قضية قديمة تتجدد.. جلسة بين "الإنجيليين" و"الأرثوذكس" تُرجئ حسم أزمة "قاعة المنيا"
المنيا – محمد المواجدي :
بعد مرور ما يقرب من أسبوع، على الأزمة التي وقعت بين "الأرثوذكس" و"الإنجيليين"، بقرية الأبعادية في مركز المنيا، بسبب نزاع على ملكية مبنى يعتبره "الإنجيليين" كنيسة لهم، فيما يؤكد "الأرثوذكس" أنه قاعة مناسبات مُخصصة لجميع الطوائف المسيحية، طرح أعضاء بالمجمع الإنجيلي في المنيا، مُباردة لعقد جلسة حوار بين الأهالي في "القرية" لوضع حد للأزمة، انتهت بإرجاء الحسم إلى جلسة أخرى.
وقالت مصادر كنسية لـ"مصراوي"، إنّ اللقاء عُقد تحت رعاية الأنبا مكاريوس، الأسقف العام لمطرانية المنيا وأبوقرقاص، وحضره ممثلون عن القرية، هم كل من عماد عبدالله، وإسحق نجيب، وخليل إبراهيم، وعاطف مرقص، وعُرضت مجموعة من الحلول من الطرفين، واتفقا على عقد لقاء آخر للوصول إلى حل نهائي، يحفظ السلام الاجتماعي.
كنيسة إنجيلية قديمة
وكانت حرب بيانات وتصريحات اشتعلت بين الطائفتين، يوم الأربعاء الماضي، وقال القس إكرام لمعي، رئيس لجنة الإعلام في الكنيسة الإنجيلية في بيان له، الخميس الماضي، إنّ المبنى المتهدم عبارة عن كنيسة إنجيلية تأسست داخل قرية بني محمد سلطان، عام 1886 تابعة لمجمع المنيا الإنجيلي لخدمة القرية والقرى الّمجاورة لها، قامت ببناء عدة كنائس حولها، وفي عام 2002، تقدّم القس شكري إسحق، راعي الكنيسة الإنجيلية، بقرية بني سلطان، بطلب هدم، وإعادة بناء تلك الكنيسة، وحصل على موافقة الجهات المسؤولة حتى اعترضت الكنيسة الأرثوذكسية على القرار، وأوقفت الشرطة القرار، وأغلقت المبنى لحين انتهاء النزاع القضائي بشكل نهائي وبات.
وأضاف "لمعي"، إنّه في يوم 26 أبريل من عام 2017، أصدرت المحكمة حكمها باستخدام المكان كقاعة مُناسبات لجميع الطوائف (الأرثوذكسية، والإنجيلية، والرسولية) ولا يُسمح لأس طرف بأي طرف من الأطراف المُتنازعة أن يتصرف فى المكان بمفرده، وفي مساء 6 فبراير، لاحظ "راعى الكنيسة" أنّ الشباب الأرثوذكسي يعملون على تشوين مواد البناء، وفى صباح 7 فبراير، حاول الأمن التنسيق بين الأطراف المُتنازعة ودعاهم للاجتماع بمكتب المأمور، وقبل وصول الأطراف للمكتب، تجمهر الشباب وبدأ هدم المكان بلودر مع الإدعاء أن المكان أرثوذكسي، وتعرضوا لراعى الكنيسة القس أسامة مكرم وزوجته، وتم تحرير محضر بذلك وجارٍ استمرار التحقيقات فى النيابة.
وعن الموقف القانوني للكنيسة الإنجيلية قال "لمعي"، إن الكنيسة الإنجيلية تحترم أحكام القضاء السابق الإشارة إليها، ولكن مع السير في الإجراءات القانونية حتى لا يفرض طرفًا أمرًا واقعًا منفردًا طبقًا لرؤيته الخاصة، مُطالبًا كافة الجهات المختصة بتطبيق القانون على جميع الأطراف على قدم المساواة.
قاعة مناسبات لكافة الأقباط
وفي المُقابل، أصدر قساوسة من مطرانية الأقباط الأرثوذكس، وعددٍ من الأهالي الأرثوذكس، بقرية بني محمد سلطان بالمنيا، بيانًا أكدوا فيه أنّ المبنى المُتناوع عليه، هو قاعة آيلة للسقوط يخدم أهالي القرية، وخاضع لمطرانية الأقباط الأرثوذكس منذ عشرات السنين، وأنه مبنى قديم ومُتهالك، وأنّ الكنيسة الإنجيلية أقامت دعوى قضائية لإثبات ملكيته إلّا أنّ المحكمة أكدت رفض ادعائها، وخضوعه للكنيسة الأرثوذكسية.
وذكر "البيان" الذي حرره كل من القساوسة موسى ثابت، وباخوم إنجلي، وثاؤفيلس نبيل، أنه بناءً على هذه الملكية المُثبتة بحكم القضاء، هدمت الكنيسة المبنى لإعادة بنائه كمبنى خدمات يخدم أبناء القرية من الأقباط بجميع طوائفهم.
مشاحنات وإصابات
وكانت قرية بني محمد سلطان، التابعة لمركز المنيا، شهدت الأربعاء الماضي، تجمهر العشرات من المنتمين لطائفتي الأرثوذكس والإنجيليين، لنزاع بينهما على ملكية قاعة مناسبات بالقرية، وحدثت بينهما مشاحنات ومصادمات محدودة، أسفرت عن إصابة عدد منهم بينهم "قس"، قبل أن يُسيطر الأمن على الموقف.
وقال مصدر أمني، لـ"مصراوي"، إنّ مسؤولي مطرانية المنيا وأبوقرقاص للأقباط الأرثوذكس، هدموا قاعة المناسبات في القرية، دون الحصول على ترخيص الهدم من الجهة الإدارية، رغم أن القاعة محل نزاع بينهم، وبين أبناء الطائفة الإنجيلية، ثم أحضر مسؤولو طائفة الأرثوذكس، عددًا من البلوكات الحجرية بمكان الأنقاض، فتجمّع نحو 80 شخصًا من الطائفتين، ووقعت مشادات كلامية ومصادمات.
وأوضح تدخل أجهزة الأمن، واحتوائها الموقف، وصرف المتجمعين، وعقب ذلك توجّه قس يُدعى "أسامة. م"، إلى مركز الشرطة، وقدّم بلاغًا يتضمن تضرره من "شاكر. ت" بالمعاش وآخرين، ويُقيم في قرية الأبعدية، لأنهم اعتدوا عليه وزوجته وأبنائه بالسب والضرب وإصابته.
وأضاف المصدر الأمني، أنّه جرى تعيين الخدمات الأمنية اللازمة لملاحظة الحالة، والتنسيق مع محافظة المنيا، لاتخاذ الإجراءات الإدارية اللازمة، واتخاذ ما يلزم من إجراءات للحيلولة دون القيام بأعمال بناء إلا عقب الحصول على التراخيص.
وذكرت مصادر كنسية "أرثوذكسية" لــ"مصراوي" أن المبنى المُتنازع عليه، مُقامٌ على مساحة 100 متر، ومكوّن من طابق واحد، وكان مخصصًا كـ"قاعة مناسبات" لأبناء الطوائف المسيحية المختلفة بالقرية، واستغله مسؤولو الطائفة الإنجيلية لعشرات السنوات، ثم أطلقوا عليه مُسمى كنسي قبل فترة، ما أثار حفيظة الأرثوذكس.
وأوضح أن القاعة أصبحت محل نزاع قضائي بين الطائفتين، فتقرر غلقها منذ عام 2002، حتى صدر حكم قضائي مؤخرًا بأن المبنى "دار مناسبات" تحت مُسمى "جمعية بني محمد سلطان"، ويُستغل لكافة الطوائف المسيحية بالقرية، ولايُعتبر كنيسة لأي من الطائفتين المُتنازعتين، غير أن الخلاف بينهما مازال قائمًا.
فيديو قد يعجبك: