هل تتأثر العلاقات الأمريكية- الإسرائيلية بصراعات واشنطن السياسية؟
بي بي سي
نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية مقال رأي كتبه زالمان شوفال بعنوان "العلاقات الأمريكية - الإسرائيلية ليست متناغمة بسبب الصراعات في واشنطن"، ويبدأ الكاتب مقاله مشيرا إلى مؤتمر هرتسليا السنوي الأخير، والذي تناول التحديات المختلفة التي تواجه إسرائيل، لا سيما العلاقات الأمريكية الإسرائيلية في جلسة بعنوان "إسرائيل بدون الولايات المتحدة - هل هذا ممكن؟".
قال الكاتب إن أي شخص مطلع على الحقائق السياسية لن يتردد في الإجابة بالنفي، أو على الأقل الاعتراف بأن العلاقة ذات أهمية حيوية، مضيفًا أن الولايات المتحدة لديها مصالح استراتيجية مهمة ومصالح أخرى مع إسرائيل.
وأشار شوفال إلى أن هذا لا يعني أن العلاقة ستكون متناغمة دومًا، لقد كانت هناك خلافات، وستظل موجودة، سببها حقيقة بسيطة هي أن أي دولة لديها مصالح خاصة بها لا تتطابق بالضرورة حتى مع مصالح الحليف الوثيق لها.
وأوضح الكاتب أن الخلاف الذي لم يُحل بعد بشأن توريد أسلحة وذخائر حيوية لإسرائيل، التي تواجه حربًا على عدة جبهات، يمكن أن يكون مثالًا واضحًا على ذلك، مؤكدًا أنه لابد ألا تتجاهل إسرائيل التغييرات التي تحدث حاليًا في الولايات المتحدة على مستوى مجموعة كاملة من القضايا، السياسية والاجتماعية والثقافية وما إلى ذلك، والتي أثرت بالفعل ويمكن أن تؤثر بشكل أكبر على مكانة الولايات المتحدة في العالم وعلاقاتها الخارجية، بما في ذلك علاقاتها مع إسرائيل.
وطرح زالمان شوفال عدة أسئلة من بينها: هل تخلت أمريكا عن دورها كقوة عظمى رائدة في العالم وقائدة للعالم الحر؟ وهل تحولت القيم الأمريكية، التي لعبت دوًرا مهمًا في علاقاتها الدولية، وخاصة مع إسرائيل، إلى قيم جوفاء؟ وما هو تأثير التغيرات الديموغرافية في المجتمع الأمريكي على إسرائيل واليهود الأمريكيين، وماذا عن معاداة السامية المتزايدة في اليمين واليسار؟.
وكيف سيكون شكل وطبيعة الولايات المتحدة، أفضل أم أسوأ، بعد 4 أشهر من الآن، في أعقاب انتخابات الرئاسة في نوفمبر؟ ومهما كانت النتائج، فإن الانقسامات في المجتمع والسياسة الأمريكية سوف تتعمق أكثر، بحسب الكاتب.
واستشهد بتقارير تحدثت عن عدد من العراقيل السرية والعلنية، بين كبار المسؤولين في وزارة الخارجية وغيرها من الوزارات، لسياسات الإدارة الأمريكية في الشرق الأوسط، والتي تتناقض كما يقولون مع المصالح الأمريكية الأساسية.
ولفت الكاتب إلى مقال نشرته مجلة "فورين أفيرز" المعنية بالشؤون الخارجية، كتبه بن رودس، المسؤول الكبير في إدارة أوباما والذي يلعب الآن دورًا مهمًا في السياسة الخارجية الأمريكية، وفي رأيه، يجب على أمريكا أن تتصالح مع حقيقة أن العالم لم يعد يعترف تفردها وأولوياتها، وأنه يجب عليها بالتالي أن تتخلى عن "ظواهرها السياسية غير واضحة المعالم"، في إشارة ، في رأي رودس، إلى التأثير السياسي الضار على السياسة الخارجية.
ويختتم شوفال مقاله مستشهدًا بمقولة لرئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، بن جوريون: "السلام سيأتي عندما يريده العرب أيضًا"، ولم يضف أحد غير بايدن العام الماضي أنه سيأتي "عندما يعترف جيران إسرائيل بحق الشعب اليهودي في دولتهم"، ويرى الكاتب أنهما على حق.
فيديو قد يعجبك: