متطرف في منصب وزير.. من هو بن غفير قائد اقتحام الأقصى؟
كتبت- سلمى سمير
تحت شعار "لن نستسلم لحماس"، اقتحم وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف، إيتمار بن غفير المسجد الأقصى اليوم رغم التحذيرات من داخل الإدارة الإسرائيلية والمقاومة الفلسطينية، في تحد واضح للتحذيرات.
لاقى الاقتحام تنديدًا عربيًا ودوليًا وداخل إسرائيل أيضًا، إذ وصفه رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، يائير لابيد، بـ"الغير مسؤول سياسياً"، وهو من أشد المعارضين للتك "الزيارة" التي تواردت الأنباء عن تأجيلها لأسباب أمنية. متهماً نتنياهو بالضعف أمام وزرائه، قائلاً إن دولة إسرائيل لا تقبل إملاءات من أحد فيما يتعلق بأمنها لكن قضاء بن غفير 13 دقيقة من الوقت داخل الحرم القدسي هو عدم مسؤولية.
وأضاف لابيد في تغريدة على تويتر، "هذا ما يحدث عندما يضطر رئيس وزراء ضعيف إلى تكليف أكثر رجل غير مسؤول في الشرق الأوسط بمهام أكثر مكان متفجر في الشرق الأوسط.
كان لزيارة بن غفير وقع كبير داخل الإدارة الإسرائيلية، مع وجود انقسامات عارضت زيارة بن غفيروقال عضو الكنيست عن حزب “العمل” جلعاد كاريف إن قرار بن غفير أظهر أنه يعطي الأولوية "للترويج لنظرة قومية متطرفة"، بدلاً من سلامة المواطنين الإسرائيليين وعمل الشرطة.
وأدانت وزارة الخارجية الفلسطينية، اقتحام بن غفير، للأقصى معتبرة إياه استفزاز غير مسبوق وإيذاناً للمزيد من الاقتحامات من قبل غلاة المستوطنين، محملة نتنياهو المسؤولية عن هذا الاعتداء الصارخ على الأقصى.
كرر بن غفير اقتحاماته للمسجد الأقصى خلال الأعوام الماضية، لكن هذا الاقتحام له واقع مختلفًا إذ يعد الأول له وهو في منصب وزاري بعد توليه وزارة الأمن القومي الإسرائيلي، وحظيت باهتمام وترتيبات أمنية واسعة، سبقها اجتماع بين بن غفير ورئيس الشباك رونين بار، ومفوض الشرطة كوبي شبتاي وقائد منطقة القدس، الذين لم يروا وجود مانع من الزيارة.
من هو إيتمار بن غفير؟
منذ طفولته يحمل بن غفير حقدًأ وعدائًا للعرب والفلسطينيين، رغم أصله العربي إذ أنه من أبوين عراقيين، في سن مراهقته انضم لحركة كاخ التي صنفتها واشنطن منظمة إرهابية، وكانت الحركة من أشد المعارضين لاتفاقية أوسلو عام 1993 وتدعو لطرد العرب من فلسطين، وظهر بن غفير في احتجاجات للحركة غاضباً وانتزع إحدى قطع الزينة الموضوعة على سيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي، إسحاق رابين، وقال "استطعنا الوصول لسيارته وسنصل إليه" وبعدها بأسابيع قليلة تم اغتيال رابين.
تعتبر مجزرة الحرم الإبراهيمي التي استشهد على إثرها 25 مصلياً عام 1994، من الذكريات السيئة في خاطرة الجميع حتى سلطات الاحتلال لا تفخر بها، لكن بن غفير من أشد الناس سعادة بالحادثة، بوضعه صورة لباروخ جولدشتاين، المنفذ للمجزرة على جدار منزله، بل أيضاً تمادى ووصفه بالبطل والقدوة. وعلى إثر المجزرة حظرت السلطات الإسرائيلية حركة "باخ".
وعنده بلوغه سن التجنيد (18 عامًا) حصل على إعفاء من الجيش بسبب سجله الجنائي فرغم صغر سنه إلا أنه اتهم بعدة تهم جنائية، وعلق لاحقًا على تلك الواقعة قائلاً: "لقد خسرني الجيش الإسرائيلي".
التحق بكلية الحقوق، وطاردته اتهامات العنصرية بعد رفعه لافتة كُتب عليها "اطردوا العدو العربي"، بعد تخرجه من الجامعة رفضت النقابة انضمامه إليها بسبب سجله الجنائي وتورطه في مظاهرات وأنشطة لليمين المتطرف، وقاد احتجاجات حتى قبلته النقابة عام 2012.
"محامي اليهود الإرهابيين"، وصفًا أطلقته وسائل إعلام إسرائيلية على بن غفير، مع تمسكه بالدفاع عن القتلة والمجرمين، فرغم تخرجه من كلية الحقوق عام 2008، رفضت نقابة المحامين انضمامه إليها بسبب سجله الجنائي، ومن أبرز القضايا التي دافع عنها اليميني المتطرف، دفاعه عام 2016 عن عميرام بن أوليل الذي أضرم النيران بشكل متعمد في إحدى المنازل مما تسبب في استشهاد الأب والأم وطفليهما ذو العام الواحد، ودفاعه عن يوسف بن حاييم الذي أحرق طفلاً فلسطينيا يبلغ من العمر 16 عاماً، ودفاعه عن جاك تيتل الذي قتل سائق تاكسي فلسطيني في القدس الشرقية.
لبن غفير مواقف سيئة مع الأسرى، فرغم كونه عضو بالكنيست الإسرائيلي، حاول اقتحام غرفة الأسير هشام أبو هواش بعد تدهور حالته، عقب إضرابه عن الطعام اعتراضًا على تجديد حبسه المستمر، وأُصدر حينها قرار بإنهاء المدة، مما دفع بن غفير للغضب ودخول المشفى والاعتداء على مرافقين المريض والعزم على دخول الغرفة للاعتداء عليه.
وكانت بداية بن غفير في الحكومة الإسرئيلية دموية، حيث اشترط في مفاوضات تشكيل الحكومة على نتنياهو تمرير قانون إعدام الأسرى الفلسطينيين منفذي العمليات، الأمر الذي وافق عليه نتنياهو في ديسمبر الماضي، وسط معارضة داخل المنظومة الأمنية.
والمخاوف من تولي بن غفير لم تكن وليدة اللحظة لكنها مسببة بسبب سجله المتطرف منذ صغره، ووفقًا لشهادات أسرى سابقين، جاء بن غفير لسجن عوفر قبل أشهر، وحرض إدارة السجن ضد المساجين، ثم توجه بعدها إلى إحدى المستشفيات الإسرائيلية حيث يتلقى الأسرى المضربون عن الطعام العلاج، ووجه تصريحات استفزازية ضدهم. وكان اللواء قدري أبو بكر رئيس هيئة شئون الأسرى والمحررين، أعرب عن قلقه من تولي بن غفير الوزارة، مشيرا لإصرار بن غفير على الإنتقام من الأسرى الفلسطينيين.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اقتحمت اليوم مُصلى "قبة الصخرة" في المسجد الأقصى المبارك بمدينة القدس الشرقية المُحتلة. وقال شهود عيان إن قوات الاحتلال قامت بتفتيش المصلى بعد اقتحامه. وكان 168 مستوطنًا اقتحموا، صباح اليوم الثلاثاء، باحات الأقصى من جهة باب المغاربة، وأدوا طقوسًا تلمودية، عقب اقتحام الوزير المتطرف إيتمار بن جفير ساحة البراق، وسط انتشار مكثف لشرطة الاحتلال، ومنع من هم دون سن الخمسين من الدخول إلى المسجد.
فيديو قد يعجبك: