أزمة داخل الجيش الإسرائيلي بسبب "الأمر 77".. فما القصة؟
أزمة داخل الجيش الإسرائيلي
كتبت- سلمى سمير:
في الوقت الذي كان عدد من جنود الجيش الإسرائيلي يستعدون للبدء في إجازاتهم عملًًا بحقوقهم في قوانين الدولة العبرية، فوجئ جنود بعض الواحدات بقرار الجيش الإسرائيلي تعليق إجازات التسريح لبعض الجنود المقاتلين، وذلك في إطار الاستجابة لتمديد الخدمة العسكرية الإلزامية لفترة أربعة أشهر إضافية، والتي أُعلن عنها بموجب "الأمر 77". وهو القرار، الذي اتخذته القيادة العسكرية في ظل ظروف أمنية صعبة، ولم يكن مجرد تمديد عادي للمدة المقررة للخدمة، بل تضمن أيضًا إلغاء الإجازات المقررة للجنود الذين كانوا في انتظار تسريحهم، ما أدى إلى انفجار أزمة داخل الجيش الإسرائيلي.
الأزمة والاحتجاجات
منذ إعلان إلغاء الإجازات بموجب "الأمر 77"، بدأت الاحتجاجات داخل صفوف الجيش الإسرائيلي، حيث عبر الجنود عن استيائهم من القرار، ومشاعر الإحباط والغضب عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تأتي في وقت تعاني فيه المؤسسة العسكرية الإسرائيلية من نقص حاد في عدد الجنود، وهو ما دفع القيادة العسكرية إلى اتخاذ هذا القرار.
הבלון בדרך להתפוצץ ולקחת את כולנו לתיהום. השימוש בקוד 77 הוא תרגיל הונאה עצמי שעושה הצבא והמערת הפוליטית. עוד פלסטר שנועד להסתיר מחסור בכח אדם, שסופו למוטט את הצבא והמדינה.
— Michael Rozolio (@MichaelRozolio) April 27, 2025
העגלה לא ריקה. החרדים רוכבים עליה
החרדים ירכבו על העגלה החילונית עד שיקריסו את העגלה והמדינה pic.twitter.com/UPXGS5pOl3
وتحدث جنود من لواء ناحال، المنتشرين حاليًا في الضفة الغربية، عن استيائهم، حيث حُرموا من إجازات التسريح التي كانوا في انتظارها، بينما استأنفت ألوية أخرى في الجيش النظامي منحها. وقال أحد الجنود: "لا ينبغي أن يكون هذا الحل على حساب أولئك الذين خاطروا بحياتهم لأكثر من عام. ألوية أخرى تُعيد جنودها إلى منازلهم لمدة أسبوع أو أسبوعين، فلماذا نختلف؟".
קוד החירום 77 שהופעל חלקית מה-7.10 הופך לפקודה חדשה בצה"ל - שתכביד על הסדירים:
— יואב זיתון (@yoavzitun) April 27, 2025
1. הלוחמים ישרתו 3 שנים, גורף, עם הארכת שירות הסדיר ישירות ל-4 חודשי מיל' ביחידתם
2. מה-7.10 זה קרה כקוד חירום בצו 8 אבל הופסק עם סוף התמרון בעזה, דעיכת הלחימה והפסקת האש בצפון
3. הלוחמים יקבלו 8000… pic.twitter.com/g21VUTmJcv
وجاء تصاعد هذه الأزمة تزامنًا مع ظروف عمل "صعبة" على حد تعبيرهم عاشها الجنود بسبب استمرار الحرب في غزة لقرابة العامين وجبهة الشمال مع لبنان، وهو ما دفع العديد منهم للاحتجاج ضد تمديد الخدمة في وقت كانوا يأملون فيه بالحصول على إجازات بعد فترة طويلة من العمل المتواصل، بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية .
ما هو "الأمر 77"؟
"الأمر 77" هو قرار إداري أصدرته القيادة العسكرية الإسرائيلية في يوليو 2024، ويقضي بتمديد مدة الخدمة العسكرية الإلزامية للجنود النظاميين من 32 إلى 36 شهرًا. وعلى الرغم من أن القرار يشمل فقط الجنود النظاميين، إلا أنه أصبح نقطة نقاش رئيسية في الجيش الإسرائيلي، حيث سيغطي هذا التمديد فترة 8 سنوات، مما يثير تساؤلات حول مستقبله وتأثيراته على معنويات الجنود.
القرار كان نتيجة للأحداث الأمنية المستمرة في جبهة الشمال بلبنان والجنوب بغزة، هو ما دفع القيادة العسكرية إلى اتخاذ هذه الخطوة الجذرية لتلبية احتياجاتها البشرية المتزايدة. ومع إعلان القرار، بدأ الجنود يتساءلون عن معايير العدالة في تنفيذه، وعن تأثيراته على حياتهم الشخصية.
وبحسب ما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، تسبب "الأمر 77" في أزمات نفسية ومعنوية كبيرة للجنود الإسرائيليين، خاصة أولئك الذين كانوا في طريقهم للتسريح بعد شهور طويلة من الخدمة، قائلة إن العديد من الجنود عبروا عن شعورهم بالإرهاق النفسي والجسدي، معتبرين أن التمديد القسري سيؤثر على حياتهم الشخصية.
وأكد أحد الجنود في لواء ناحال أنه لا ينبغي أن يتم تمديد الخدمة على حساب الجنود الذين قدموا بالفعل أكثر مما قدمه معظمهم في الفترة السابقة، واصفًا هذا القرار بـ "غير العادل"، خاصة في ظل ظروف الخدمة الصعبة والمتعبة التي مروا بها في فترة طويلة من الحرب المستمرة في غزة.
النقص في أعداد الجنود وأسباب القرار
وفقًا للمصادر العسكرية، يعاني الجيش الإسرائيلي من نقص في أعداد الجنود، حيث يفتقر إلى حوالي 10,000 جندي، وهو ما يفسر إصدار "الأمر 77". ومع استمرار الحرب في غزة وكذلك التهديدات الأمنية في الشمال، اضطرت القيادة العسكرية إلى اتخاذ هذا القرار لمواكبة الاحتياجات العسكرية المتزايدة.
ترى الإدارة العسكرية الإسرائيلية أن هذه الخطوة كانت ضرورية للحفاظ على قدرة الجيش على تنفيذ مهامه الأمنية، ولكنها أيضًا أضافت أعباء جديدة على الجنود الذين كانوا يعتزمون البدء في حياتهم المدنية بعد تسريحهم، خاصة وأن الاحتجاجات جاءت مصحوبة بشعور التفرقة والتمييز في الوحدات التي تم حرمانها من إجازات التسريح، مثل لواء ناحال، بينما استمرت بعض الوحدات الأخرى في منح الإجازات.
ومن أبرز الوحدات التي شهدت احتجاجات بسبب "الأمر 77" هو لواء ناحال، الذي تم حرمانه من إجازات التسريح. الجنود في هذا اللواء الذين كانوا قد خدموا لفترات طويلة في ظروف صعبة في غزة، شعروا بأنهم يتحملون عبئًا إضافيًا مقارنة بالجنود في الألوية الأخرى التي أُعيدت فيها إجازات التسريح.
وقال جنود من لواء ناحال، إن الحل الجديد جاء على حساب "أولئك الذين خاطروا بحياتهم لأكثر من عام"، ففي الوقت الذي ينظرون فيه لألوية أخرى تُعيد جنودها إلى منازلهم لمدة أسبوع أو أسبوعين، يظلون هم في وحداتهم العسكرية مما يجعلهم يشعرون أن المعاملة غير عادلة، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يواجهونها، بحسب ما نقلت عنهم الصحيفة العبرية.
من جانبه نفى الجيش الإسرائيلي في البداية، توقف وحدات أخرى عن استخدام "الرمز 77"، لكن عاد بعد ذلك ليؤكد، إعادة العمل بإجازة التسريح التقليدية في عدة وحدات نظامية خلال الأسابيع الأخيرة.
فيديو قد يعجبك: