"دفننا زميلنا داخل الجامعة".. طلاب عالقون بجامعة الخرطوم يناشدون لفتح ممر آمن
الخرطوم - (بي بي سي)
"دفننا زميلنا داخل الجامعة، بعدما عجزنا عن إخراج جثمانه. اتفقنا مع أسرته وإدارة الجامعة، ودفناه في الظلام حتى لا تستهدفنا الطائرات" يحكي مصعب شريف، الطالب بكلية الشريعة والقانون بجامعة الخرطوم.
يحتمي مصعب ونحو 30 من زملائه في شركة بالقرب من جامعة الخرطوم منذ 4 أيام، حيث علقوا هناك، في ظل استمرار المعارك في شوارع الخرطوم.
وعَلِق نحو 100 طالب في جامعة الخرطوم ومحيطها، وهي منطقة تقع بالقرب من القصر الجمهوري ومقر قيادة الجيش، حيث تدور معارك عسكرية بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وقد بدأ بعض الطلبة في الخروج بشكل حذر من الجامعة، لكن ما زال العشرات عالقين هناك.
قتيل في الجامعة
قتل خالد أثناء محاولته الخروج لإحضار الطعام مع اثنين من زملائه. يشرح مصعب "كنا ثلاثة ، أصيب خالد في صدره، وهربنا نحن ولم نتمكن حتى من مساعدته. طلبنا الإسعاف، لكن عجزت عن الوصول بسبب الرصاص الكثيف. وبينما كنا ندفن زميلنا ، أصيب أحدنا برصاصة في يده".
وتحققت بي بي سي من منشور على فيس بوك، يقول إن الجثة دفنت في الحرم الجامعي بعد أن تعذر تأمين ممر آمن خارج الموقع.
وبحسب مصعب، فقد كان القناصة يستهدفون أي شخص يتحرك، أو يضيء مصباح هاتفه خلال عملية الدفن. ولهذا السبب تجنبوا ارتداء الملابس البيضاء أثناء دفن زميلهم ليكونوا أكثر أمانًا.
لكن احتماء الطلاب في أحد المبانى لا يحميهم بشكل كامل. يقول مصعب إن 2 من زملائه أصيبوا بجروح بالغة بعد سقوط صاروح على مسجد ملاصق للشركة، كانوا يجلسون فيه بعد تناول وجبة السحور.
وكان صوت الطلقات واضحا وكثيفا في الخلفية عندما تحدثنا هاتفيا مع مصعب.
ويقول مصعب إنه إلى جانب المخاطر الأمنية، ظل الطلاب بلا طعام أو شراب لمدة 3 أيام، قبل أن يعثروا على بعض الطعام في خزانة بالشركة.
وتظهر مقاطع مصورة من داخل المبني أرسلها مصعب لبي بي سي انقطاع الكهرباء. يقول " الخروج لإحضار المياه أو قضاء الحاجة مخاطرة، فالقناصة يحيطون بنا من كل جهة".
مجموعتان من المحاصرين
أظهر مقطع مصور آخر تم تداوله على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، كيف ينام عشرات الطلاب على الأرض، داخل مكتبة كلية الهندسة في جامعة الخرطوم.
وقال طالب ظهر في الفيديو "هناك 88 منا بينهم 20 عاملا وبعضهم من كبار السن. الوضع صعب".
وأضاف "الطعام والماء ينفدان ولكن لا أحد يريد المخاطرة بمغادرة المبنى".
وتطالب المدارس والجامعات المنظمات الإنسانية بالمساعدة في إجلاء عشرات الأشخاص والطلاب الذين تقطعت بهم السبل.
هدنة مرتقبة
وكانت القوتان المتحاربتان أعلنتا عن موافقتهما على هدنة لمدة 24 ساعة، بداية من الساعة السادسة مساء الثلاثاء بالتوقيت المحلي، لكن الاشتباكات تواصلت في العاصمة بوتيرة أخف على الرغم من ذلك الإعلان.
وبدأ بعض الطلاب العالقون داخل كلية الهندسة بالخروج، بينما بقيت المجموعة الأخرى في مكانها. وناشد الطلاب هناك منظمات المجتمع المدني للمساعدة.
بيد أن غزالي بابكر، القائم بأعمال المدير الإقليمي لمنظمة أطباء بلا حدود في السودان، يقول إن المدنيين ووكالات الإغاثة التي تحاول مساعدتهم محاصرون بشكل كبير بسبب القتال.
وقال "مع هذه الحرب لا يمكن لأحد أن يخرج إلى الشارع. الجميع محاصرون في مواقعهم".
ويزعم كل من الجيش وقوات الدعم السريع السيطرة على مواقع رئيسية في الخرطوم، حيث كان السكان يحتمون من الانفجارات وإطلاق النار.
"نحن خائفون من الجانبين، الجيش وقوات الدعم السريع، الذين يطلقون النار في اتجاهنا" يقول مصعب.
فيديو قد يعجبك: