إعلان

بعد انتحار اثنين منهم.. صناع الأثاث للرئيس السيسي: "أنقذنا من البطالة" (صور وفيديو)

03:23 م السبت 13 يناير 2018

دمياط- محمد إبراهيم:

فوجئ أهالي محافظة دمياط بانتحار شابين في حادثتين متفرقتين خلال عشرة أيام فقط، لكن المشهد الثابت فيهما هو إغلاق ورش الأثاث وتسريح العمال.

الشاب الأول يدعى "عبدالعزيز غازي"، الذي يقيم في قرية السنانية، كان يعمل نجارًا واضطر في أيامه الأخيرة إلى العمل في ورشة أخرى، لفشله في تدبير نفقات ورشته الخاصة قبل أن يفشل في الاستمرار في العمل ويصبح واحدًا من المئات الذين أصبحوا على مقعد البطالة، فأعد مشنقة من حبل غسيل، وعلقها في غرفته لينهي حياته بشكل مؤسف.

وفي الحادثة الثانية قرر "وائل محروس" أن ينهي حياته بحبل غسيل كذلك، تاركًا أطفاله الثلاثة، بعد أن تراكمت عليه الديون، ما اضطره لإغلاق ورشته وفشله في توفير عمل آخر.

يضرب الركود الاقتصادي قرى ومدن محافظة دمياط، التي اشتهرت منذ عشرات الأعوام بصناعة الأثاث، ولجأ المئات من الحرفيين إلى إغلاق ورشهم، وتسريح العمال وتغيير مهنهم، بينما يواجه أصحاب الورش الصغيرة والمتوسطة ارتفاعًا جنونيًا في أسعار الخامات، وعلى رأسها الأخشاب بأنواعها خلال الأيام القليلة المنقضية، مطالبين الرئيس عبدالفتاح السيسي بالتدخل وإسناد تجارة الأخشاب إلى القوات المسلحة نظرًا لأنها سلعة استراتيجية بالنسبة لهم.

"الأبلكاش" بـ83 جنيها

سامي عسيلي، صاحب ورشة أثاث، أكد أن عدم وجود رقابة جعل تجار الأخشاب يطمعون في جني ملايين الجنيهات على حساب العامل الصغير، على الرغم من الكثير من العقبات الأخرى التي تواجهه، أضاف: "لما لوح الأبلكاش يوصل سعره لـ83 جنيهًا رغم ثبات سعر الدولار، كان بـ65 جنيهًا لما الدولار كان بـ20 جنيهًا، الصندوق الواحد بقى سعره بيعدي 10 آلاف جنيه، وكل يوم بيزيد، والخشب الزان بقى بـ8500 جنيه، وأحيانًا يتجاوز الـ10 آلاف".

وأوضح عسيلي، أنه التقى المهندس طارق قابيل، وزير التجارة والصناعة، ضمن ممثلين لصناع الأثاث بالمحافظة ووعد بإنشاء معارض في كافة المحافظات لكن هذا الأمر لم يتم، وجرى تنظيم معرضين اثنين فقط في سوهاج والمنيا.

ولفت إلى أن هناك الكثير من الورش جرى إغلاقها وتسريح العمال منها، مطالبًا الرئيس عبدالفتاح السيسي بالتدخل لحماية الاقتصاد القومي، وتابع: "الورشة اللي كان فيه 10 عمال بقى فيها اتنين، واللي كان فيها اتنين قفلت، هنجيب منين، الصناعة بتموت فعلًا ولازم الحكومة تقوم بدورها".

المخدرات بديلًا

السعيد الغزلاني، أمين صندوق اللجنة النقابية للعاملين بتجارة وصناعة الأثاث، اعتبر أن "الأبلكاش" سلعة استراتيجية، محذرًا من إغلاق الورش واتجاه الحرفيين إلى الاتجار في المواد المخدرة، مضيفًا: "الشعراء قرية تعتبر قلعة صناعية في السنوات الأخيرة أصبحت بؤرة للاتجار في المخدرات والشباب بيضرب حقن والبيع بشكل علني، فين الدولة وفين النواب".

وطالب الغزلاني بتغيير قانون العمل لأنه لا يخدم العمال سواء أثناء عملهم طوال حياتهم، أو بعد إصابتهم بأمراض أو خروجهم على المعاش، وتابع: "القانون أكبر عقبة بتقابل العامل علشان ياخد حقه".

وتساءل: "كيف لحكومة من المنوط بها أن تدعم الاقتصاد القومي وتيسر علينا كعمال وحرفيين التنظيم والتسويق وتوفير المواد الخام أن تشتري أثاث مكتبي صيني في الوزارات والمديريات، حتى مكتب محافظ دمياط مستورد من الصين، إحنا فين".

العمال خارج الاهتمام

طه حبيب، يعمل في دهان الأثاث، طالب الدكتور إسماعيل عبدالحميد طه، محافظ دمياط، بالنزول إلى الشارع ومتابعة أحوال صناع الأثاث وهم في كل شارع "فيه ورشة تحت كل بيت وآلاف الناس بيشتغلوا في كل شارع في دمياط، الأبلكاش والخشب في إيد الحيتان اللي مش بيشبعوا، والدولة آخر من يعلم، ومش بنشوف أي تحرك حقيقي".

وتابع: "الحكومة مقصرة في حق العمال، وإحنا مش محتاجين مدينة للأثاث علشان الإنتاج لأنه وفير، إحنا محتاجين الصنايعي يقدر يشتغل ويشتري مواد خام بأسعار معقولة علشان يقدر يبيع والركود يختفي، محتاجين معارض وتسويق وتأمين للعمال اللي بيخافوا إنهم بعد السنين كلها مش هيلاقوا تمن علبة الدوا".

التابعي الغازي، رئيس اللجنة النقابية للعاملين بتجارة وصناعة الأثاث، اتهم عددًا من مستوري وتجار الأخشاب بالتورط في الأزمة الاقتصادية التي تشهدها محافظة دمياط، مطالبًا الحكومة باليقظة وتفعيل دور المراقبة، كما اقترح بأن يتولى جهاز الخدمة العامة بالقوات المسلحة هذا الملف ويفتح شوادر يمكن من خلالها السيطرة على الحيتان، على حد قوله.

وبيّن أن هناك الكثير من الجهود التي تبذل من أجل صرف معاشات للعمال، لكن القوانين المنظمة تقف عائقًا، وتابع "نأمل أن يكون القانون الجديد المنتظر إقراره هو الأفضل".

المحافظ: تثبيت السعر

من جانبه، أكد الدكتور إسماعيل عبدالحميد طه، محافظ دمياط، أن الهدف من إنشاء مدينة الأثاث بدمياط يتمثل في تخفيض تكاليف إنتاج الأثاث لأنها توفر خدمات مشتركة للموجودين بها، وبنية أساسية وإجراءات للأمن والسلامة، سواء للعاملين والصناع أو المستثمرين، ما يعود بالأثر الإيجابي على الاقتصاد المصري.

ونفى في تصريحات صحفية، أن تقضي المدينة على صغار الصناع، مؤكدًا أن المدينة متخصصة في صناعة الأثاث وكل ما يتعلق بها من حرف وصناعات متوسطة وصغيرة وصناعات مغذية ومكملة لها، ومع بدء إنتاجها سيكون هناك تسويق عالمي للأثاث المصنع في دمياط، كما أنه تم البدء في الخطوات الأولية لإنشاء أكبر معرض لمنتجات الأثاث الدمياطي بالشرق الأوسط على مساحة 330 ألف متر مربع بالمدينة ليكون نقلة كبيرة لصناعة الأثاث الدمياطي الشهيرة بسمعتها العالمية، مشيرًا إلى أنه سيتم إنشاء مدرسة لتعليم فنون صناعة الأثاث إلى جانب المراكز التكنولوجية المقرر إنشاؤها.

وأضاف: "حصلنا على قرض قيمته مليار ونصف المليار جنيه لصغار الصناع ضمن مبادرة الرئيس لتمويل المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، أي صانع يتملك ورشة يدفع 10% من قيمتها ويمكنه سداد القرض على 10 أعوام وهناك فترة سماح لمدة عام، فرصة رائعة لأي شخص يمكنه دفع أقساط الورشة أو شراء المعدات من خلال القرض في حال رغبته في ذلك، والقرض بعائد نسبته 5%".

وبيّن المحافظ، أنه عقد اجتماعًا مع مجموعة استيراد الأخشاب لبحث نتائج تخفيض رسوم تحسين الجمارك التي قررها وزير المالية إلى 420 دولارًا بدلًا من 540 دولارًا، بعد تدخل محافظ دمياط والنائب ضياء الدين داود لدى الدكتور هاني قدري دميان وزير المالية السابق، وتأثير هذا القرار على تخفيض أسعار الأخشاب والأبلكاش إلا أن التجار تعللوا بارتفاع سعر الدولار من 17 إلى ما يقرب من 20 جنيهًا فتم الاتفاق على تثبيت السعر إلى 68 جنيهًا.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان