"خطة جديدة".. أمريكا تستخدم السجناء للسيطرة على حرائق كاليفورنيا
القاهرة- مصراوي
أصبح السجناء على خط الدفاع الأول في مواجهة الحرائق المستعرة في ولاية كاليفورنيا الأمريكية. وذكرت شبكة "سي بي إس نيوز" أن إدارة الإصلاح والتأهيل نشرت 939 سجينا للمساعدة في احتواء الحرائق.
وتم دمج أطقم رجال الإطفاء "السجناء" مع إدارة الغابات والحماية من الحرائق في كاليفورنيا، لمساعدة ما يقارب 4700 من رجال الإطفاء.
وحسب الشبكة الأمريكية، فإن أكثر من 900 شخص مسجون هم من بين أكثر من 7500 فرد يساعدون في مكافحة حرائق الغابات التاريخية والمدمرة في جنوب كاليفورنيا.
وتسببت حرائق الغابات الخمسة المستعرة في تدمير المنازل والشركات والمعالم في جميع أنحاء لوس أنجلوس.وذكرت إدارة الإصلاحيات وإعادة التأهيل في كاليفورنيا في بيان يوم الجمعة: "اعتبارًا من اليوم، كان 939 من رجال الإطفاء في معسكر الإطفاء يعملون على مدار الساعة على قطع خطوط الحريق وإزالة الوقود من المباني الخلفية لإبطاء انتشار الحريق، بما في ذلك 110 من موظفي الدعم"
اعتماد كاليفورنيا على المسجونين في عمليات الإطفاء لم تكن جديدة، فالولاية الأمريكية تعتمد على رجال الإطفاء المسجونين منذ عام 1915. وقالت بيانكا تايلك، المديرة التنفيذية لمنظمة Worth Rises، إن العمل في السجون يُستخدم للاستجابة لحالات الطوارئ والكوارث في جميع أنحاء البلاد منذ قرون.
بينما يرى البعض أن هذه البرامج تُمنح للسجناء كفرصة للإصلاح، يُنظر إليها من قِبل آخرين كأنظمة استغلالية.وقالت إدارة الإصلاحيات إن السجناء الذين يشاركون في البرنامج يفعلون ذلك طواعية، ويحصلون على أجر يتراوح بين 5.80 دولار و10.24 دولار يوميًا، بالإضافة إلى رواتب إضافية أثناء حالات الطوارئ.
ووفقا للشبكة الأمريكية، فإن هذه الممارسات تساعد في سد الفجوات الحرجة في الكوادر، خاصة في ظل استمرار كاليفورنيا بمواجهة مواسم حرائق أطول وأكثر تدميراً بسبب تغير المناخ. وصرح أنتوني ماروني، رئيس الإطفاء في مقاطعة لوس أنجلوس، بأن فرق الإطفاء كانت تواجه خمس حرائق ضخمة في وقت واحد، مما أدى إلى استنزاف الموارد بشكل كبير.
كاليفورنيا هي واحدة من 12 ولاية تدير معسكرات الإطفاء للسجناء. تأسس البرنامج في عام 1915 وتوسع خلال الحرب العالمية الثانية. حاليًا، توجد 35 معسكرًا في الولاية تعمل كمرافق أمنية دنيا.
يتكون البرنامج من متطوعين مؤهلين بدنيًا وذهنيًا، ممن أظهروا سلوكًا جيدًا ويتبقى لهم أقل من ثماني سنوات على انتهاء عقوبتهم. بالإضافة إلى مكافحة الحرائق، يتعامل النزلاء مع الكوارث الأخرى ويشاركون في خدمات المجتمع.
وأشارت بيانكا تايلك إلى أن إجبار السجناء على العمل في برامج السجون قد يحمل أبعادًا تاريخية مرتبطة باستغلال العمل بعد الحرب الأهلية الأمريكية. ورغم أن بعض السجناء يرغبون فعليًا في المشاركة في البرنامج، إلا أن هذا العمل يأتي بتكاليف مرتفعة، بما في ذلك التعرض لإصابات خطيرة.
ووجد تقرير لمجلة تايم عام 2018، أن رجال الإطفاء المسجونين أكثر عرضة للإصابة بأربعة أضعاف مقارنة بنظرائهم المحترفين، خاصة في حالات استنشاق الدخان والحطام.
وفي عام 2024، رفض ناخبو كاليفورنيا اقتراحًا بحظر استخدام العمالة غير مدفوعة الأجر في السجون، بينما وافق ناخبو نيفادا على هذا التغيير.
قالت "تايلك" إن هذه الحرائق المستمرة "توضح أهمية إعادة النظر في هذه القضايا"، متمنية أن يدرك سكان كاليفورنيا القيمة الحقيقية لهؤلاء الأشخاص الذين يدافعون عن الأرواح والممتلكات في أصعب الظروف.
وقالت رئيسة إدارة الإطفاء في لوس أنجلوس كريستين كراولي يوم الجمعة، إن إدارة المدينة خذلت إدارة الإطفاء، مع استمرار حرائق الغابات الكبيرة في تدمير المدينة.
واشتكت كراولي في تصريحات لشبكة "سي إن إن" الإخبارية، أن الـ17 مليون دولار التي تم اقتطاعها من ميزانية إدارة الإطفاء كان لها تأثير سلبي على قدرة الإدارة على مكافحة الحرائق. وقالت "لم نعد قادرين على الاستمرار على هذا الوضع. ليس لدينا عدد كاف من رجال الإطفاء".
وقالت رئيسة إدارة الإطفاء في لوس أنجليس لجيك تابر على "سي إن إن" عصر الجمعة إنها حاولت كثيرا أن توضح لمسؤولي المدينة "مدى النقص في عدد الموظفين وفي الموارد وفي التمويل لدى إدارة إطفاء لوس أنجليس".
وقالت كراولي إن الإدارة شهدت زيادة بنسبة 55% في عدد الاتصالات التي تلقتها منذ عام 2010، إلا أن عدد رجال الإطفاء كان يتراجع.
وأضافت كراولي "الموارد الإضافية الواردة إلينا ستساعدنا في هذه الكارثة الحالية، ولكن في المستقبل، يمكن أن يحدث هذا في أي مكان في كل مدينة لوس أنجليس ونحتاج إلى أن يكون لدينا التمويل والدعم الكافيين".
وقال مكتب الطبيب الشرعي في مقاطعة لوس أنجليس يوم الجمعة، إن ما لا يقل عن 11 شخصا لاقوا حتفهم جراء حرائق الغابات المستمرة منذ أيام.
فيديو قد يعجبك: