"رزق حلال" في دمياط.. "طاقة خير" شبابية لدعم المحتاجين بمشروعات صغيرة

دمياط – محمد إبراهيم:

يُعدُّ "رزق حلال" إحدى أبرز المبادرات الخيرية التي أطلقت في الآونة الأخيرة بدمياط، وتهدف إلى إهداء مشاريع صغيرة لأسر مستحقة، لتغنيهم عن السؤال وتحميهم من الوقوع في براثن العوز.

ويقوم على هذه المبادرة مجموعة من الشباب والفتيات في أعمال متفاوتة يسعون إلى عمل بحث اجتماعي عن الحالات المتقدمة للاستفادة من التبرعات مرورًا بجمع الأموال وتحصيلها من خلال حملات مكثفة في الشوارع والميادين والمدارس.

ويتبع المشروع مؤسسة "صناع الحياة" ويجري تنفيذه بدمياط لمساعدة 25 أسرة هذا العام، دون التقيد بتبرعات الشهر الكريم ويعني بأهمية التنمية المستدامة وعدم الاعتماد على صرف معونات فحسب، يقول خالد الأخرس، الطالب بكلية الهندسة ومن متطوعي الحملة، إن الهدف من "رزق حلال" هو مساعدة المحتاجين بشكل دائم وليس لفترة مؤقتة والعمل على توفير قوت يوم أفراد الأسرة من خلال المبادرة.

ويضيف "هذا العام هناك 25 أسرة مستحقة للدعم والتبرعات ومتطوعو (رزق حلال) أمام تحد كبير لكن الحمد لله حققنا جزء كبير من المستهدف بفضل دعم أهالي دمياط في الأحياء المختلفة الذين يحبون الخير".

تؤكد آية عيسى، الطالبة بكلية الآداب ومن المتطوعات بالحملة، أن جميع المشاركين يرفعون شعار "الدال على الخير كفاعله"، وهناك طرق عديدة للتبرع والدعم المعنوي كذلك، لافتة إلى أنهم يعملون على التعريف بالمشروع الخيري للأهالي ومعظمهم يرحب بالمساهمة، وتتابع حديثها "خلال السنتين اللي فاتوا تم تسليم 37 مشروع لـ37 أسرة من الأسر المستحقة"

إجراءات متنوعة يلجأ إليها المتطوعون للتحقق من أحقية الشخص في الاستفادة من المشروع من أهمها عمل بحث اجتماعي للتعرف على ظروفه الاجتماعية والاقتصادية، ومن بين المستفيدين "عم إبراهيم"، والذي كان يعمل في نقل مواد البناء لكن مرضه أجبره على ترك هذه المهنة والعمل في إصلاح الأحذية، ويملك أربعة أولاد أحدهم يعاني من انسداد في الأمعاء.

ومن المقرر أن يحصل على "تروسيكل" لتأمين حياة أولاده وكفاية احتياجاتهم، ويبلغ سعر المركبة 25 ألف جنيه، ويقوم متطوعو المبادرة بتقسيم المبلغ ليصبح 250 سهمًا، قيمة السهم الواحد 100 جنيه.

ومن أبرز المستفيدين كذلك عم محمد والذي تعاني زوجته من سرطان في الغدة الدرقية وتتلقى العلاج في مركز الأورام، وكان يملك "تروسيكل" لكنه اضطر إلى بيعه لدفع قيمة العملية الجراحية التي أجرتها زوجته، فضلا عن تسديد جزء من ديونه، وعنده ٣ أولاد وأمنيته أن يكملوا تعليمهم ويكونوا أشخاص صالحين.

تجمع متطوعو "رزق حلال" أخيرًا ليشاركوا في حفل إفطار "صناع الحياة" بدمياط، رافعين شعار المثلث والذي تتكون أضلاعه من "الفقر، والجهل، والمرض" وهي الأشياء التي يسعون إلى محاربتها في المجتمع عن طريق العشرات من المتطوعين الشباب الذين يستثمرون طاقاتهم ومهاراتهم في المساهمة في بناء الإنسان وتلبية احتياجاته الأساسية وكذلك استكمال أنشطة المؤسسة التنموية.