إعلان

"مقعد وبكرج".. طقوس أهالي سيناء في عيد الفطر- صور

12:36 م الخميس 11 أبريل 2024

جنوب سيناء – رضا السيد:

العيد مصدر بهجة وسعادة للجميع، وله طقوس وعادات تختلف من مكان لآخر، ولكن العادات والتقاليد الخاصة بالعيد لدى أهل البادية "البدو" بجنوب سيناء، يتوارثونها ويحرصون على إحيائها مع تقليد بعض العادات الحديثة مثل الكعك والبسكويت والبيتفور في عيد الفطر المبارك.

قال الشيخ فريج الحويطي، شيخ قبيلة الحويطات بمدينة طور سيناء، إن لبدو جنوب سيناء طقوس وعادات خاصة بهم في عيد الفطر يحرصون على إحيائها، وعلى الرغم من أن الكثير منهم أصبح ينخرط في الحياة المدنية الحديثة إلا أنهم يلتزمون بهذه الطقوس يوم العيد، مشيرًا إلى أن التحضير لاستقبال العيد يبدأ قبل حلوله بعدة أيام، من خلال تنظيف وتجهيز مجلس القبيلة "المقعد" ليكون مجهزا لاستقبال أبناء القبيلة والقبائل الأخرى لتبادل التهاني، وتزويده برقية النار "البكرج"، وأبريق القهوة وآخر للشاي، والتمر بكافة أنواعه، والمقبلات مثل السوداني والترمس والمكسرات.

وأوضح "فريج" في تصريح اليوم، أنه لابد أن يرتدي جميع أبناء البدو من مختلف القبائل الزي البدوي أي "الجلباب والعقال" حتى الأطفال، ويتفاخرون بخامة القماش الخاص بهم، ويذهب الجميع لأداء الصلاة في الخلاء وهم يرتدون الأثواب التقليدية وأغطية الرأس للرجال، وتبدأ زيارات الأهل والأقارب من المدن والوديان والتجمعات البدوية، منذ اليوم الأول لعيد الفطر وتستمر طوال أيام العيد، مشيرًا إلى أن الأعياد بشكل عام تعد فرصة لتصفية الخلافات بين الأفراد بعضهم البعض.

وأشار إلى أن مجلس القبيلة أول مكان يجتمع فيه أبناء القبيلة عقب صلاة العيد، لتناول وجبة سريعة عادة ما تكون فراشيح "خبز بالدقيق والماء والملح" وجبن بالزعتر، والقهوة والتمر، ويظل المجلس مفتوحًا طوال أيام العيد، والنار موقدة به لكونه مكان التلاقي والزيارات العائلية وتبادل الهدايا ومنح الأطفال العيدية، ومكان لحلقات السمر، وتبادل الخبرات، مما يزيد من الروابط الأسرية والوحدة بين أبناء القبيلة.

وأكد أن شباب القبيلة يتفقون مع بعض شباب القبائل الأخرى ويلتقون في الخلاء عصر اليوم الأول للعيد، كونهم يعتبرونها فرصة للخروج للمناطق الخالية والاحتفال به في أجواء مفتوحة بعيدًا عن الزحام، وإقامة المسابقات المختلفة، مثل "المبارزة، تسلق الجبال، الجري، صيد الأرانب البرية" وأيضًا سباقات الهجن بعد تزيين الجمال بقماش ذات ألوان زاهية، وعقب انتهاء السباق، يقوموا بإشعال النار لشواء اللحوم، وتناولها ثم تناول الشاي، وشرب كل ما تجود به الصحراء من أعشاب طبيعية مثل "الحبق، النعناع الجبلي".

وأضاف "فريج" أن مشايخ القبائل البدوية، وكبار القبيلة الواحدة، يتوجهون في مواكب جماعي لتقديم التهنئة لكبار السن من المشايخ المعمرين في اليوم الأول، ثم التوجه في اليوم الثاني لمعايدة الأقارب داخل الوديان والتجمعات البدوية، وتناول الطعام البدوي الذي يحتوي على فتة بالأرز والخبز تسقى بشوربة اللحم الضأن، وعليها كميات كبيرة من اللحم المسلوق، وعقب الانتهاء من تناول الطعام يجري تبادل عبارات التهنئة مثل "مبروك عيدك، يجعلك سالم وغانم"، يجعلك من هاديين البال"، ثم تناول القهوة والشاي بنكهاتها البدوية.

وأكد أن هذه العادات لا تتغير ولا تتأثر بالمدنية الحديثة، مشيرًا إلى أن بدو جنوب سيناء أخذوا من عادات أهل الدلتا والوادي الكعك والبسكويت، والبيتي فور فقط، دون المساس بالعادات الخاصة بالتراث السيناوي الأصيل.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان