إلى متى ستستمر إسرائيل في حربها على غزة؟
كتبت- سلمى سمير:
مع دخول حرب الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة شهرها الثالث دون إعلان الحكومة الإسرائيلية تحقيق أي من الأهداف التي اشتعل لأجلها الصراع، يظهر التساؤل عن الأمد الذي يمكن أن تستغرقه تلك الحرب والتي تعد الأطول في تاريخ القطاع المحاصر.
هل تنتهي الحرب؟
أثار طول الحرب الحالية استياء عدد من الساسة الإسرائيليين على رأسهم رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت الذي حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيامين نتنياهو من أن طول فترة الصراع ستدفع المجتمع الدولي في نهاية المطاف لإجبار إسرائيل على إنهاء حربها على قطاع غزة للقضاء على حركة حماس دون تحقيق أهدافها.
وقال أولمرت خلال في تصريحات خلال مقابلة صحفية مع القناة الـ"12" الإسرائيلية، إن رفض الحكومة الإسرائيلية المستمر في الإفصاح عن تصورها لمستقبل قطاع غزة بعد الحرب، فلن تمتلك إسرائيل خيار إكمال عمليتها العسكرية لكسر شوكة حماس كما ترغب.
واستنكر أولمرت تصريحات الإدارة الإسرائيلية "المتفاخرة" عن امتلاك الجيش الإسرائيلي لرفاهية الوقت الوفير لتحقيق أهداف الجيش الإسرائيلي حتى مارس من العام القادم، محذرًا من اقتراب الحرب على قطاع غزة من النهاية، وسط محدودية الوقت الذي يمتلك الجيش لاستكمال عمليته عسكرية داخل قطاع غزة.
جاءت تصريحات أولمرت بعد تحذيرات أمريكية لإسرائيل من الرئيس الأمريكي جو بايدن ومستشاريه من صعوبة ستواجهها إسرائيل لتحقيق أهدافها العسكرية داخل قطاع غزة جراء غضب عالمي احتشد ضد إسرائيل جراء صعوبة الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، الذي سيعقبه تراجع في الدعم الممنوح لإسرائيل إضافة إلى عواقب استراتيجية وخيمة، وذلك حسبما ذكرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
التخوف الإسرائيلي الأمريكي دفع الساسة إلى عقب اجتماعات مكثفة خلف الأبواب المغلقة لبحث الوقت المتبقي في عمر العملية العسكرية الإسرائيلية داخل غزة من أجل القضاء على حماس، قبيل وصول الغضب العالمي جراء تفاقم الأوضاع الإنسانية داخل القطاع المنكوب إلى آخره، وذلك حسبما أفادت الشبكة الأمريكية التي قالت أيضًا وفق مصادر تحدثت لها ولم تفصح عن اسمها إنه يوجد إجماع داخل الإدارة الأمريكية بأن اللحظة التي سيتم إخبار إسرائيل فيها بإيقاف الحرب في غزة أقرب مما هو متوقع وليس أمامها أشهر كما يتم الترويج.
كلفة باهظة
في تقرير لقسم الأبحاث بالبنك المركزي الإسرائيلي، كشف عن حجم التكلفة الأسبوعية جراء خفض العمالة منذ اندلاع الحرب على غزة في الـ7 من أكتوبر والتي قُدرت بنحو 600 مليون دولار في الأسبوع أي بنحو 6% من الناتج المحلي الإجمالي الأسبوعي.
وعزا التقرير غياب آلاف العمال عن وظائفهم بسبب الحرب لـ3 أسباب وهو تعبئة جنود الاحتياط وإجلاء سكان جنوب إسرائيل إلى الشمال تخوفًا من الرشقات الصاروخية التي تطلقها المقاومة الفلسطينية وإغلاق نظام التعليم.
كما ذكر التقرير، أن الإحصاء لا يعكس الضرر الكامل الذي ألحقته الحرب بالاقتصاد الإسرائيلي جراء قلة العرض وزيادة الاستهلاك ودفع أجور العاملين المتوقفين عن العمل في الوقت الحالي.
وتعيش إسرائيل حالة من الكساد والركود الاقتصادي جراء الحرب في قطاع غزة لم تعهدها إسرائيل منذ جائحة كورونا، وذلك حسبما ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، التي قالت إن مئات الشركات مهددة بالإفلاس جراء عدم إيفاء الحكومة الإسرائيلية بوعودها بتقديم دعم مالي لهم.
وصرحت رابطة المصنعين بإسرائيل، سابقًا بأن الحكومة الإسرائيلية تخلت عن شعبها، مشيرة للخسائر الفادحة وصدمات مالية يواجهها كثيرون لم يتم تعويضهم.
فيديو قد يعجبك: