دبابات لوكلير

إرسال الدبابات لخط المواجهة في الحرب الأوكرانية لم يكن مقترحًا منذ أشهر قليلة وربما كان مستبعدًا، إذ اتبعت الولايات المتحدة وحلفائها في الناتو وأوروبا إرسال منظومات دفاعية وأسلحة دفاعية مضادة للدبابات بهدف صد الهجمات الروسية، لكن قرار إرسال دبابات إلى ساحة القتال يعني دعم أوكرانيا بأسلحة هجومية.

دبابات

وطلب الرئيس الأوكراني فولودومير زيلينسكي باستمرار من الحلفاء الغربيين الحصول على دبابات حديثة بينما تستعد بلاده لشن هجوم مضاد روسي كبير متوقع في الربيع المقبل. بينما وحذرت موسكو من أن إمداد أوكرانيا بالأسلحة الهجومية الحديثة من شأنه إطالة أمد الحرب وتأجيل ما تصفه بانتصارها الحتمي. واعتبرت إرسال دبابات لكييف "استفزازًا سافرًا وتصعيدًا خطيرًا".

أقوى سلاح هجومي دفع به الغرب في الحرب

وتعتبر الدبابات أقوى سلاح هجومي تم توفيره لأوكرانيا حتى الآن، حيث أنها مصممة لمواجهة العدو وجها لوجه بدلا من إطلاق النار من مسافة بعيدة، إذا تم استخدامها بشكل صحيح مع التدريب اللازم، فيمكن أن تسمح لأوكرانيا باستعادة الأراضي من القوات الروسية.

القرار لم يكن سهل على الحلفاء إذ استغرق أسابيع من المناقشة وخلافات بين الحلفاء ومحاولات للضغط للسماح بإرسال الدبابات وسط مناشدة من أوكرانيا بمساعدتها لاستعادة أراضيها.

ليوبارد

ويرى نيك باتون والش محرر الأمن الدولي في شبكة "سي إن إن" في تحليل له أن إرسال الدبابات الحديثة إلى أوكرانيا يظهر عدم خوف الناتو وإصراره على دعم كييف ضد موسكو وتقديم المساعدات لاستعادة الأراضي من القوات الروسية. كما سيكون دخول الدبابات لساحة المعركة وصيانتها في أوكرانيا "تحديًا صارخًا" كما يظهر القرار التزام الحلفاء بدعم كييف ونظرتهم إلى احتمال تحقيق النصر في أوكرانيا.

وأشاد أمين عام الناتو ينس ستولتنبرج بقرار إرسال دبابات إلى أوكرانيا، قائلاً: "في لحظة حاسمة من الحرب الروسية، يمكن لتلك الدبابات أن تساعد أوكرانيا في الدفاع عن نفسها والفوز والانتصار بوصفها دولة مستقلة". وتابع إنه إذا أرادنا دعم أوكرانيا لتكون قادرة على استعادة أراضيها فعلينا منحهم المزيد من الدبابات والقوة والأسلحة الحديثة.

نقطة تحول في الحرب

تعتبر وسائل الإعلام الغربية بينها "الفاينانشيال تايمز" و"الجارديان" أن قرار إرسال دبابات إلى ساحة المعركة في أوكرانيا، يمثل نقطة تحول في الحرب ويعكس التحول الكبير في سياسية حلفاء أوكرانيا التي يتبعونها منذ بداية الحرب في المساعدات العسكرية

ويرى محرر الأمن الدولي في شبكة "سي إن إن"، أن الدفعة الأخيرة من المساعدات، تعني شيئيًا، أن تلك الدول ليست معنية بخرق "الخطوط الحمراء" الروسية وهو الاعتقاد السائد منذ بداية الحرب بأن بعض المساعدات العسكرية يمكنها أن تصعد الأمر أكثر وتعد استفزازًا لقوة نووية كبيرة مثل روسيا.

ابرامز

ويضيف المحلل السياسي، أن الناتو والحلفاء يرون أن الصراع مع روسيا أصبح في أوكرانيا وهناك اعتقاد سائد حاليًا باحتمال خسارة روسيا للحرب، مستندًا في ذلك إلى قرار الهولندي بإرسال كل مدفعة "سيزار" إلى كييف، وقرار النرويج بتزويد أوكرانيا بـ 10 آلاف قذيفة مدفعية حديثة وتعهد بريطانيا واستونيا وبولندا ولاتفيا وليتوانيا وممثلون عن الدنمارك وجمهورية التشيك وهولندا وسلوفاكيا عقب اجتماع في إستونيا بدعم كييف بالدبابات والمدفعية الثقيلة وأنظمة دفاع جوي وذخيرة ومركبات مشاة قتالية.

ما هي الدبابات القتالية التي بحوزة أوكرانيا حتى الآن؟

تضم الترسانة الأوكرانية مئات المدرعات والدبابات الدفاعية مما يتملكها الجيش الأوكراني قبل بداية الحرب، أو التي زودها به الحلفاء مؤخرًا، كما لديه في ترسانته دبابات هجومية من الحقبة السوفيتية، طراز "تي 72" و"تي 80" بعضها كان دعمًا من الحلفاء، فضلاً عن دبابات روسية غنمتها بعد انسحاب القوات الروسية من أراضي استولى عليها سابقًا. وكانت بريطانيا أعلنت عن تزويد كييف بـ14 دبابة من طراز "تشالنجر 2" في يناير الجاري.

بعد إعلان واشنطن وألمانيا سيصبح لدى أوكرانيا كتائب دبابات حديثة، إذ تعهدت الولايات المتحدة بدعمها بـ31 دبابة إبرامز ما يشكل كتيبة دبابات جديدة، كما يأتي الدعم الألماني ليشكل كتيبتين من دبابات ليوبارد، تتكون كل منهما من ثلاث إلى أربع مجموعات تضم كل منها 14 دبابة بعضهم دعم ألماني مباشر إلى أوكرانيا والباقي من الحلفاء بعد سماح برلين لهم بتزويد أوكرانيا بها.

تشالنجر

سترفع الدبابات الغربية قدرة الجيش الأوكراني وتساعده على استعادة أراضيه عبر شن هجمات مضادة، إذ تتفوق الدبابة الألمانية على نظيرتها الروسية ويمكنها تدمير الخصم في المعركة. وتعتبر دبابة ليوبارد بنسختها الحالية أفضل دبابة قتالية في العالم، حسبما ذكرت "دويتشه فيله".

وأعلنت 12 دولة استعدادها بينهم إسبانيا والدنمارك والنرويج وهولندا، لتسليم دبابات ليوبارد لأوكرانيا، وهناك نحو 100 دبابة "ليوبارد" جاهزة للتسليم. وفق مسؤول حكومي أوكراني، في تصريح لقناة "إيه بي سي" الأمريكية.

روسيا تحذر من تصعيد الغرب

وانتقد الكرملين شحنات الدبابات المقرر إرسالها من الولايات المتحدة لأوكرانيا وقال إنها عديمة الجدوى من الناحية العسكرية وخطيرة للغاية من الناحية السياسية، وسوف تحترق مثل كل الباقي. واعتبر المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، إن خطة تسليم الدبابات إلى أوكرانيا لتعزيز قدراتها القتالية محكوم عليها بالفشل وسوف تسبب مشاكل لحلف الناتو.

وحذر السفير الروسي في واشنطن أناتولي أنتونوف على فيسبوك "إذا قررت الولايات المتحدة تسليم دبابات، فسيكون من المستحيل تبرير مثل هذا العمل بحجة أنها أسلحة دفاعية. سيكون ذلك استفزازًا جديدًا صارخًا موجهاً ضد روسيا الاتحادية".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان